صراعات
.
70% من تكاليف الحرب التي تشنها إسرائيل على كل من غزة ولبنان، بالإضافة إلى المواجهة مع إيران، تدفعها الولايات المتحدة، هذا خلاصة ما وصل إليه مشروع تكاليف الحرب التابع لجامعة براون والذي يشير إلى أن الكلفة الإجمالية تجاوزت ٢٢.٧ مليار دولار.
ولكن على الجانب الآخر فإن الولايات المتحدة فقدت جزء من مخزونها الصاروخي المتخصص في الدفاع الجوي، وتحديدا نظام "ستاندرد" الذي استخدمته في صد الهجمتين الإيرانيتين على إسرائيل في أبريل وأكتوبر 2024، وسط تخوف من عدم القدرة على تعويضه في ظل زيادة الطلب نتيجة الوضع المشتعل في الشرق الأوسط وأوكرانيا، بحسب وول ستريت جورنال.
وتشير مراكز بحثية إلى أن تعويض ما قدمته الولايات المتحدة من ذخائر خلال هذه الحرب يحتاج إلى 6 سنوات.. فكيف مولت واشنطن إسرائيل وورطت نفسها؟
نشر معهد واتسون الأميركي، التابع لجامعة "براون"، ورقة بحثية تفيد بأن واشنطن مولت 70% من تكلفة الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان. وقدرت التكلفة الإجمالية بـ 22.76 مليار دولار أميركي على الأقل، وأكد المعهد أن الرقم الحقيقي أكبر، لأنه لا يتضمن تكاليف التعزيزات الأميركية التي تم إرسالها مؤخرًا.
وقدمت الولايات المتحدة 17.9 مليار دولار إلى إسرائيل خلال حربها على غزة قبل بداية الحرب على لبنان، وفقا لحسابات مشروع تكاليف الحرب التابع للجامعة.
وقدمت الولايات المتحدة هذا المبلغ بين أكتوبر ٢٠٢٣ وسبتمبر ٢٠٢٤ موزعة كالآتي:
وقال باحثون إن 4.86 مليار دولار إضافية ذهبت إلى تكثيف العمليات العسكرية الأميركية في المنطقة منذ 7 أكتوبر 2023، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
وبحسب الورقة البحثية، فإن هذا المبلغ أكبر كثيراً من أي عام آخر منذ بدأت الولايات المتحدة منح المساعدات العسكرية لإسرائيل في عام 1959، ومع ذلك، فإن التقرير يصف كيف أن هذا المبلغ لا يمثل سوى جزء من الدعم المالي الأميركي المقدم خلال هذه الحرب.
وبحسب صحيفة The Marker الإسرائيلية، فإن مقدار المساعدات الأميركية لإسرائيل يشكل 40% من نفقات وزارة الدفاع الإسرائيلية على حربها في غزة. ووفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، تعتبر الولايات المتحدة مصدرا لـ69٪ من أسلحة إسرائيل بين عامي 2019 و2023.
ثم تأتي ألمانيا في المركز الثاني بنحو 30% من الأسلحة التي تستوردها إسرائيل من الخارج، حيث تحصل على الأسلحة الألمانية بتخفيض نظرا "للعلاقة الخاصة" بين البلدين.
وتستخدم إسرائيل طائرات إف-16 الشهيرة من صناعة شركة General Dynamics الأميركية، وتمتلك إسرائيل منها 362 طائرة وتبلغ تكلفة الطائرة الواحدة 63 مليون دولار.
إضافة إلى طائرات إف-35 من صناعة شركة لوكهيد مارتن والتي جربتها إسرائيل ميدانيا للمرة الأولى في العالم عام 2018 على غزة، وكان لدى إسرائيل منها نحو 39 طائرة بنهاية عام 2023، ووافقت واشنطن على تزويدها بـ25 طائرة أخرى في الأعوام المقبلة، تبلغ تكلفة الواحدة منها بين 82.5 و102.1 مليون دولار، التي استخدمتها أيضا في الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت.
إسرائيل تستخدم أيضا طائرات إف-15 الأميركية المتطورة، وهي من تصنيع شركة McDonnell Douglas، وتبلغ تكلفة الواحدة منها 80 مليون دولار، وطلبت إسرائيل من أميركا تزويدها بـ50 طائرة أخرى من هذا الطراز هذا الشهر، بصفقة بلغت قيمتها 18 مليار دولار تنتظر موافقة الكونغرس.
قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن الولايات المتحدة تواجه نقصا في بعض أنواع صواريخ الدفاع الجوي، مع زيادة الطلب عليها لا سيما مع الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
وتشير الصحيفة إلى خشية البنتاغون من القدرة على مواكبة الطلب غير المتوقع والمرتفع الناتج عن الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا، ونفاد المخزون بصورة أسرع مما يمكن تعويضه، ما يعرض الولايات المتحدة للخطر حال نشوب حرب في المحيط الهادئ.
وتعد صواريخ ستاندرد، التي تطلق من السفن، الأهم بالنسبة للولايات المتحدة، إذ لعبت دورا حاسما في صد الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل في أبريل ٢٠٢٤، وكذلك لوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر إذ أطلقت واشنطن 100 منها منذ اندلاع الحرب في أكتوبر ٢٠٢٣.
