هل يحارب حزب الله إسرائيل بسلاح روسي؟

قالت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير لها، الثلاثاء 19 نوفمبر، إن إسرائيل عثرت على كميات كبيرة من الأسلحة الروسية في مخازن السلاح التابعة لجماعة حزب الله في جنوب لبنان.

وقال مسؤولون أمنيون سوريون ومسؤول عربي للصحيفة الأميركية إن بعض الأسلحة تحمل تاريخ تصنيع حديثا يعود إلى عام 2020، تم إرسالها إلى جنوب لبنان في السنوات القليلة الماضية.

وأشار المسؤولون إلى أن الأسلحة الروسية وصلت إلى لبنان بعد نقلها من مخزون السلاح الروسي في الأراضي السورية، إذ يستعمل الجيش السوري نفس النوع من الأسلحة المضبوطة.

وذكر التقرير أن الأسلحة الروسية التي عثر عليها في لبنان، كانت بكميات كبيرة، أكثر مما توقع المحللون العسكريون قبل بدء حرب إسرائيل على حزب الله.

وأكد المسؤولون أن الأسلحة الروسية المضبوطة عززت من قدرات حزب الله الهجومية والدفاعية، بعد أن تعرضت الجماعة لهجوم إسرائيلي استهدف بنيتها التحتية ومخازن أسلحتها ومنصات لإطلاق الصواريخ.

وأثار اكتشاف الأسلحة الروسية مخاوف في إسرائيل، حول كون موسكو تعمل على توطيد علاقتها بحزب الله، وتقديم الدعم العسكري له، رغم تأكيدات موسكو بأنها لا تنحاز إلى أي طرف في صراعات إسرائيل مع جيرانها في المنطقة.

ويشير محللون إلى تغيير الموقف الروسي في الشرق الأوسط بعد حرب أوكرانيا التي بدأت عام 2022، إذ بدت أكثر عدوانية ضد الولايات المتحدة وحلفائها.

وعلق السفير الإسرائيلي السابق لدى روسيا، أركادي ميلمان: "يجب على إسرائيل أن تدافع عن مصالحها بحزم أكبر، يتعين علينا شرح الموقف لروسيا وإخبارهم أننا لن نسمح بعد الآن بأي مساعدات عسكرية لحزب الله، وكذلك لإيران".

وتحدث وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر عن تحركات روسيا لمساعدات الجماعة المسلحة ونفوذها عليهم، وقال إن على موسكو أن تدعم اتفاق نزع سلاح حزب الله من خلال منع تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان.

قالت الصحيفة الأميركية إن الأسلحة التي عثر عليها لدى حزب الله من الصنع الروسي تشمل صواريخ مضادة للدبابات، وأبرزها كورنيت وساغر.

وتستخدم آلية كورنيت أحدث نسخة من صواريخ ساغر المضادة للدبابات، شعاع الليزر للتوجيه الذاتي، ويتكون القاذف الأساسي من حامل ثلاثي القوائم وجهاز يشبه التلسكوب الفضائي لتوجيه شعاع الليزر حيث ينطلق الصاروخ بدقة بالغة.

ويمكن لصاروخ كورنيت اختراق الصفائح الفولاذية، ويبلغ مداه ما بين 5 إلى 8 كيلومترات، ما يمكنه من اختراق الدبابات والآليات العسكرية الثقيلة والفولاذ بسمك متر واحد.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" المخاوف الإسرائيلية حول ما إذا كانت روسيا قد سلمت عناصر حزب الله في جنوب لبنان منظومة للدفاع الجوي ضد الصواريخ والمقاتلات الحربية بالفعل.

وكانت تقارير إسرائيلية العام الماضي، قد رفعت احتمالات حدوث تعاون مجموعة فاغنر العسكرية الروسية وجماعة حزب الله، لتزويد الحزب بنظام دفاع جوي.

ومن بين الأسلحة التي عثر عليها في المخازن التابعة لحزب الله، صاروخ ساغر الروسي القديم، وبعض هذه الصواريخ من صناعة فترة الثمانينيات في القرن الماضي.

وأكد مسؤول أمني إسرائيلي أن حزب الله يستخدم الطائرات المسيرة ذاتها التي تستعملها روسيا في حربها ضد أوكرانيا، وتطلقها إلى الأراضي الإسرائيلية.

وبخلاف ذلك، احتوت مستودعات سلاح الحزب اللبناني على صواريخ مضادة للدبابات من نوعية ميتيس وكونكورس وفاغوتس، وقال رائد إسرائيلي إن جميع الأسلحة عُثر عليها على بعد أقل من كيلو متر واحد داخل لبنان من جهة الجنوب فوق الأرض وفي مخابئ تحتية.

وأشار الرائد الإسرائيلي إلى أن نسبة تتراوح بين 60% إلى 70% من الأسلحة التي عُثر عليها لدى حزب الله منذ بداية الحرب، روسية الصنع.

عززت روسيا وجودها في سوريا منذ اندلاع الحرب عام 2011، وبعد 4 أعوام حضرت الطائرات الحربية الروسية لتدعم الجيش السوري بشكل مباشر إلى جانب مجموعات حزب الله التي جاءت لتقديم الدعم.

وتشير الصحيفة الأميركية إلى أن التعاون بين حزب الله وروسيا بدأ منذ ذلك الحين، وتقاربت العلاقات بين الطرفين.

ووفقا للتقرير بات حزب الله يستعين بمخزونات السلاح الروسية الموجودة في سوريا، ويُهربها عن طريق الحدود السورية اللبنانية، التي تستهدفها إسرائيل في الوقت الحالي بكثافة.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إن على روسيا أن تمنع تهريب السلاح من سوريا إلى لبنان، مضيفا: "موسكو لديها وجود في الأراضي السورية، لذلك عليها أن تساهم في نزع سلاح حزب الله".

وتابع ساعر: "يحصل حزب الله على أسلحته من خلال سوريا، وإذا كانت هناك اتجاهات لأي تسوية في لبنان، فيجب على روسيا أن تتدخل وتقطع الإمدادات عن الحزب".

وتحمل بعض الصواريخ التي يعثر على حطامها في إسرائيل عقب الإطلاق من جنوب لبنان عبارات روسية، تؤكد أنها مرسلة من موسكو إلى وزارة الدفاع السورية، وفقا للتقرير.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، الخميس 14 نوفمبر، قصف ما وصفه بطريق تهريب السلاح بين لبنان وسوريا، وقال إنه يستخدم في إمداد حزب الله بالسلاح، واتهم روسيا بمساعدة الحزب اللبناني.