على وقع الصواريخ والتهديدات.. هل ينجح وقف إطلاق النار في لبنان؟

ووفق المصدر الذي تحدث للقناة الأميركية فإن "إسرائيل لا تزال لديها تحفظات على بعض تفاصيل الاتفاق، والتي من المتوقع أن تُنقل إلى الحكومة اللبنانية الإثنين. ولا تزال هذه التفاصيل وغيرها قيد التفاوض وأكدت مصادر عدة أن الاتفاق لن يكون نهائيا حتى تُحل جميع القضايا". كما أن اتفاق وقف إطلاق النار سوف يحتاج إلى موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي، وهو ما لم يحدث بعد.

وأفادت مصادر مطلعة على المفاوضات بأن المحادثات تبدو وكأنها تتجه بشكل إيجابي نحو التوصل إلى اتفاق، لكنها أقرت أيضا بأن استمرار إسرائيل وحزب الله في تبادل إطلاق النار قد يؤدي إلى إفساد المحادثات.

وفي الأيام الأخيرة، كان حزب الله يدرس اقتراحا تدعمه الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، وهو الاقتراح الذي يأمل البعض أن يشكل الأساس لوقف إطلاق نار دائم.

ونقلت صحيفة إسرائيل هيوم عن مسؤولين إسرائيليين قولهم "إن الاتفاق مع لبنان سيتم خلال يومين أو ثلاثة إذا لم يكون هناك مفاجآت في القيقة الأخيرة".

كان من المفترض أن يكتمل الاتفاق قبل أيام، لكن إصدار المحكمة الدولية مذكرات اعتقال بحق نتنياهو، ووزير دفاعه الأسبق يوآف غالانت، عقّد الأمور.

وأثار إعلان وزارة الخارجية الفرنسية الالتزام بقرارات المحكمة الجنائية الدولية، وتنفيذ حكم اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، غضب نتنياهو والحكومة الإسرائيلية بشدة، ما دفع بوجود خلافات داخل الوساطة ذاتها، حيث تلعب فرنسا دورا في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.

ووفقا للترتيبات القديمة، كانت فرنسا ضمن اللجنة التي ستشرف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، لكن نتنياهو رفض استمرار باريس في المشهد بعد موقفها الأخير.

وقالت القناة ١٢ الإسرائيلية إن حكومة نتنياهو تريد إبقاء فرنسا خارج أي اتفاق في الوقت الحالي، بسبب ما وصفته بالعداء التي أظهرته بعد قرار المحكمة الجنائية، والملحوظ في الأشهر الأخيرة، وفرض حظر الأسلحة على إسرائيل.

ويعمل بايدن على إنهاء الخلاف بين إسرائيل وإدارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث تحدث معه الجمعة ٢٢ نوفمبر من أجل حل المشكلة وإعادة فرنسا للوساطة.

وأكد مسؤول أميركي أن بايدن أبلغ ماكرون بأن نتنياهو محق في غضبه، وأنه من غير الممكن التوسط في اتفاق بينما يتعهد في الوقت نفسه بالقبض على رئيس الوزراء الإسرائيلي.

ومن جانبه قال ماكرون إنه يريد المساعدة، مؤكدا أن وزارة الخارجية الفرنسية كانت تتحدث حول التزاماتها القانونية تجاه المحكمة الجنائية الدولية، ثم أصدرت بيانا آخر لتهدئة الوضع.

وبعد أن قال متحدث باسم الخارجية الفرنسية إن باريس ستعمل على تنفيذ قرارات المحكمة الجنائية الدولية وفقا لأحكام القانون، أصدرت الخارجية الفرنسية فيما بعد بيانا يخفف من حدة التصريحات.

وجاء في البيان الثاني، أن فرنسا أحيطت علما بقرار الجنائية الدولية وفقا لالتزامها طويل الأمد بالعدالة الدولية، وتكرر التزامها بالعمل المستقل للمحكمة وفقا لنظام روما.

ورفض المتحدث باسم الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان القول إن بلاده سوف تعتقل نتنياهو إذا دخل الأراضي الفرنسية، قائلا: "إنه أمر معقد من الناحية القانونية".

أكد موقع أكسيوس اقتراب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، وفقا لمصادر إسرائيلية أكدت سير حكومة نتنياهو في هذا الاتجاه.

وكان باراك رافيد مراسل الموقع الأميركي قد أعلن عبر منصة "إكس" حصوله على معلومات من مسؤول إسرائيلي لم يذكر اسمه، تؤكد أن إسرائيل تتجه إلى إبرام صفقة وقف إطلاق النار في لبنان.

