"بنك معلومات حزب الله".. من هو وفيق صفا الذي استهدفته إسرائيل؟

في غارة جويّة عنيفة طالت منطقة النويري في قلب العاصمة اللبنانية بيروت، استهدفت إسرائيل، مساء الخميس 10 أكتوبر، مسؤول التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا، صهر الأمين العام السابق حسن نصرالله الذي اغتالته إسرائيل يوم 27 سبتمبر الماضي، فيما قالت 3 مصادر أمنية لوكالة رويترز إن صفا، نجا من محاولة الاغتيال التي استهدفته.

اسم صفا في حزب الله ليس عاديا، فهو أشهر مسؤول أمني في الحزب، كما أنه لعبَ دورا كبيرا في المشهد السياسي الداخلي اللبناني، كما تصدرت صورته الأخبار أثناء عملية تبادل للأسرى مع إسرائيل عقب حرب تموز 2006. فمن هو وفيق صفا؟ وما دوره في حزب الله؟

صاحب المهمات السياسية والأمنية

يعتبر صفا من الشخصيات المثيرة للجدل في حزب الله، كما أنه من النافذين ضمن التنظيم منذ أكثر من 30 عاما، ولديه مهمات أمنية وسياسية، وأحد المقربين من المجلس الجهادي لحزب الله وأعضاء مجلس الشورى.

يُنظر لصفا على أنه شخص "مثير للجدل" بسبب دوره في صفوف حزب الله، خصوصا على الصعيد المرتبط بالعلاقات مع الأطراف الداخلية اللبنانية والتحالفات التي نسجها الحزب.

أيضا، يمثل صفا "بنك معلومات لحزب الله" نظرا لدوره الكبير على الصعيد الأمني، بجانب لقاءاته المتكررة مع نصرالله وقادة عسكريين آخرين تم اغتيالهم خلال الأشهر الماضية، مثل إبراهيم عقيل وفؤاد شكر، وفق ما تقول مصادر مقربة من حزب الله لبلينكس.

رأس مفاوضات تبادل الأسرى مع إسرائيل

برز اسم صفا بشكل كبير خلال مفاوضات تبادل الأسرى بين لبنان وإسرائيل عقب حرب تموز عام 2006. حينها، كان صفا هو المفاوض الأبرز في تلك الصفقة، عندما قاد الاتصالات باسم الحزب.

أيضا، كان صفا واحدا من الذين أداروا علاقات الحزب الخارجية مع دول عربية وأوروبية، في طليعتها فرنسا.

تهديد قاضي التحقيق بملف انفجار المرفأ

عاد اسم صفا ليثير الجدل مرة أخرى على الصعيد الداخلي بعد تفجير مرفأ بيروت عام 2020، وذلك عقب إطلاقه تهديدا لقاضي التحقيق في الملف طارق البيطار.

حينها، أثيرت في لبنان ضجة حول تدخلات صفا بملف المرفأ وواجه اتهامات بعرقلة التحقيقات في القضية.

وتدخل صفا لتطويق خطة أمنية للسلطات الرسمية في الضاحية الجنوبية لبيروت بهدف تنظيم المخالفات، وقد انتشرت صورة له مع كبار الضباط للالتفاف على تطبيق الخطة الأمنية.

رئيس الجهاز الأمني ومسؤول ملف المعابر

الملف الأبرز الذي أداره صفا، كان التحكم في المعابر اللبنانية الحدودية، بسبب امتلاكه شبكة علاقات واسعة يدير من خلالها الكثير من الصفقات.

وبسبب هذا الدور، فرضت وزارة الخزانة الأميركية في العام 2019 عقوبات عليه، إذ قالت في بيان، إن صفا استخدم الموانئ والمعابر الحدودية اللبنانية في عمليات التهريب وتسهيل السفر نيابة عن حزب الله، مشيرة إلى أنه يعمل بصفته "رئيس الجهاز الأمني لحزب الله".

شبهات بعد اغتيال شكر

إثر اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر في 30 يوليو، جرى الحديث عن تورط صفا بتسريب معلومات عن مكان استهداف شكر بالضاحية الجنوبية لبيروت، باعتباره أحد المقربين للغاية منه.

حينها، جرى تسريب معلومات تفيد بأن صفا كان محتجزا لدى حزب الله ويخضع للتحقيق، إلا أنه ظهر لاحقا خلال احتفال تأبيني لشكر ألقى فيه نصرالله خطابا عبر الشاشة.

وقبل أكثر من شهر، أشيع نبأ اغتيال صفا في بلدة ميفدون، بجنوب لبنان خلال غارة إسرائيلية، لكن ما تبين أن ما أثير آنذاك كان عار من الصحة.