تراجع النمو الإجمالي للناتج المحلي في المنطقة بسبب عدم اليقين الناجم عن الصراعات الإقليمية في الشرق الأوسط وفقا لتقرير البنك الدولي.
فكيف تسير الأمور الاقتصادية في المنطقة؟
أعلن البنك الدولي في أحدث تقرير له عن الحالة الاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط في ظل الأوضاع الراهنة الممتدة منذ أكثر من عام والتي تشهد صراعات عسكرية في أكثر من مكان أبرزها غزة ولبنان.
وقال تقرير البنك الدولي إن دخل الفرد في الشرق الأوسط كان يمكن أن يصبح أعلى بنسبة 45% لو لم تكن هناك حربا في قطاع غزة.
وأشار البنك الدولي في تقريره إلى التأثير السلبي للتقلبات المختلفة بمنطقة الشرق الأوسط، وتحدث عن الاقتصاد الفلسطيني الذي اقترب من الانهيار.
اعرف أكثر
أصدر البنك الدولي بيانا، الأربعاء، في العاصمة الأميركية واشنطن، حصلت بلينكس على نسخة منه، حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومدى التأثر بصراعات المنطقة.
وتوقعت المؤسسة المالية الدولية ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي الكلي للمنطقة بشكل طفيف إلى 2.2% في عام 2024، مقارنة بنسبة 1.8% فقط في عام 2023.
وأشار التقرير إلى أن النمو المتواضع لإجمالي الناتج المحلي في المنطقة يرجع لحالة عدم اليقين المتزايدة والناجمة عن الصراعات الإقليمية والتصعيد المتزايد.
وفي تقييم للاقتصاد الفلسطيني أكد التقرير أنه على حافة الانهيار، بعد تسجيل أكبر انكماش مسجل في تاريخه، بعد أن تقلص اقتصاد قطاع غزة بنسبة 86% في النصف الأول من عام 2024، واستمرار الأزمة المالية الحادة في الضفة الغربية.
ويُعد لبنان من بين الدول المتأثرة بصراعات المنطقة، حيث يعاني اقتصاده من حالة ضبابية وعدم يقين.
وجه البنك الدولي نصائح إلى دول في المنطقة لتحسين الأوضاع الاقتصادية، داعيا إلى سرعة الإصلاحات الاقتصادية لتحفيز النمو الشامل في الشرق الأوسط، مؤكدا أن تسريع وتيرة الإصلاحات في مجالات مثل تحسين دور القطاع الخاص، وسد الفجوة بين الجنسين في سوق العمل، وتشجيع الابتكار التكنولوجي، يمكن أن يساهم في تعزيز الإنتاجية وتحقيق الاستقرار.
وقالت كبيرة الخبراء الاقتصاديين في البنك الدولي روبرتا غاتي :"من شأن تحول دور الدولة أن يؤدي إلى تحقيق زيادات كبيرة في الإنتاجية تصل إلى 45٪".
وأشار التقرير إلى إنه رغم التقدم في مجال التعليم خلال العقود الخمسة الماضية، لا تزال مشاركة المرأة في القوى العاملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من بين الأدنى في العالم، حيث تبلغ 19٪ فقط.
ونصح البنك الدولي بأن سد الفجوة بين الجنسين في سوق العمل قد يؤدي إلى زيادة ملحوظة في نصيب الفرد من الدخل بنسبة تصل إلى 50٪ في بعض البلدان.
ولفت البنك الدولي في تقريره على أهمية استغلال موقع المنطقة الجغرافي الاستراتيجي والتكنولوجيا العالمية لتعزيز النمو، كما يبرز التقرير ضرورة تحسين جودة البيانات وشفافيتها كأداة رئيسية لتسهيل نقل الأفكار وتحقيق الابتكار.
وفي مقابلة مع رويترز الثلاثاء 15 أكتوبر، حذر رئيس البنك الدولي، أجاي بانجا، من تأثير الحرب والصراعات في منطقة الشرق الأوسط على الاقتصاد العالمي بشكل كبير، معتبرا الخسائر الكبيرة في أرواح المدنيين "غير مقبولة".
وقال بانجا إن الحرب في المنطقة لها تأثير صغير نسبيا على الاقتصاد العالمي في الوقت الحالي، لكن اتساع الصراع من شأنه أن يجذب دولا أخرى تساهم بشكل أكبر في النمو العالمي بما في ذلك الدول المصدرة للسلع الأولية.
ولفت بانجا إلى أن الخسائر الفادحة في الأرواح خاصة من بين النساء والأطفال تأتي قبل كل شيء، مؤكدا أن الأمر لم يعد مقبولا من جميع الأطراف في العالم حاليا" .
وربط رئيس البنك الدولي تأثير الاقتصاد العالمي بصراع المنطقة بمدى انتشار الحرب في الفترة المقبلة في دول أخرى، مؤكدا أنها إذا أصبحت حربا إقليمية، ستتغير المعادلة تماما.
وشدد المسؤول المالي البارز على أن التأثير على الاقتصاد العالمي سيشمل توفير الدولار، وكذلك المعادن والنفط وأشياء أخرى عدة.
وأكد بانجا أن الأضرار المادية جراء الحرب الإسرائيلية على غزة تتراوح بين 14 و20 مليار دولار، وأن تكلفة الدمار الناجم عن القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان سيزيد من هذه التكلفة.