JDAM في بيروت.. هكذا تحولت قنبلة وفيق صفا من "غبية إلى ذكية"

في أعقاب الضربة الإسرائيلية التي تعد الأكثر دموية على العاصمة اللبنانية بيروت، كشف تحقيق لصحيفة الغارديان البريطانية استخدام ذخيرة أميركية الصنع من نوع JDAM لاستهداف مبنى كان يوجد فيه قيادي حزب الله وفيق صفا، ما أسفر عن مقتل 22 شخصا وإصابة 117 آخرين، لتكون أول ضربة إسرائيلية تستخدم فيها ذخيرة أميركية الصنع منذ عام 2006.

وقالت مصادر لوكالة رويترز إن صفا، رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب والمسؤول عن التنسيق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية، نجا من محاولة الاغتيال لكن أصيب بشكل بالغ، وأن فرص نجاته باتت ضئيلة.

تحقيق الغارديان توصل إلى هذه النتيجة عبر التحقق من بقايا السلاح من قبل قسم الأزمات والصراعات والأسلحة في منظمة هيومن رايتس ووتش، وفني سابق في الجيش الأميركي.

ريتشارد وير، الباحث البارز في قسم الأزمات والصراعات والأسلحة، يقول بعد مشاهدة صورة للقطعة المتبقية: "النمط الخاص بالمسامير، موقعه وشكل القطعة المتبقية يتطابق مع زعنفة توجيه أمريكية الصنع من نوع JDAM، وهي مجموعة توجيه لقنابل سلسلة Mk80 المحمولة جوًا".

وتشمل سلسلة Mk80 ثلاث فئات من القنابل، أصغرها يزن 500 رطل (226 كيلوغراما) وأكبرها 2000 رطل.

يقول وير: "إن استخدام هذه الأسلحة في مناطق مكتظة بالسكان، يضع المدنيين والأهداف المدنية في المنطقة المجاورة في خطر جسيم من الأذى الفوري والمستمر".

ويعد JDAM من أكثر أنظمة التوجيه التي تطلبها إسرائيل من الولايات المتحدة.

نظام JDAM عبارة عن جهاز توجيه تصنعه شركة بوينغ الأميركية للطيران، وتتم إضافته إلى القنابل التقليدية التي يصل وزنها إلى 2000 رطل (900 كيلوغرام)، مما يحولها إلى قنابل ذكية موجهة بنظام GPS.

وتقول شركة بوينغ المنتجة إن هذا النظام يوفر الآتي:

• مجموعة توجيه منخفضة التكلفة
• تعمل في جميع الظروف الجوية، نهاراً أو ليلاً
• يسهل تركيبها على القنابل

ويمكن تركيب هذا النظام على هذه القنابل:

1. MK-84
2. MK-82
3. MK-83

ويتم دمج هذه الأنظمة في جميع المقاتلات الأميركية المتطورة بما فيها F-35، ويتراوح سعر نظام التوجيه بين 25 و84 ألف دولار.

خلال عام من بدء الحرب في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، قدمت الولايات المتحدة 17.9 مليار دولار إلى إسرائيل، وفقا لحسابات مشروع تكاليف الحرب بجامعة براون الذي اكتمل قبل أن تبدأ إسرائيل عملياتها الموسعة ضد حزب الله في لبنان.

وقال باحثون إن 4.86 مليار دولار إضافية ذهبت إلى تكثيف العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة منذ 7 أكتوبر 2023، بحسب أسوشيتد برس.

وبحسب صحيفة The Marker الإسرائيلية، فإن مقدار المساعدات الأميركية لإسرائيل يشكل 40% من نفقات وزارة الدفاع الإسرائيلية على حربها في غزة. ووفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، تعتبر الولايات المتحدة مصدرا لـ69٪ من أسلحة إسرائيل بين عامي 2019 و2023.

ثم تأتي ألمانيا في المركز الثاني بنحو 30% من الأسلحة التي تستوردها إسرائيل من الخارج، حيث تحصل على الأسلحة الألمانية بتخفيض نظرا "للعلاقة الخاصة" بين البلدين.

وتستخدم إسرائيل طائرات إف-16 الشهيرة من صناعة شركة General Dynamics الأميركية، وتمتلك إسرائيل منها 362 طائرة وتبلغ تكلفة الطائرة الواحدة 63 مليون دولار.

إضافة إلى طائرات إف-35 من صناعة شركة لوكهيد مارتن والتي جربتها إسرائيل ميدانيا للمرة الأولى في العالم عام 2018 على غزة، وكان لدى إسرائيل منها نحو 39 طائرة بنهاية عام 2023، ووافقت واشنطن على تزويدها بـ25 طائرة أخرى في الأعوام المقبلة، تبلغ تكلفة الواحدة منها بين 82.5 و102.1 مليون دولار، التي استخدمتها أيضا في الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت.

إسرائيل تستخدم أيضا طائرات إف-15 الأميركية المتطورة، وهي من تصنيع شركة McDonnell Douglas، وتبلغ تكلفة الواحدة منها 80 مليون دولار، وطلبت إسرائيل من أميركا تزويدها بـ50 طائرة أخرى من هذا الطراز هذا الشهر، بصفقة بلغت قيمتها 18 مليار دولار تنتظر موافقة الكونغرس.