"أتاكمز" الأميركية لأوكرانيا تهدد بـ"حرب عالمية ثالثة"

نقلت قناة سي بي إس نيوز الأميركية عن مسؤول أميركي كبير، موافقة الرئيس بايدن على إزالة الخطوط الحمراء المفروضة على أوكرانيا في الحرب قبل شهرين من دخول الرئيس المنتخب دونالد ترامب رسميا إلى البيت الأبيض. وأشار التقرير الأميركي إلى أن واشنطن سمحت لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى التي قدمتها لها كمساعدات عسكرية لتوجيه ضربات داخل الأراضي الروسية، ما يمثل تغييرا كبيرا في السياسة الأميركية في إدارة الأزمة.

ويمكن لأوكرانيا توجيه ضربات داخل العمق الروسي باستخدام صواريخ أتاكمز بعيدة المدى، MGM-140 ATACMS، ما يساعدها على تحقيق مكاسب قبل بداية المفاوضات للحديث عن السلام وإنهاء الحرب.

وجاء قرار بايدن، بحسب المصادر التي تحدثت للصحيفة، من أجل تقليص التقدم الذي تحققه القوات الروسية في الأراضي الأوكرانية، وفي ظل المساعدات التي تحصل عليها موسكو من كوريا الشمالية بالعتاد والجنود.

وأشار التقرير الأميركي إلى أن بايدن ينوي مساعدة أوكرانيا بأفضل صورة قبل أن تنتهي ولايته ويأتي من بعده الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترامب الذي تعهد بتقليص الدعم الأميركي لكييف وإنهاء الحرب. قال الرئيس الأوكراني في لقاء مع وسائل إعلام محلية، الجمعة ١٥ نوفمبر، إن بلاده ترغب في إنهاء الحرب مع روسيا خلال العام المقبل، وذلك من خلال "الوسائل الدبلوماسية".

وأشار زيلينسكي إلى أن إنهاء الحرب "بشكل سريع" سيأتي بفضل سياسات الفريق الذي سيقود البيت الأبيض بقيادة ترامب في يناير المقبل، مؤكدا أن ذلك كان من ضمن الوعود الانتخابية للفريق الجمهوري.

ويأتي قرار واشنطن بعد ضغط من بعض أعضاء الكونغرس على بايدن، لإزالة الخطوط الحمراء المفروضة على كييف، والسماح لها باستخدام الأسلحة الأميركية في ضرب الأراضي الروسية.

وأصدر بايدن قراره بعد اجتماعات عقدت على مدار يومين مع زعماء كوريا الجنوبية واليابان والصين، وكانت قوات كوريا الشمالية التي تقاتل إلى جانب روسيا محور المحادثات.

تخطط أوكرانيا لضرب العمق الروسي بالصواريخ الأميركية من طراز أتاكمز التي حصلت عليها ضمن المساعدات العسكرية من واشنطن منذ اندلاع الحرب مع روسيا قبل نحو عامين.

وتعد منظومة صواريخ "أتاكمز" الباليستية ضمن أنظمة الصواريخ التكتيكية للجيش الأميركي، وتُلفظ باسم "أتاك" ما يعني الهجوم، نظرا لبراعتها وقوتها في العمليات الهجومية. الصواريخ الأميركية لدى أوكرانيا تصنعها شركة لوكهيد مارتن، ويمكنها ضرب أهداف على مسافات أبعد من 300 كيلومتر، وتحتوي على رأس حربي يحمل 170 كيلوغراما من المتفجرات، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.

تستطيع هذه الصواريخ التي يتم تحميلها على منظومات هايمارس، التي يمتلكها الجيش الأوكراني بالفعل، من الوصول من الحدود الأوكرانية إلى مدينة فورونيغ، التي تلقب بـ"مهد الأسطول الروسي" وتبعد 250 كيلومترا عن الحدود الأوكرانية.

وترتفع صواريخ أتاكمز فوق الغلاف الجوي بمسافات كبيرة لتفادي الدفاعات الجوية، وتسقط إلى الأرض بسرعة عالية لا تصدق مستعينة بقوة الجاذبية. ويُمكن إطلاقها من خلال المنصات الصاروخية من طراز هيمارس التي منحتها الولايات المتحدة أيضا لأوكرانيا، وكذلك من منصات إطلاق قديمة أرسلتها بريطانيا وألمانيا لكييف من طراز M720.

ويُمكن للصواريخ الأميركية لدى أوكرانيا الوصول إلى أبعد مدى داخل الأراضي الروسية، لكنها لا تستطيع ضرب أهداف بعيدة مثل صواريخ كروز، أو الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.

وتشير التقديرات إلى إمكانية استخدام صواريخ أتاكمز لضرب تجمعات القوات الروسية، وقطع الإمدادات العسكرية وضرب مستودعات الذخيرة وخطوط الإمداد داخل روسيا. ومنحت أميركا في العام الماضي مئات الصواريخ لأوكرانيا من أجل استخدامها فقط في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، بما فيها شبه جزيرة القرم الخاضعة للحكم الروسي.

يصف العقيد الأميركي المتقاعد، سيدريك ليتون، الخطوة التي أقدم عليها بايدن بمنح كييف الإذن لضرب العمق الروسي، بأنها إعلان ببدء الجزء الثاني من الحرب الروسية الأوكرانية. وفي تحليل لشبكة سي إن إن، قال سيدريك: "لقد غير بايدن مساره بالسماح لأوكرانيا بضرب روسيا بالصواريخ الأميركية، وكان ذلك ردا على كوريا الشمالية التي اقتحمت الحرب إلى جانب روسيا".

ويشير سيدريك إلى أن بايدن بذلك سيعقد موقف الحرب الروسية الأوكرانية، ما يجعل مهمة ترامب أكثر صعوبة مما كان يظن، حيث وعد الناخبين الأميركيين بأنه سينهي الحرب بشكل فوري.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حذر أكثر من مرة، من السماح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بالأسلحة الغربية، وقال في مقابلة الشهر الماضي، نقلها موقع فويس أوف أميركا، إن بلاده تدرس مجموعة من الردود على الأمر إذا حدث.

وقال نواب روس إن قرار واشنطن السماح لكييف بضرب العمق الروسي بالصواريخ الأميركية، من شأنه أن يصعد الصراع إلى مرحلة غير مسبوقة، وقد يتسبب في "حرب عالمية ثالثة"، وفقا لوكالة رويترز.

وعلق رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي، ليونيد سلوتسكي، إن قرار الولايات المتحدة، سيعقبه "أقوى رد"، مضيفا "الضربات بالصواريخ الأميركية في العمق الروسي ستقودنا إلى تصعيد خطير ينذر بعواقب أكثر خطورة".