صراعات
.
وسط الغارات الإسرائيلية المكثفة على مدينة بعلبك شرق لبنان التي تضمّ قلعة تاريخية شهيرة حول العالم، أطلق النائب في البرلمان اللبناني أنطوان حبشي نداء بإعادة "الدرع الأزرق" إليها بهدف حماية الآثار من الحرب والقصف..
الدرع الأزرق، Blue shield، يهدف إلى إطلاع الجهات المتقاتلة بأن الموقع الموضوعة عليه الشعار هو معلم ثقافي، وبالتالي يجب عدم استهدافه عسكريا أو استخدامه لأغراض حربية.
وفي الأول من نوفمبر عام 2023، وضعت المديرية العامة للآثار في لبنان بالتنسيق مع جمعية "بلادي" المعنية بالحفاظ على التراث، شعار "الدرع الأزرق لحماية الممتلكات الثقافية خلال النزاع المسلح"، على 22 موقعا أثريا في لبنان، منها قلعة بعلبك، استنادا إلى إبرام البروتوكول الثاني لاتفاقية لاهاي لعام 1954 والخاص بحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح.
وبعد يوم واحد من وضعه، أمر وزير الثقافة اللبناني محمد وسام المرتضى بإزالة شعار الدرع، معلنا هذا الأمر في منشور له عبر حسابه على منصة "إكس" يوم 2 نوفمبر 2023، مشيرا إلى أن هذه الدرع لا تحمي شيئا.
وقبل أيام، طلب المرتضى من رئيس البعثة اللبنانية الدائمة للبنان لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" في باريس تكرار المراجعات والشكاوى التي أجراها مع المنظمة بشأن حماية بعلبك، مطالبا مجلس الأمن الدولي بردع إسرائيل عن تنفيذ تهديدها بقصف قلعة بعلبك.
جدد المرتضى في تصريحات خاصة لبلينكس، الخميس، ما قاله عن "الدرع الأزرق" قبل أكثر من عام، مشيرا إلى أن الشعار لا يسهم في حماية أي معلم ثقافي أو أثري لا في بعلبك ولا غيرها، مضيفا: "إسرائيل لا تلتزم بقوانين دولية عبر جرائمها حتى تلتزم بعدم قصف معلم ثقافي بسبب درع لا تقدم ولا تؤخر نهائيا، وبالتالي لن تتم إعادتها".
المرتضى قال إن "من يحمي المعالم الثقافية هو الشعب اللبناني ومقاومته التي تواجه إسرائيل"، معتبرا أن "هذا الأمر محسوم ولا شيء ينفي هذه الحقيقة"، على حد تعبيره.
ويوم 30 أكتوبر، قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، في حديث تلفزيوني، إنّه اتصل بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طالبا منه السعي مع منظمة اليونسكو لحماية الثروة التاريخية في بعلبك، مشيرا إلى أنّ الأخير أبدى اهتماما بالأمر.
بدوره، يقول المرتضى لـبلينكس إن الرئيس الفرنسي أبلغ لبنان أنه سيتابع بصفته رئيس دولة عضو في "اليونسكو" المسألة المطروحة، مشيرا إلى أن السؤال يرتبط فيما إذا كانت إسرائيل ستلتزم بالتوصيات والمواثيق الدولية.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة