"كأس مسمومة" تنتظر إيران عند عودة ترمب

أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، إلى استعداد إيران لتوجيه ضربة انتقامية جديدة، تستهدف مواقع عسكرية إيرانية، ردا على الضربة التي تعرضت لها مؤخرا، لكنها في حيرة حول الموعد الذي لا يستفيد منه دونالد ترامب.

بحسب الصحيفة، فإن إيران تخشى أن توجه ضربة قبل 5 نوفمبر الجاري، قد تساعد ترامب بشكل غير مباشر على الفوز في الانتخابات والعودة رئيسا للولايات المتحدة. فيما يبدو كأنه إذا توافقت مصالحها مع مصلحة ترامب، فإنها على استعداد للتخلي عنها حتى لا يعود إلى البيت الأبيض.

وقد يؤثّر التصعيد الكبير المتوقع في المنطقة، بعد الضربة الإيرانية المحتملة، في توجهات الشعب الأميركي الذي قد لا يودّ منح الديمقراطيين فرصة أخرى، بسبب فشلهم في حل الأزمات، ما يعزز فرص الجمهوري ترامب.

الرئيس الأميركي السابق وعد بالفعل، ضمن برنامجه الانتخابي، على العمل الفوري، من أجل إحلال السلام بمنطقة الشرق الأوسط، وهو ما فشل الرئيس الحالي جو بايدن، ونائبته كامالا هاريس في تحقيقه.

وتعتبر طهران أن التوقيت المناسب للرد العسكري على إسرائيل سيكون بعد الانتخابات الأميركية، ومعرفة إلى أين ستتجه منطقة الشرق الأوسط، سواء مع هاريس أو مع ترامب.

قال مسؤول إيراني لوكالة رويترز إن فوز ترامب سيكون "كابوسا" على طهران، وسيزيد الضغط عليها من أجل إرضاء إسرائيل ومساعدتها، وسيجلب المزيد من تطبيق العقوبات.

وفي جولة خلال حملته الانتخابية في شهر أكتوبر الماضي، قال ترامب إنه لا يريد حربا مع إيران، مضيفا: "يجب أن تضرب إسرائيل البرنامج النووي الإيراني أولا، ثم نهتم بالباقي لاحقا".

ولم تستهدف إسرائيل منشآت نووية في ضربتها الأخيرة على إيران، إذ أكدت تقارير أنها استجابت لطلب الرئيس الأميركي جو بايدن، وجعلت أهدافها عسكرية فقط.

ويقول المؤلف والباحث في الجماعات الإسلامية حسن حسن، إن ترامب سيدعم نتنياهو ويوافق له على أي شيء يريد فعله، مضيفا: "ترامب خيار أسوأ كثيرا من هاريس بالنسبة إلى إيران".

وذكر الباحث للوكالة أن أميركا تمنح إسرائيل بالفعل دورا كبيرا في الصراع مع إيران ووكلائها، وأشار إلى أن الأمور ستكون سيئة جدا بالنسبة إلى إيران، نظرا لأن هاريس وترامب يعتبران إيران مشكلة.

ويعتبر مسؤولون إقليميون أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستكون "كأسا مسمومة" للمرشد الإيراني علي خامنئي، إذ سيكون مجبرا على التفاوض لقبول اتفاق نووي، وفقا لشروط أميركا وإسرائيل.

انسحب ترامب عام 2018 من الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015 مع القوى العالمية، وأصدر أمرا بقتل اليد اليمنى للمرشد الإيراني والعقل المدبر للهجمات الخارجية، قاسم سليماني.

ترامب يتخذ موقفا صارما تجاه إيران، لم يحِد عنه، فيما يتعلق بالعمل على إنتاج أسلحة نووية، ما جعله يفرض عقوبات تستهدف عائدات صادرات النفط والمعاملات المصرفية الدولية، ليشل اقتصاد طهران ويزيد السخط الشعبي على نظام المرشد الإيراني.

ويتهم ترامب، الرئيس الحالي بايدن، بأنه سبب توسيع إيران مساعيها النووية ونفوذها بعدم فرض عقوبات اقتصادية عليها، ما يشير إلى أنه سيضيّق الخناق على طهران إذا عاد رئيسا.

وقال ترامب في مارس الماضي، في مقابلة مع صحيفة إسرائيل هيوم إن إيران بمقدورها أن تمتلك سلاحا نوويا في خلال 35 يوما فقط، وإن إسرائيل في موقف حرج بسبب "الجوار الغادر الخطير".

وقال مسؤول حكومي في الشرق الأوسط لوكالة رويترز إن ترامب قد يسعى إلى اتفاق نووي جديد، بعد تمزيق اتفاق 2015، الذي اعتبره غير مكتمل ولا يحافظ على المصالح الأميركية.

وبعد الاتفاق النووي لعام 2015، رفعت إيران درجة نقاء تخصيب اليورانيوم، مما قلل من الوقت الذي قد تحتاج إليه لصُنع قنبلة ذرية إذا أرادت، على الرغم من أنها تنفي رغبتها في ذلك.

وذكر موقع إيران أونلاين الإخباري، الذي تديره الدولة، أنه عندما انتهت ولاية ترامب الرئاسية كانت إيران تخصب اليورانيوم بمستوى 3.67% فقط، وفقا للاتفاق، وهو أقل بكثير عن مستوى 90% الذي تتطلبه الأسلحة النووية.

وأضاف الموقع أن إيران الآن "تخصب اليورانيوم حتى 60% باستخدام أجهزة الطرد المركزي المتقدمة آي.آر-6"، ويمكنها تحقيق القدرة على صُنع الأسلحة النووية في وقت قصير للغاية، ما يعني أن "إكمال حلقة الردع النووي سيكون أعظم ما يمكن لإيران أن تواجه به ترامب".

وقال مسؤول غربي إن عودة ترامب إلى السلطة في أميركا قد تعني قيام إسرائيل بتوجيه ضربات للمنشآت النووية الإيرانية، إذ لا تريد واشنطن أو تل أبيب أن تصنع طهران قنبلة ذرية.