رهائن الحدود.. اليونيفيل "رقيب متهم" حتى الانسحاب

بدأت "أزمة اليونيفيل" عندما أغار الجيش الإسرائيلي على برج مراقبة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في القاعدة الرئيسية لها في الناقورة بجنوب لبنان يوم الجمعة.

والأحد، قالت اليونيفيل إنّ دبابتين اسرائيليتين دخلتا أحد مواقعها "عنوة" في بلدة لبنانية حدودية، بعد منع قوات اسرائيلية وحداتها في اليوم السابق من المرور قرب بلدة حدودية أخرى.

وأوردت القوة في بيان أنه بعد عبور قوات إسرائيلية الحدود في بلدة رامية، "قامت دبابتان من طراز ميركافا تابعتان للجيش الإسرائيلي بتدمير البوابة الرئيسية للموقع ودخلتاه عنوة".

وأشارت إلى أن إطلاق رشقات نارية لاحقا شمال الموقع ذاته "أدى إلى انبعاث دخان كثيف" عانى على إثره "15 جندي حفظ سلام من آثار ذلك، بما في ذلك تهيج الجلد ومشاكل في المعدة".

وجاء ذلك بعدما كان جنود إسرائيليون أوقفوا السبت "حركة لوجستية شديدة الأهمية لليونيفيل بالقرب من ميس الجبل ومنعوها من المرور"، وفق البيان.

تقول مصادر بالأمم المتحدة إنها تخشى من أن تتسبب الهجمات الإسرائيلية في أن تصبح مهمة مراقبة انتهاكات القانون الدولي مستحيلة، فالمتحدث باسم اليونيفيل أشار إلى إن الهجمات على برج المراقبة والكاميرات ومعدات الاتصالات والإضاءة حدت من قدرات المراقبة لدى القوة الدولية.

الجيش الإسرائيلي "أطلق النار عمدا" على كاميرات الأمن التابعة للأمم المتحدة وعطلها.. كانت هذا أول ما لفت إليه بيان اليونيفيل الجمعة.

حمَّلت اليونيفيل إسرائيل مسؤولية معظم تلك الهجمات، مما أثار استنكار الأمم المتحدة وعدد من الدول الأجنبية. وذكرت اليونيفيل أن 5 من عناصرها أصيبوا في 3 وقائع مختلفة منذ يوم الخميس.

تزامن استهداف إسرائيل لمواقع اليونيفيل مع شنها عملية عسكرية جوية وبرية على حزب الله في لبنان منذ 3 أسابيع، أسقطت أكبر عدد من القتلى في لبنان منذ عقود، وأدت إلى نزوح 1.2 مليون لبناني.

طلب الجيش الإسرائيلي من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قبل نحو أسبوعين الاستعداد للانتقال لمسافة تزيد على 5 كيلومترات من الحدود "من أجل الحفاظ على سلامتكم"، إلا أن عدم الاستجابة تبعها قصف على مواقع القوة.

نتنياهو دعا الأمم المتحدة، الأحد، إلى إجلاء أفراد اليونيفيل من مناطق القتال في لبنان، مشيرا أن "الجيش الإسرائيلي طلب ذلك مرارا، وقوبلت طلباته بالرفض، وهو ما يجعل (أفراد اليونيفيل) دروعا بشرية لعناصر حزب الله".

وينفي حزب الله اتهامات إسرائيل بمعاملة جنود حفظ السلام كرهائن.

ورفضت اليونيفيل الانسحاب من مواقعها في المنطقة الحدودية في جنوب لبنان، رغم الهجمات، حسبما أفاد المتحدث باسمها وكالة فرانس برس، السبت.

ويقول المتحدث باسم اليونيفيل أندريا تينينتي "نحن هناك لأن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة طلب منا أن نكون هناك. لذلك سنبقى حتى يصبح الوضع مستحيلا بالنسبة لنا للعمل".

ويشير تيننتي "هناك قرار بالإجماع بالبقاء، لأن من المهم أن يظل علم الأمم المتحدة يرفرف عالياً في المنطقة وأن تكون قادرة على تقديم التقارير إلى مجلس الأمن".

انتشرت قوة اليونيفيل في جنوب لبنان في العام 1978، بعد عملية عسكرية إسرائيلية في لبنان في العام نفسه، وتمّ تعديل مهامها وتوسيعها بعد حرب العام 2006 بين حزب الله وإسرائيل.

ووافقت الدول الخمسون المساهمة في القوة اليوم على مواصلة نشر أكثر من 10400 جندي من قوات حفظ السلام بين نهر الليطاني في الشمال والحدود المعترف بها من الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل والمعروفة باسم الخط الأزرق في الجنوب، وتعد إيطاليا وفرنسا وماليزيا وإندونيسيا والهند من بين أكبر المساهمين.

واجتاحت إسرائيل جنوب لبنان في عام 1982 واحتلته حتى عام 2000.

ولدى اليونيفيل "نحو 29 مركزا" في جنوب لبنان، وقد طلبت إسرائيل إخلاءها كلها ما عدا المقر الرئيسي الواقع في رأس الناقورة والذي سبق أن تعرض لإطلاق نار متكرر.

وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله بعد حرب العام 2006 وعزز انتشار قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان. وبموجبه أيضا، انتشر الجيش اللبناني للمرة الأولى منذ عقود على الحدود مع إسرائيل بهدف منع أي وجود عسكري "غير شرعي".

ويقول مسؤولون إسرائيليون إن اليونيفيل فشلت في مهمتها المتمثلة في دعم تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701 الذي صدر بعد حرب 2006 ويدعو إلى أن تكون المنطقة الحدودية في جنوب لبنان خالية من الأسلحة أو القوات غير تلك التابعة للدولة اللبنانية.