ولصد الهجمات الصاروخية، تطلق البحرية الأميركية صاروخين لكل صاروخ لتأمين إصابة الهدف، مايجعله مكلفا جدا مقابل صواريخ الحوثي الرخيصة، فتكلفة الصاروخ الأميركي قد تصل إلى مليوني دولار مقابل مسيرة لا تساوي أكثر من 2000 دولار بحسب بوليتيكو.
ويقول أحد المسؤولين في الكونغرس لوول ستريت جورنال "إنها ذخائر باهظة الثمن لإسقاط أهداف حوثية رديئة، وكل واحدة منها تستغرق شهورًا لتعويضها، وبكلفة عالية جدًا".
ويشير مسؤول دفاعي أميركي للصحيفة إلى أن شركة RTX، المنتجة للصواريخ ستاندرد، تستطيع إنتاج عدة مئات فقط سنويًا، لكن ليس كلها لصالح واشنطن إذ أن 14 حليفًا على الأقل يشترون أيضًا صواريخ ستاندرد.
وقال المتحدث باسم RTX كريس جونسون: "نعمل بشكل وثيق مع وزارة الدفاع لتلبية احتياجاتهم الإنتاجية لصواريخ ستاندرد".
ودفعت المخاوف كبار المسؤولين الدفاعيين في الولايات المتحدة للنظر في تقنيات بديلة، بما في ذلك الاستعانة بشركات جديدة للمساعدة في زيادة إنتاج أنواع جديدة من صواريخ الدفاع الجوي.
ومنذ اندلاع الحرب في الشرق الأوسط، أطلقت السفن الأميركية صواريخ تصل قيمتها 1.8 مليار دولار لوقف هجمات إيران وأذرعها على إسرائيل والسفن التي تمر عبر البحر الأحمر، وفقًا للبحرية، واستخدمت "ستاندرد" في صد بعض صواريخ إيران خلال هجومها الثاني على إسرائيل في الأول من أكتوبر ٢٠٢٤، ولكن واشنطن وتل أبيب سمحا بمرور بعض من هذه الصورايخ لن تضرب مواقع مهمة للحفاظ على مخزونها، وفقًا للمسؤولين الأميركيين.
قدمت الولايات المتحدة قدمت حوالي مليون قذيفة إلى أوكرانيا، في حين تنتج واشنطن في الوقت الحالي 3250 قذيفة ١٥٥ ملليمتر شهريا، بحسب تقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأميركي مطلع العام ٢٠٢٣.
يقول البنتاغون إنه يمكن أن تصل بالإنتاج حتى 40 ألف قذيفة شهريا، و480 ألف قذيفة سنويا بحلول عام 2025، وبهذا المعدل، سيستغرق الأمر حوالي 6 سنوات لإعادة بناء المخزونات مما يسمح للاستخدام العادي في وقت السلم وبافتراض عدم وجود أي تحويلات أخرى من المخزون.
وخلال الفترة من أكتوبر ٢٠٢٣ وحتى سبتمبر ٢٠٢٤، قدمت أميركا الأسلحة والذخائر الآتية بحسب معهد واتسون:
رغم أن إسرائيل تمتلك 3 منظومات متطورة للدفاع الجوي وهي القبة الحديدية ومقلاع داوود وآرو، فإنها أثبتت عدم كفايتها لحماية أجزاء من حدودها الشمالية والجنوبية، لذلك طلبت نظام ثاد الأميركي لصد هجوم إيراني محتمل.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن الجيش الأميركي سارع إلى نشر منظومته المتقدمة المضادة للصواريخ في إسرائيل، مضيفا أنها "في مواقعها" حاليا.
وتعد منظومة ثاد، أو منظومة الدفاع الصاروخي للارتفاعات العالية، مكونا رئيسيا في أنظمة الدفاع الجوي متعددة الطبقات للجيش الأميركي، ومن المتوقع أن تُمثل إضافة إلى دفاعات إسرائيل المضادة للصواريخ.
وقال أوستن في حديثه إلى الصحفيين قبل وصوله إلى أوكرانيا الإثنين 28 أكتوبر: "منظومة ثاد في موقعها".
ومن شأن هذا التعاون أن يمكّن النظامين من "تقاسم العبء" في اعتراض الصواريخ الباليستية القادمة نحو إسرائيل.
ويقول الخبراء إنه في حالة إطلاق وابل صاروخي واسع النطاق يستهدف إسرائيل، فإن نظام آرو سيتعاون مع ثاد في الوقت الفعلي لتحديد النظام الذي يجب أن يعترض أي صاروخ، وفق موقع بلغاريان ميليتري.
وفقًا لتقرير صادر عن دائرة أبحاث الكونغرس في أبريل الماضي، يمتلك الجيش الأميركي 7 بطاريات ثاد، إذ يُعد في الأساس نظاما مكملا لنظام باتريوت، لكنه يمكنه الدفاع عن منطقة أوسع، وضرب أهداف على مدى 150- 200 كيلومتر، بحسب موقع تايمز أوف إسرائيل، مما يعزز فرضية نشر المنظومة في شمال إسرائيل لاعتراض الضربات الصاروخية المحتملة من إيران أو من لبنان.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة