فصائل "المقاومة" في العراق.. قناع يخفي وجوها معروفة

يقول الباحث في شؤون الجماعات المسلحة في العراق، دريد العلي، إن "المقاومة الإسلامية في العراق" هي مجموعة فصائل مسلحة تعمل تحت هذا المسمى، وتعد كتائب حزب الله هي الفصيل الأكثر تأثيرا وغموضا داخل هذه المجموعة بالإضافة لحركة النجباء".

وأضاف في حديث لبلينكس "أما العصائب فهي رغم ادعائها سلوك المسار السياسي، إلا أنها تنفذ بعض الهجمات أحيانا عبر مجاميع خاصة، دون الإعلان عنها".

وأوضح، أن "توحيد هذه العمليات يرمز لوحدة مشروع الميليشيات في العراق، لكن في الحقيقة كل فصيل يعمل منفردا على الأرض، سواء في العراق وسوريا، مع وجود التنسيق أحيانا".

وأكد العلي، أن "عمليات ما تسمى بالمقاومة الإسلامية تنفذ عبر مجاميع متحركة في العراق وسوريا عبر خطين، الأول الكتائب التي تعتمد على مقاتليها في البوكمال، والنجباء المنتشرة في الميادين، حيث تنفذ بحسب المعلومات بإشراف من سيد سجاد، ضابط ارتباط الحرس الثوري في دير الزور السورية".

مصدر مطلع داخل هيئة الحشد الشعبي قال لبلينكس إن "آلية العمل لهذه المجاميع تتغير باستمرار خشية الاستهداف الأميركي، كما حدث مع القيادي في الكتائب أبو باقر الساعدي والقيادي في النجباء أبو تقوى".

وأضاف، "أن أغلب القادة الفعليين والمنفذين للهجمات سواء على القواعد الأميركية أو إسرائيل لا يستخدمون الهواتف النقالة، كما تخلوا عن بعض مناصبهم داخل هيئة الحشد عقب استهداف المستشار فيها أبو باقر الساعدي، فهناك خطوط ظل تعمل على نقل المعدات سواء تلك القادمة من إيران، أو المخزنة في العراق، وإطلاقها من المنطقة الغربية الواقعة تحت سيطرة الكتائب".

وتابع، "المسيرات التي تستهدف إيلات لا تصنع في العراق بل تأتي من إيران جاهزة، لكن بعض الصواريخ بعيدة المدى تصنع داخل العراق، وهي امتداد لصواريخ أعلن عنها منذ أيام الاحتلال الأميركي مثل الأرقب كروز مطور".

وأردف، "كما هو معلوم فإن منطقة جرف الصخر العراقية تعتبر مخزنا لصواريخ تلك الفصائل لكن بعد استهدافها مرات عديدة خلال السنوات الماضية، نقلت تلك الترسانة ووزعت على عدة محافظات وباتت تنقل وقت الاستخدام بعربات الحشد الشعبي التي لا تخضع للتفتيش".

يرمز عادة لهذه الميليشيا بالحرب "كاف" كناية على قناتها الرسمية على التلغرام، كما يتداول اسمها بين ميليشيا الحشد الشعبي، باسم "الأصفر" نسبة إلى لون العلم الذي يشابه علم حزب الله في لبنان.

وتابع العلي قائلا "كتائب حزب الله من الفصائل العنكبوتية التي يصعب تعقبها، حيث تمتاز بالغموض والسرية ودرجة الانضباط العالية، فلا يعرف قادتها إلا للدوائر الصغيرة رغم انضوائها تحت مظلة الحشد الشعبي تحت ألوية 45 و 46 و 47".

وأشار العلي إلى أن "أغلب مديريات هيئة الحشد بيد كتائب حزب الله لا سيما مديرية الأمن، لتأثيرها الكبير في الساحة وقدرتها على تهديد خصومها بما فيهم الحكومة كما جرى مع حكومة مصطفى الكاظمي".

