روسيا على الحدود.. هل تقطع موسكو خط "طهران-بيروت"؟

ثبتت روسيا منذ 2018 أكثر من 10 نقاط مراقبة طول على الخط الفاصل مع هضبة الجولان المحتلة، وازدادت هذه النقاط واحدة قبل يومين.

تقتصر نقاط المراقبة الروسية الآن على مناطق في محافظتي درعا والقنيطرة. ورغم أن موسكو حاولت استنساخ التجربة في مناطق حدودية أخرى سابقا، اصطدمت مع حزب الله، بحسب تقرير لرويترز في 2018.

رفض حزب الله حينها انتشار قوات روسية بمنطقة القصير بريف حمص، لسبب أن "الخطوة غير منسقة"، وتم حل الإشكال بعد ذلك عندما سيطر جنود الجيش السوري على ثلاثة مواقع انتشر فيها الروس قرب بلدة القصير في منطقة حمص، وفقاً لرويترز.

يقول المحلل السياسي المقيم في موسكو، محمود الفندي إن المحادثات الإسرائيلية-الروسية الحاصلة الآن بشأن تهدئة الجبهة السورية تقف ورائها عدة أسباب، وتتلخص في الآتي:

• الوضع في سوريا لا يحتمل أي حرب بسبب طبيعة مناطق النفوذ وشكل القوى العسكرية.
• توجد فصائل عراقية وإيرانية وقوات تتبع لدول أجنبية، وفي حال اندلع تصعيد كبير قد تتجدد الحرب الأهلية في سوريا.

ويضيف الفندي لبلينكس: "روسيا تريد أيضاً طمأنة إسرائيل بأنه لن تدخل إمدادات كبيرة لحزب الله"، وعلى أساس ذلك تطرح إنشاء نقاط مراقبة جديدة، كما فعلت على خط الجولان. لكنه يستبعد أن تتكلل تلك المساعي الروسية بالنجاح، لاعتبار يتعلق بالمعارضة التي تبديها إيران، وكذلك الأمر بالنسبة لحزب الله.

ويوضح: "حزب الله بحاجة لإمدادات عسكرية شبه يومية. ومن غير المتصور أن تقدم طهران تنازلات".

لم يحسم الموقف الروسي بعد، بحسب صورة الوضع التي يراها الخبير العسكري اللبناني، ناجي ملاعب، الذي يقول لبلينكس إن "عودة الروس للواجهة الآن تتعلق بتفاهم إسرائيلي-روسي أكثر من تفاهم أميركي-روسي".

تتشارك روسيا مع إيران منذ سنوات الساحة السورية، وفي حال أرادت موسكو إنشاء نقاط مراقبة جديدة من أجل منع تهريب الأسلحة، "ستسوء علاقتها مع طهران"، وفقاً للخبير العسكري.

"روسيا بحاجة للسلاح الإيراني في أوكرانيا، والعلاقات الإيرانية-الروسية تخطت مجالات كبيرة وهناك تفاهم استراتيجي وخطوط اقتصادية وعسكرية كبيرة يستفيد منها الفريقان".

ويضيف ملاعب: "مهما قالت روسيا علنا بأنها تتحرك لضمان حماية الأمن القومي الإسرائيلي، إلا أنها لن تقوم بهذه المهمة"، في إشارة منه لمنع محاولات تهريب إلى حزب الله.

من جانبها، تواصل إسرائيل التأكيد على أهدافها المتعلقة بقطع طرق إمداد السلاح لحزب الله القادمة من سوريا.

في هذا السياق يقول ملاعب: "إذا تبين وجود تقارب إيراني-أميركي، وهذا مستبعد، يمكن ساعتها أن تكلف روسيا بموافقة إيرانية بإنشاء نقاط مراقبة لقطع الأوكسجين عن حزب الله كما يطلب نتنياهو".

وقد نرى أيضاً في حالة "التقارب الإيراني-الأميركي" آلية جديدة لتنفيذ قرار 1701 بمشاركة روسية.

ومع ذلك يؤكد الخبير أن كل ما سبق "يعتمد على ما سيحصل بين إيران وأميركا وبالضغط الإسرائيلي على أميركا للتعامل مع إيران"، ويعتبر أن "الموضوع متشابك ومعقد"، وأن "الدور الروسي غير فاعل إلا إذا كان يخدم تفاهم معين".

ولا يعتقد المحلل السياسي محمود الفندي أن تتمكن روسيا من نشر نقاط مراقبة جديدة على الحدود بين سوريا ولبنان، وفي حال حصل ذلك "ستكون النقاط أشبه بالخلبية"، كما يعتبر أن "إيران لن تبيع حزب الله ولن تسلم الحدود لروسيا".