"توغلات استباقية".. ماذا تفعل إسرائيل على حدود سوريا؟

يوضح تقرير "القناة 14" أن إسرائيل تعمل حالياً على إنشاء حاجز بري كبير على الحدود مع سوريا، ليصعّب الطريق على "الإرهابيين" الذين سيحاولون دخول إسرائيل في المستقبل، على حد تعبيرها.

يتضمن الحاجز وفق المعلومات التي نشرتها، سياجاً مزدوجاً وكومة من التراب والخنادق.

ويهدف "لإعاقة قوات العدو والعناصر المعادية" إذا حاولت اقتحام الأراضي الإسرائيلية.

وستستند عملية إنشائه إلى دروس الجدار الذي سبق واخترقته حركة حماس في السابع من أكتوبر، وفق "القناة 14".

التوغلات التي نفذها الجيش الإسرائيلي استهدفت عدة مناطق على طول خط فض الاشتباك من الجانب الذي تسيطر عليه الحكومة السورية في القنيطرة، بحسب ما قال صحفي من المحافظة لبلينكس.

واستهدف آخر توغل الأراضي الواقعة قرب بلدة الأصبح الحدودية، وسبقه آخر يوم الاثنين 14 أكتوبر، قرب بلدة كودنة وقرية العشّة بمسافة 200 متر في عمق الأراضي السورية.

يوضح الصحفي الذي فضل عدم ذكر اسمه لاعتبارات أمنية، أن التحركات الإسرائيلية ليست جديدة في المنطقة.

وفي حين أنها تعتبر استكمالاً لعملية بناء طريق أطلقت عليه إسرائيل في السابق اسم "سوفا 53" يعتقد الصحفي من جانب آخر ،أن أسباب التوغلات الحاصلة الآن تذهب باتجاه "الإجراءات الاستباقية".

ونقلت وكالة رويترز الاثنين، عن مصادر أمنية ومحللين قولهم إن قوات إسرائيلية تزيل ألغاما أرضية وتقيم حواجز جديدة على الحدود بين هضبة الجولان المحتلة وشريط منزوع السلاح على الحدود مع سوريا، في إشارة إلى أن إسرائيل ربما توسع عملياتها البرية ضد جماعة حزب الله اللبنانية مع تعزيز دفاعاتها.

وذكرت المصادر أن هذه الخطوة تشير إلى أن إسرائيل ربما تسعى للمرة الأولى إلى إصابة أهداف لحزب الله من مسافة أبعد ناحية الشرق على الحدود اللبنانية بينما تنشئ منطقة آمنة تمكنها من القيام بحرية، بعمليات استطلاع ومراقبة تحركات الجماعة المسلحة ومنع التسلل.

وفي حين أفادت تقارير بأن إسرائيل تزيل الألغام، كشفت مصادر تحدثت إلى رويترز عن تفاصيل إضافية غير منشورة أظهرت أن إسرائيل تحرك السياج الفاصل بين المنطقة المنزوعة السلاح نحو الجانب السوري، وتنفذ أعمال حفر لإقامة المزيد من التحصينات في المنطقة. ومن بين المصادر جندي سوري متمركز في جنوب سوريا ومسؤول أمني لبناني ومسؤول بقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

تعاطت الحكومة السورية مع معلومات التوغل في القنيطرة بالنفي، وجاء ذلك على لسان مسؤولي "حزب البعث" هناك دون أن يشمل ذلك وزارة الدفاع.

ويقول المحلل السياسي المقيم في دمشق، غسان يوسف إن "سوريا ما زالت ملتزمة باتفاقية الهدنة التي تم توقيعها في مايو 1974 برعاية أميركية روسية وأممية".

الاتفاقية تتجدد سنوياً على صعيد نشر قوات "يوندوف" في منطقة فض الاشتباك بين إسرائيل وسوريا كل ستة أشهر.

ويضيف يوسف لبلينكس أنه وبعد 2018 تم نشر عدد كبير من تلك القوات، وجاء ذلك بالتزامن مع إقامة روسيا لنحو 16 نقطة مراقبة هناك لحماية خط وقف إطلاق النار.

"في حال اخترقت إسرائيل خط فض الاشتباك ودخلت للأراضي السورية سيصبح هناك احتلال جديد يضاف لاحتلال الجولان"، وفقاً ليوسف.

ويتابع: "وبعد ذلك سيكون هناك شرعنة لمقاومة الاحتلال، وستحصل سوريا على مبرر لإقامة مقاومة شعبية باعتبار أن إسرائيل اخترقت خط الهدنة".

يعتقد الخبير العسكري، إسماعيل أيوب أن التوغلات تصب في إطار "الخطوات الاستباقية" من جانب إسرائيل.

وتهدف الخطوات إلى منع فصائل موالية لإيران من التحرك باتجاه جبهة الجولان، في حال اشتد التصعيد على نحو أكبر في جنوب لبنان.

ورغم أن قوات الحكومة السورية موجودة في المنطقة، إلا أنها "ضعيفة"، على حد تعبير الخبير العسكري.

ويضيف لبلينكس أن "إسرائيل تتواصل مع مخاتير قرى سورية في الجنوب منذ زمن، وتقول لهم إنها لا تريد ضرب الأهالي وإنما الفصائل الإيرانية فقط".

"ما يجري هو شيء استباقي لتفادي أي عمليات، وعامل ضاغط على الميليشيات المتواجدة في سوريا"، بحسب أيوب.

ويستبعد يوسف أن تخترق إسرائيل الأراضي السورية في القنيطرة.

ويوضح أنها "تريد الحفاظ على خط الهدنة، ولا تريد فتح جبهة جديدة إضافة إلى جبهتي لبنان وغزة".