وأردف، أن كل من أبو مهدي المهندس وأبو فدك رئيس هيئة الحشد الشعبي، وهاشم فنيان أبو آلاء الولائي، وزعيمها أبو حسين الحميداوي يعتبرون من مؤسسي الكتائب التي نفذت عمليات عديدة "ضد الجيش الأميركي إبان الاحتلال".

وعندما شكلت الكتائب عام 2003، كانت تجمعا لعدة مجاميع، منها "كتائب السجاد وكتائب زيد بن علي وكتائب كربلاء".

وكشف العلي لبلينكس أن "كتائب حزب الله تناقش حاليا الدخول للانتخابات القادمة في العراق".

اشتهر هذا الاسم كثيرا خلال عمليات استهداف القواعد الأميركية والقوافل اللوجستية للتحالف الدولي بين عام 2019 و2023، وعادة ما كانت ميليشيا "أصحاب الكهف" تتبنى هذه العمليات بالإضافة لميليشيا أخرى تسمى "عصبة الثائرين".

ويقول المصدر المطلع داخل هيئة ميليشيا الحشد الشعبي لبلينكس إن "أصحاب الكهف مجموعة من خليط من المقاتلين الذين انشقوا عن العصائب عام 2017، وانضموا لكتائب حزب الله قبل أن ينعزلوا مرة أخرى، بعد لقاء بالقيادي في حزب الله اللبناني محمد كوثراني أواخر 2020".

وأضاف، "تبنت هذه المجموعة استهداف القوات الأميركية، ما خفف من حدة الخلافات بينها وبين العصائب خلال فترة حكومة الكاظمي، حيث تلقت دعما كبيرا من العصائب والكتائب آنذاك، واشترك العديد من مقاتلي تلك الفصائل بعمليات عديدة أشهرها قصف قاعدة عين الأسد في الأنبار بطائرات مسيرة في مايو 2021 حيث لا تمتلك أصحاب الكهف هذا النوع من الأسلحة".

وتابع "باتت مجموعة أصحاب الكهف تعمل تحت المظلة الجديد (المقاومة الإسلامية في العراق) رغم إعلانها عن اسم جديد "صرخة القدس" لكنها باتت تركز على استهداف القواعد الأمريكية في سوريا أكثر بعد التهدئة النسبية في العراق".

أبو باقر الساعدي

قتل القيادي البارز في ميليشيا حزب الله بالعراق أبو باقر الساعدي، في فبراير العام الجاري، عقب استهداف مسيرة أميركية سيارته في منطقة المشتل، شمالي شرق بغداد.

ويعد الساعدي مسؤولا عن نقل الأسلحة والعمليات في الخارج، كما شغل منصب مسؤول وحدة الصواريخ في الميليشيا.

وبحسب المواقع المقربة من الميليشيا فإن الساعدي كان عضوا في التيار الصدري، ثم انشق عام 2007 بعد زيارة لإيران، وانتمى لميليشيا كتائب حزب الله، كما يشغل منصب مستشار في هيئة الحشد الشعبي.

وفي عام 2011، أصبح من أبرز القادة العسكريين في الميليشيا، حيث كان يتولى تدريب المقاتلين الشيعة في اليمن وباكستان وأفغانستان.

أبو تقوى السعيدي

مطلع العام الجاري قتلت مسيرة أميركية مشتاق طالب السعيدي المعروف بـ أبو تقوى في شارع فلسطين وسط بغداد، برفقة عنصرين في ميليشيا الحشد.

ويعد السعيدي من القادة البارزين في ميليشيا النجباء، كما شغل منصب مسؤول الملف الأمني للحشد بحزام بغداد، كما ذكرت وسائل إعلام أنه استهدف بعد عودته من سوريا، ويعتقد أنه مسؤول عن ملف الطائرات المسيرة في ميليشيا النجباء.