صراعات
أظهر تحقيق لمنظمة غير حكومية سويسرية أن الهجمات البحرية التي يشنها الحوثيون في البحر الأحمر تشرف عليها منظمة تدعى "مركز تنسيق العمليات الإنسانية"، أسسه المتمردون هذا العام.
وأفاد تحقيق لمنظمة InPact أن العمليات التي استهدفت حركة الملاحة قبالة سواحل اليمن، يشرف عليها مركز "تنسيق العمليات الإنسانية"، HOCC.
أنشئ المركز في فبراير بمرسوم أصدره رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، أعلى مسؤول سياسي في حركة "أنصار الله" المدعومة من إيران. ويتبع المركز "مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة ويخضع لإشرافه"، بحسب نصّ المرسوم الذي نشرته وسائل إعلام تابعة للحوثيين في حينه.
أكدت المنظمة السويسرية أن المركز يديره "أحمد حامد، وهو من الشخصيات النافذة لدى الحوثيين، وقريب من مهدي المشاط والقوات المسلحة للحوثيين".
أحمد حامد
وقالت المنظمة السويسرية إن حامد، وهو مدير مكتب المشاط، "يعرف باسم "رئيس الرئيس" لأن كل القرارات الاستراتيجية لحكومة الحوثيين لا تتخذ من دون موافقته".
واعتبر تقرير صادر عن فريق خبراء تابع للأمم المتحدة بشأن اليمن عام 2021، أن حامد "ربما يكون أقوى زعيم مدني حوثي من خارج أسرة الحوثي".
يعود جزء كبير من السلطة التي يمتلكها حامد إلى علاقته الطويلة والوثيقة بعبد الملك الحوثي، زعيم جماعة الحوثيين، بحسب تقرير أعده مركز صنعاء للأبحاث. ولد أحمد حامد في قرية مران عام 1972، أي نفس المكان الذي ولد فيه حسين بدرالدين الحوثي، شقيق عبدالملك، ومؤسس جماعة الحوثيين.
كان حامد من أوائل أتباع حسين الحوثي وأكثرهم إخلاصًا له، لكنه أيضًا قضى وقتًا طويلًا مع تابع آخر لحسين، وهو عبدالملك، الأخ الأصغر غير الشقيق لحسين الحوثي، إذ هما صديقان منذ الطفولة.
بحسب قرار تأسيس المركز فإن مهامه المعلنة:
كشف تحقيق المنظمة السويسرية أن المركز:
وأكدت شركة بحرية دولية لفرانس برس أنها تلقّت بضع رسائل من الحوثيين، تعود آخرها إلى نحو 8 أشهر، وكانت الرسائل تطلب عدم عبور السفن قبالة اليمن بحجة احتمال استهدافها.
أدت هجمات الحوثيين إلى تراجع حاد في حركة الملاحة قبالة سواحل اليمن.
ومنذ نوفمبر، يشنّ الحوثيون هجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها.
واستهدف الحوثيون أكثر من 80 سفينة تجارية بالصواريخ والمسيرات منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر. وقد استولوا على سفينة واحدة وأغرقوا اثنتين في إطار حملتهم التي أسفرت أيضا عن مقتل 4 من البحارة.
ولمحاولة ردعهم، تشنّ القوّات الأميركية والبريطانية ضربات على مواقع تابعة للحوثيين في اليمن منذ 12 يناير.
وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات على صواريخ ومسيّرات يقول إنها معدّة للإطلاق، وعقب ذلك، أكد الحوثيون أن السفن الأميركية والبريطانية باتت أهدافا مشروعة لهم.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة