صراعات
.
هدنة لبنان، ومساعدات غزة مقابل السلاح، وضربة قوية لإيران.. 3 جبهات تضعها إسرائيل على قائمة انتظار الساكن الجديد للبيت الأبيض الذي سيحدده الأميركيون بعد 5 أيام، في انتخابات يتنافس فيها الرئيس السابق الجمهوري، دونالد ترامب، ونائبة الرئيس الأميركي الحالية الديمقراطية، كامالا هاريس.
أما الإدارة الحالية للرئيس جو بايدن فهي بمصطلحات السياسة تعمل كـ"بطة عرجاء"، إذ أنها ستصبح بلا تأثير حتى 20 يناير 2025، موعد تنصيب الرئيس الأميركي الجديد، وإذا كانت تحاول إدخال مزيد من المساعدات إلى غزة عبر الضغط على حكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بورقة السلاح، فإن رد الأخير عليها سيكون بالرفض حال فوز ترامب.. فكيف تنتظر إسرائيل "الأيام الخمسة"؟
رسالة بالعبرية في 13 أكتوبر 2024، أرسلها كل من وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن والدفاع لويد أوستن إلى رون دريمر، وزير الشؤون الاستراتيجية، ويوآف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيليين، كان مفادها إما أن تدخلوا المساعدات الإنسانية إلى غزة أو نوقف مساعداتنا العسكرية لكم، خلال مهلة 30 يوما.
تقول الرسالة، التي نشرها مراسل أكسيوس باراك رافيد إن "وزارة الخارجية الأميركية ستحتاج لتقييم التزام الحكومة الإسرائيلية بالتأكيدات التي أعلنتها في مارس 2024 بأنها ستسهل ولن تمنع أو تقيد أو تعرقل بشكل تعسفي، نقل أو إيصال المساعدات الإنسانية الأميركية، والجهود الدولية المدعومة من الحكومة الأميركية لتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة، من أجل أن تتمكن الولايات المتحدة من تزويد إسرائيل بمساعدات عسكرية ومالية".
كلف دريمر بصياغة الرد على الرسالة، لكنه لا يتوقع أن ينتهي منها قبل أن تتم الانتخابات الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر الجاري، لأنه حال جاء المرشح الجمهوري دونالد ترامب فستكون الإجابة "اذهبوا إلى الجحيم"، حسب ما يتوقع أحد المسؤولين الأميركيين في حديثه لموقع أكسيوس.
ويشير المسؤولون في تصريحات للموقع إلى أن إسرائيل اتخذت خطوات لتنفيذ بعض المطالب الأميركية، لكن لا يبدو أنها ستلبي المطالب الرئيسية، بما في ذلك إدخال 350 شاحنة مساعدات إلى غزة يوميًا بحلول 13 نوفمبر، خاصة أن معظم المطالب تحتاج موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي ليتم تنفيذها، وهو ما لا يُتوقع حدوثه قبل الانتخابات الأميركية.
وقد شهدت الفترة الماضية اجتماعات ومكالمات هاتفية صعبة بين مسؤولين من وزارة الخارجية الأميركية مع نظرائهم الإسرائيليين، مطالبين بأن يقوموا بالمزيد لتنفيذ المطالب، واعترضوا على غارة جوية إسرائيلية دمرت مبنى سكنيًا في شمال غزة وأسفرت عن مقتل العشرات من الفلسطينيين، بما في ذلك العديد من الأطفال.
كما أشاروا إلى أن المساعدات لم تصل إلى جباليا، وأبدوا قلقهم بشأن قانون إسرائيلي جديد من شأنه أن يحد بشكل كبير من عمل المزود الرئيسي للمساعدات الإنسانية في غزة.
وقال مسؤول أميركي كبير لأكسيوس: "نشعر أننا لا يمكننا الدفاع عن هذا بعد الآن".
في هذا السياق، فإن المرشحة الديمقراطية كمالا هاريس قد يكون لديها "إمكانية" أكبر قليلًا لكبح إسرائيل، أما ترامب فإن سياساته قد تعزز جهود إسرائيل للتقدم بشكل أكثر عدوانية دون أي قيود، بحسب ما يرى براين كاتوليس، زميل بارز في السياسة الخارجية الأميركية بمعهد الشرق الأوسط في تصريحات لصحيفة واشنطن بوست.
في حديثه لتلفزيون الجديد المحلي، كشف رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي أن حزب الله "تأخر" في فصل جبهة لبنان عن غزة.
وعلى الجانب الآخر، فإن المبعوث الأميركي إلى لبنان، آموس هوكشتاين، أوحى له أن الاتفاق قد يحدث خلال الأيام المقبلة، قبل الخامس من نوفمبر، أي قبل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
طار هوكشتاين وزميله بريت ماكغورك إلى إسرائيل، وعقدا محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال لهما إن أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله اللبناني يجب أن يضمن أمن إسرائيل.
وقال مكتب نتنياهو في بيان في أعقاب الاجتماع في القدس إن رئيس الوزراء أبلغهما أن "المسألة الرئيسية هي قدرة إسرائيل وتصميمها على فرض احترام الاتفاق ومنع أي تهديد لأمنها مصدره لبنان"، لكن "بيبي" خرج لاحقا خلال مراسم عسكرية جنوب إسرائيل "أقدر بشدة الدعم الأميركي وسياستي بسيطة: عندما يكون الأمر ممكنا أقول نعم، ولكن عند الضرورة أقول لا".
لكن مسودة الاتفاق التي نشرت بعض تفصيلاتها وتتضمن في بنودها "مرحلة انتقالية" لمدة 60 يوما، قال عنها مسؤول إسرائيلي لصحيفة وول ستريت جورنال إنها ستتم "تحت النار. لا أحد يوافق على وقف إطلاق النار للتفاوض على اتفاق".
فورجحت وول ستريت جورنال أن يواجه المقترح مقاومة شديدة من حزب الله والحكومة اللبنانية.
بعدما طالبته الإدارة الأميركية بتجنب منشآت النفط والمباني النووية، ضربت إسرائيل منشآت عسكرية في إيران لا سيما تلك التي تعمل في صناعة الصواريخ الباليستية في ردها على هجوم طهران في الأول من أكتوبر الماضي.
لكن بنك الأهداف الإسرائيلي لا يزال يضع هذه المنشآت تحت ناظريه، فالمتشددون في حكومة نتنياهو دعوا عقب الضربة إلى توجيه واحدة أخرى أكثر حسما ضد البرنامج النووي لإيران، ومواقع تخصيب اليورانيوم.
ويعتبر نتنياهو منع إيران من الحصول على أسلحة نووية أولوية قصوى لتل أبيب، خاصة مع تمتعها بحرية التصرف في إيران أكثر من أي وقت مضى، وإمكانية الوصول لأي مكان فيها حسب الحاجة، بحسب ما زعم في تصريحات نقلتها رويترز.
ويقول شخص مطلع على خطط القيادة العليا في إسرائيل لصحيفة واشنطن بوست إن ترامب قد يجعل ذلك العمل العسكري أكثر احتمالا، وفي الوقت نفسه فإن الضربة الأخيرة تركت إيران "بلا عيون" بحسب وصف جاييل تالشير، عالم السياسة في الجامعة العبرية في القدس، وهو ما قد يغري ترامب حال عودته للبيت الأبيض ونتنياهو لضرب برنامجها النووي.
لكن على الجانب الآخر، فإن ترامب يكره الحروب، وقد لا يريد الدخول في صراع مع إيران في وقت يسعى فيه نتنياهو لجر واشنطن إليها، بحسب الدبلوماسي الإسرائيلي المخضرم ألون بينكاس.
ويأمل بعض الإسرائيليين أن يكون بايدن أكثر دعمًا لضربة أعمق في حالة الرد الإيراني.
وفي حال فوز ترامب، من المرجح أن تنتظر إسرائيل حتى بعد يوم التنصيب في 20 يناير لتكوين تحالف داعم لضربة على إيران، أما إن فازت كامالا، فقد لا تنتظر إسرائيل بحسب نائب قائد وحدة غزة السابق أمير أفيفي.
ويشير استطلاع للرأي أجرته القناة 12 الإسرائيلية إلى تفضيل الإسرائيليين لترامب بنسبة كبيرة عن هاريس، إذ يُفضّل المرشح الجمهوري 66% من الإسرائيليين، فيما اختار 17% فقط نائبة الرئيس الأميركي، وقال 17% آخرون إنهم لا يعرفون الإجابة.
ومن بين الإسرائيليين الذين يصوتون لأحزاب في الائتلاف المحافظ لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وجد الحزب تفضيلا هائلاً بنسبة 93% لترامب، و1% فقط لهاريس، بحسب تايمز أوف إسرائيل.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة