الأمطار تنضم إلى الحرب والجوع.. 3 أعداء بوجه غزة

بدأت الأمطار تهطل بغزارة على قطاع غزة، تمهيدا لقدوم فصل الشتاء الذي أصبح مثل الكابوس بالنسبة للنازحين، نظرا لعدم استعداد خيامهم لتحمل ظروف الطقس القاسية.

وأصدرت هيئة الدفاع المدني الفلسطيني بيانا، الأحد ٢٤ نوفمبر، قالت خلاله إن آلاف الخيام التي تؤوي النازحين في مناطق عدة داخل غزة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب الأمطار.

وأشارت الهيئة إلى أن بعض الخيام تضررت، وكذلك محتوياتها بسبب تسرب المياه إلى الداخل بغزارة، وخاصة في مواقع مخيمات ملعب اليرموك ومنتزه بلدية غزة ومخيم الشاطئ والخيام المقامة داخل بعض المدارس، وفي وسط وجنوب القطاع في وادي الدميثاء ووادي السلقا ومحيط بركة حي الأمل، وغيرها من المناطق.

وناشد الدفاع المدني الفلسطيني العالم والمنظمات الدولية بضرورة مساعدة النازحين الذين تعرضت خيامهم لأضرار بالغة، بمجرد سقوط الأمطار قبل بداية فصل الشتاء، مشيرة إلى أن الوضع سيصبح أسوأ مع زيادة الأمطار خلال الأسابيع المقبلة.

وحذرت الهيئة الفلسطينية من كارثة إنسانية جديدة في القطاع، بعد تلف الكثير من الخيام، وتحول عائلات كاملة إلى العيش في العراء بلا مأوى.

وفي الوقت نفسه اضطر بعض النازحين إلى الاحتماء بمنازل تعرضت للقصف الإسرائيلي وباتت آيلة للسقوط خاصة مع تجمع مياه الأمطار بداخلها وأسفلها.

وينتظر سكان غزة وصول إمدادات عاجلة تحتوي على خيام ضد مياه الأمطار للوقاية من تقلبات الطقس قبل بداية فصل الشتاء بعد أقل من شهر.

يقول مُسن فلسطيني وهو يحاول تنظيف خيمته من آثار المياه، لوكالة فرانس برس: "عانينا كثيرا في الشتاء الماضي، واليوم نغرق، الخيام مصنوعة من قماش، ولا تقوى على تحمل الأمطار، الوضع سيئ للغاية".

وأشار الرجل الفلسطيني إلى أنه لا يجد أي مكان آمن للبقاء فيه خلال فترة الشتاء، بعد أن فر مع مئات الآلاف هربا من الزحزمة النيرانية للمقاتلات الحربية الإسرائيلية.

وقال رجل آخر وهو يقف أمام خيمته المحاصرة بمياه المطر "لا يمكن للخيام أن تحمينا من مياه الأمطار، كل ما تفعله أنها تحجب أشعة الشمس فقط، ونعاني عندما تهب الرياح حيث نعمل على تثبيتها بقوة من الخارج كي لا تطير".

ويحاول شيخ فلسطيني آخر بناء الحجارة بشكل يدوي من دون مواد أسمنتية، لوضع حاجز أمام الماء حتى لا يتسرب إلى خيمته، ويعلق: "أحاول فعل أي شيء حتى لا تغرق الخيمة، نحن مقبلون على شتاء شديد"، ويواصل "نحاول قدر المستطاع منع دخول مياه الأمطار، أحاول حماية أحفادي من هذا الوضع".

بينما تقول سيدة أخرى، أثناء تفقد خيمتها الغارقة في المياه: "بدأ المطر مع صلاة الفجر، وغرقت الخيمة، كل هذا ونحن لم نستقبل الشتاء بعد".

ووجه عامل بالدفاع المدني داخل قطاع غزة الدعوة لإرسال الأغطية المناسبة للوقاية من برد الشتاء، وكل ما يلزم للنازحين من أجل مواجهة الأيام الصعبة المقبلة.

تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 90% من سكان قطاع غزة، البالغ عددهم ٢.٣ مليون نسمة، تحولوا إلى نازحين، وبعضهم نزح أكثر من مرة.

وتؤكد الأرقام أن أغلب من يعيش في غزة الآن ليس له منزلا يحميه، حيث اعتاد السكان على حياة الخيام والمدارس ومخيمات الإيواء، والعيش بين أنقاض المنازل المهدمة.

وتتراص الخيام في معسكرات الإيواء وسط مياه الأمطار، والنقص الحاد في الغذاء والدواء، ما يشير إلى إمكانية تفشي الأمراض بكثرة خلال فصل الشتاء.

وحذر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، من زيادة حادة في عدد العائلات التي تعاني الجوع الشديد في وسط وجنوب القطاع، مع نقص الإمدادات ودخول الشتاء.

وأكدت منظمات الإغاثة، وكذلك الأمم المتحدة، نقص كمية المساعدات، والغذاء، التي تدخل قطاع غزة خلال الأسابيع الماضية، بسبب العقبات المختلفة التي تحول دون ذلك.

وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية بالأمم المتحدة، مهند هادي، إن حياة ما يزيد عن ٢ مليون شخص في غزة باتت على المحك بسبب الظروف المعيشية الصعبة، مطالبا بضرورة دخول الإمدادات والمساعدات التي يحتاجها سكان القطاع في أسرع وقعت، محذرا من "كارثة إنسانية لا تضاهى".