إيران المتناقضة.. تهديدات علنية وتهدئة سرية

الموقف الحالي من التصعيد يعود إلى ضربة إيران في الأول من أكتوبر على إسرائيل، عندما وجهت نحو 200 صاروخ في عملية انتقامية ردا على مقتل أبرز قادة حماس وحزب الله.

الضربات الإسرائيلية على لبنان في سبتمبر الماضي، أسفرت عن مقتل الجنرال الإيراني في الحرس الثوري عباس نيلفوروشان، وأمين عام جماعة حزب الله حسن نصرالله، وقبل ذلك استهداف إسماعيل هنية رئيس حركة حماس في العاصمة الإيرانية.

وقالت إيران إن الضربة الأخيرة التي شنتها على إسرائيل كانت ثأرا وانتقاما من إسرائيل على مقتل هنية في طهران على وجه الخصوص.

على الجهة الأخرى، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن الرد الإسرائيلي على إيران سيكون "قاتلا ومحددا ومفاجئا"، مؤكدا أن التصعيد لن يتوقف عند هذا الحد.

وبعد ضربتها الأخيرة صعّدت إيران من حدة خطابها تجاه إسرائيل، وقال القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، إن أي هجوم إسرائيلي على الأهداف الإيرانية سواء داخل إيران أو في المنطقة، ستتبعه "ضربة أليمة".

أما رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية محمد باقري، فقال إن إسرائيل يجب أن تعرف أن "حياتها البائسة اقتربت من النهاية"، وإنها مثل الورم السرطاني في المنطقة.

وفي وقت الخطاب الإيراني الملتهب ضد إسرائيل، تعمل وزارة الخارجية بقيادة وزيرها عباس عراقجي على خفض التصعيد في المنطقة، وتقليل التوتر مع إسرائيل.

وزار عراقجي 9 عواصم خلال الأيام الماضية، وأجرى اتصالات بالأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في محاولة لكسب التأييد والدعم لموقف بلاده.

وقال الخبير السياسي الإيراني أحمد زيد عبادي، المتخصص في العلاقات الدولية والمقيم في طهران، لوكالة "فرانس برس" إن مواقف بلاده ليست متضاربة أو متناقضة، مؤكدا أن عراقجي يكرر تصريحات العسكريين، حول الرد الإيراني الموجع حال تلقي ضربة إسرائيلية.

لكن الخبير السياسي يرى ضرورة لما يفعله عراقجي من أجل "خفض التصعيد" في المنطقة، واختيار الآلية المناسبة لبلاده في التعامل مع الأحداث.

ومن ضمن البلدان التي زارها عراقجي كانت بيروت ودمشق، وأكد خلال الزيارتين أنها فرصة لإعادة التأكيد على دعم إيران لحلفائها في محورها، بحسب الخبير السياسي الإيراني، حميد رضى عزيزي.

صحيفة "إيران" الرسمية نشرت تقريرا حول مساعي وزير الخارجية للتقريب بين سياسة البلاد والدول العربية الأخرى، للحد من "التهور العسكري للقادة الإسرائيليين".

التقرير الإيراني أكد أن الجهود الدبلوماسية ترمي إلى إحلال السلام وإنهاء "جرائم إسرائيل العسكرية" في المنطقة، حيث تشن حربا عنيفة على قطاع غزة ولبنان وتوجه ضربات بين الحين والآخر لمواقع أخرى.

وزار عراقجي عدة عواصم عربية من بينها مصر التي لم تستقبل أي وزير خارجية إيراني منذ عام 2013، كما زار تركيا في نهاية جولته.

وقالت مصادر لشبكة "سي إن إن" إن إيران قلقة من إمكانية قيام إسرائيل باستهداف مواقعها النووية، ما جعلها تنخرط في جهود دبلوماسية مع عدة دول في محاولة لتقليص الرد الإسرائيلي.