بين النفط والنووي.. 3 سيناريوهات للرد الإسرائيلي على إيران

يطرح الصحافي الأميركي دان بيري، على موقع صحيفة فوروورد الموجهة للمجتمع اليهودي في الولايات المتحدة ٣ سيناريوهات رئيسية للرد الإسرائيلي لكل منها مكاسب وخسائر كالآتي:

• ضربة رمزية: يكون ذلك من أجل عدم فقدان مزيد من الأرواح الإسرائيلية، وبالتالي قد تُرضي بعض المخاوف الأمنية الفورية لإسرائيل، لكنها لن تفعل الكثير لردع إيران أو تعطيل طموحاتها الاستراتيجية الكبرى، لكنه لايغير الوضع الراهن وبالتالي لا يكون كافيا لإسرائيل.

• ضربة تكتيكية: قد تتضمن استجابة أكثر أهمية اتخاذ إجراءات عسكرية مباشرة ضد الأصول الإيرانية، مثل المنشآت النفطية أو القواعد العسكرية لإلحاق ضرر حقيقي بالبنية التحتية الإيرانية، مما يجبرها على إعادة النظر، مثل ضرب منشأة نفطية تعطل شرايين الاقتصاد الإيراني، دون دفع المنطقة نحو حرب شاملة.

• إعادة هيكلة استراتيجية لتوازن القوى في المنطقة: هو الأخطر، من خلال مطالبة الغرب بتفكيك البرنامج النووي لإيران ويمكنها هنا حصار الموانئ الإيرانية، وتدمير منشآت النفط الرئيسية، أو ضربة تقوض القدرات النووية الإيرانية.

وربما تلجأ لدعم المعارضة الإيرانية ما يحدث هزة للنظام أو تغييره أو على الأقل تحييد طموحاته.

وفق مسؤولين إسرائيليين، فإن تل أبيب تبحث الخيارات المتاحة للرد على الهجوم الصاروخي الإيراني، ومن بينها المنشآت النفطية وغيرها من المواقع الاستراتيجية الأخرى بحسب أكسيوس.

في الوقت ذاته، فإن مناقشات مجلس الوزراء الإسرائيلي تشير إلى أن الاتجاه الواضح هو دفع إيران لثمن هجومها، ربما من خلال الإضرار بموقع استراتيجي مثل المنشآت النفطية، بحسب هيئة البث الإسرائيلي.

أما التوقيت فسيكون خلال أيام، مع الأخذ في الاعتبار اختيار موعد يسمح لإسرائيل بالاستعداد مرة أخرى للدفاع في حال حدوث رد فعل إيراني آخر.

في سياق متصل، يرجح الباحث الإسرائيلي موشيه العاد، المستشرق في كلية الجليل الغربي، إن تل أبيب يمكن أن تضرب الاقتصاد الإيراني كله بشن غارة على ميناء جزيرة خارج، بحسب معاريف.

وأضاف العاد أن طهران تعرف أنها نقطة ضعف، لكن أميركا تدرك أيضا أن نقص النفط سيضر 90 مليون نسمة، بحسب معاريف.

وتحتل إيران المرتبة الثانية على مستوى العالم من حيث احتياطيات الغاز الطبيعي والرابعة من حيث احتياطيات النفط الخام المؤكدة، ورغم التنوع النسبي الذي تتمتع به إيران كدولة مصدرة للنفط، فإن النشاط الاقتصادي والإيرادات الحكومية لا تزال تعتمد على عائدات النفط، بحسب البنك الدولي عام ٢٠٢٢.

وتسارع نمو الناتج المحلي الإجمالي لإيران إلى 5% على أساس سنوي بين أبريل وديسمبر 2023، مدفوعًا بقطاع النفط والخدمات، إذ توسع القطاع الذي يمثل 8.6% من الناتج المحلي الإجمالي في الفترة، بنسبة 16.3% (على أساس سنوي)، بحسب تقرير البنك الدولي.

في الوقت نفسه، فقد حققت صادرات النفط الإيرانية 35.8 مليار دولار في الفترة بين مارس 2023 و 2024 بحسب تصريح لرئيس الجمارك الإيرانية محمد رضواني فر نقلته رويترز.

يرجح مسؤولون إسرائيليون لأكسيوس أنه حال ردت إيران على الرد الإسرائيلي، فإن ضرب المنشآت النووية سيكون خيارا مطروحا على الطاولة.

لكن هذا الأمر سيؤدي إلى توسيع نطاق الصراع، فإذا توقعت إيران ضربة إسرائيلية على منشآتها النووية، فقد تقرر التسريع في إنتاج سلاح نووي، وفي المقابل، فإن توقع دفع طهران نحو التسلح بشكل استباقي قد يحفز تل أبيب على تنفيذ ضربات لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، لكن عامل الوقت هنا في صالح إسرائيل.

رغم ذلك، فإن إيران قد تسرع في إنتاج سلاحها النووي حال تعرضها لضربة محدودة على منشآتها النووية، ذلك أن المجمع النووي الإيراني متفرق، والمرافق الرئيسية محصنة للغاية، والخبرة النووية متماسكة بحيث لا يمكن القضاء عليها من خلال ضربات عسكرية محدودة، بحسب كل من داريا دولزيكوفا الباحثة في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن ، وماثيو سافيل مدير العلوم العسكرية في المؤسسة نفسها.

ويشير الباحثان في مقال لهما على Bulletin of the Atomic Scientists إلى أن ذلك قد يدفع إسرائيل إلى التفكير في عملية عسكرية واسعة النطاق لإيقاف البرنامج بشكل حاسم مرجحين أن يؤدي ذلك إلى حرب شاملة مدمرة للغاية بين إيران وإسرائيل، وربما تتحول إلى حرب إقليمية.

علاوة على ذلك، فإن هذا الهجوم سيتطلب هجوما واسعا ودعما أميركيا ربما مباشرا لإنجاحه.