من يملأ الفراغ؟ تفاصيل تحركات "تكتيكية" لحزب الله في سوريا

ينتشر قادة وعناصر حزب الله في سوريا منذ عام 2012، وبعد هذا التاريخ توزعوا بالتدريج في مناطق متفرقة من البلاد، في إطار مشاركتهم بالحرب التي دعموا فيها الحكومة السورية.

وقبل أن تبدأ إسرائيل حملتها ضد الحزب، كانت عدة تقارير محلية تشير إلى أن نشاط الأخير وصل إلى حد أشبه بـ"صلة الوصل" بين الفصائل الموالية لإيران على الأرض و"الحرس الثوري".

وقال صحفي مطلع على نشاط هذه الفصائل في شرق سوريا لبلينكس إن "عمليات انسحاب قادة وعناصر الحزب من هناك بدأت بالفعل قبل أيام، وبالأخص من محافظة دير الزور".

وأضاف طالباً عدم ذكر اسمه لاعتبارات أمنية، أن "جماعات سورية تتبع للحرس الثوري الإيراني هي من تسلمت مقار الحزب في البوكمال والميادين وبقرص بريف دير الزور الشرقي".

"جميع المقرات التي غادرها الحزب تم تسليمها لجماعات سورية قريبة منه، ولا يوجد أي تسليم لجهات أجنبية كالحشد الشعبي العراقي"، وفق تأكيدات المصدر الذي تحدث لبلينكس.

في تقرير لها في 20 أكتوبر الحالي، نقلت وكالة "الأناضول" عن مصادر أن "قوات الحشد الشعبي العراقية بدأت بالدخول إلى سوريا من العراق منذ نحو أسبوع".

وأشارت إلى أن عناصر "الحشد" انتشرت في الأماكن التي أخلاها حزب الله في سوريا، وبعضهم يعبر إلى لبنان عبر الطرق غير الشرعية التي يستخدمها حزب الله.

وفي حين أكد مدير "المرصد السوري"، رامي عبد الرحمن، انسحاب قادة وعناصر من حزب الله من سوريا، قال إن "المواقع التي أخلاها تسلمتها ميليشيات سورية".

ومنذ بدء حملتها في لبنان وقبل ذلك، نفذّت إسرائيل مئات الغارات الجوية على سوريا، واستهدفت بها مواقع لحزب الله والميليشيات التابعة لـ"الحرس الثوري".

واعتبر عبد الرحمن في حديثه لبلينكس أن "حزب الله يستخدم السوريين ككبش فداء بعد أن نشرهم في المواقع التي غادرها في البادية السورية، ودير الزور وريف دمشق أيضاً".

ولا يعرف ما إذا كانت التحركات التي أقدم عليها حزب الله في سوريا ناجمة عن "تحول طارئ أم تكتيكي".

ويوضح مدير شبكة "دير الزور 24"، عمر أبو ليلى، أن ما يحصل "لا يمكن أن يندرج ضمن مفهوم الانسحاب الكامل".

ويقول أبو ليلى لبلينكس إن "ما جرى هو فقط نقل قادة ومدربين لبنانيين من سوريا إلى لبنان، وتقليص مهمات العناصر وحصرهم في مقراتهم".

من جهته قلل المصدر الذي تواصلت معه بلينكس من أهمية "انسحابات حزب الله".

ويضيف أن "الحزب لا يمتلك مقرات مهمة في دير الزور"، وأن "لديه نقاطا وغادرها عناصره فقط".

ويتم الترويج لـ"الانسحابات" من منطلق أن سببها نية الحزب لقتال إسرائيل في لبنان على نحو أكبر وأشرس.

ويرى عبد الرحمن في المقابل أنها تصب في إطار "نسج الدعاية".

كما يقول مدير "المرصد السوري"، إن حزب الله وزع المجندين السوريين على مستودعات ومواقع ومقرات عسكرية في ريفي حمص وحماة ودير الزور.

وإلى جانب حزب الله في سوريا تنتشر العديد من الجماعات والميليشيات المرتبطة بـ"الحرس الثوري" الإيراني.

ومن بينها كتائب "حزب الله" العراقي، التي تتخذ من مدينة البوكمال مقراً لها، وتشرف على عمليات تسيير الشحنات من العراق باتجاه سوريا، وفقاً لشبكة "دير الزور 24" المحلية.