وينص الاتفاق على السماح للسكان في لبنان وإسرائيل بالعودة إلى منازلهم على القرى والمدن الحدودية بين البلدين، عقب وقف إطلاق النار بشكل تدريجي.

ويعتمد الاتفاق بشكل أساسي على وقف إطلاق النار لفترة انتقالية مدتها ٦٠ يوما، ينسحب خلالها الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان تماما، ويأخذ مكانه الجيش اللبناني في المناطق القريبة من الحدود، وينسحب حزب الله بأسلحته الثقيلة إلى شمال نهر الليطاني.

ويتضمن الاتفاق تشكيل لجنة مراقبة دولية بقيادة الولايات المتحدة، لمتابعة تنفيذ البنود من كافة الأطراف، والتعامل مع الانتهاكات.

ووفقا للمصادر الإسرائيلية، فقد حصلت إسرائيل على ضمانات من أميركا، تتضمن دعما لأي تحرك عسكري إسرائيلي ضد التهديدات الوشيكة التي قد تأتي من الأراضي اللبنانية، ومنع إعادة تسليح حزب الله قرب الحدود.

يأتي ذلك بعد إرسال المبعوث الأميركي الخاص للإشراف على الاتفاق، آموس هوكشتاين، تهديدا إلى إسرائيل السبت ٢٣ نوفمبر، بالانسحاب من الوساطة إذا لم تبد تل أبيب أي جدية نحو التوصل لاتفاق في الأيام المقبلة.

وأكد مصدر إسرائيلي آخر للموقع الأميركي أن الاتفاق قد يتم الإعلان عنه خلال الأسبوع الجاري، بعدما أشار إلى وجود تقدم كبير في المفاوضات بين الأطراف كافة.

أشار مسؤول إسرائيلي ثان في تقرير أكسيوس، إلى أن "الاتجاه إيجابي" بشأن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، كاشفا عن وجود عوائق في الوقت نفسه.

وقال المسؤول إن هناك "بعض القضايا بلا حل"، مشيرا إلى أنه لم يتم التوصل بعد إلى تسوية لبعض النقاط، دون تسميتها بشكل واضح.

وتحدث مسؤولان أميركيان حول اقتراب التوصل إلى الاتفاق، مع التأكيد أيضا على وجود عوائق وقضايا عالقة لم يتم حسمها بعد بين لبنان وإسرائيل، ما يجعل الاتفاق غير مكتمل.

ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تقريرا حول منح إسرائيل "الضوء الأخضر" للتسوية في لبنان، مع الإشارة إلى أن تل أبيب ستسعى لإبرام الاتفاق خشية انتهاء الوساطة الأميركية.

وعلى العكس قالت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مسؤول إسرائيلي "لم يتم إعطاء أي ضوء أخضر لإبرام اتفاق في لبنان"، وذلك بسبب القضايا التي لا تزال في حاجة إلى حل.

أما موقع "تايمز أوف إسرائيل" فقد أشار إلى أن إسرائيل وافقت من حيث المبدأ على الاتفاق، على أن يُجري نتنياهو محادثات شاملة مع المجلس الوزاري الأمني ويطرح القرار للتصويت.

وأشار التقرير إلى أن الموافقة الإسرائيلية على الاتفاق ليست نهائية، ومرتبطة بالعديد من القضايا العالقة، التي لم يتم التوصل إلى حل بشأنها بعد.

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن حرية إسرائيل في العمل العسكري داخل لبنان بعد وقف إطلاق النار، كانت أبرز النقاط الخلافية بين الأطراف، وكذلك مراقبة الحدود اللبنانية-السورية والتعامل مع أي تهديد أو نقل للسلاح هناك.

وفي نفس الاتجاه قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي يكثف جهوده لتوجيه أكبر قدر من الضرر لقدرات حزب الله قبل وقف إطلاق النار، مع الإشارة إلى وجود "فجوات" في المفاوضات.

وقالت مصادر لبنانية إن لبنان نقل "الهواجس" بشأن التصرفات والسلوك الإسرائيلي إلى الوسطاء، وأشارت إلى أن التدمير المستمر بضربات مباشرة على الأراضي اللبنانية لا يوحي بوجود نية لوقف إطلاق النار.

وأشارت المصادر إلى أن لبنان لن يتراجع في مواقفه حول الشروط التي رفضها، مؤكدة أن ما قدم كان "الحد الأقصى من التنازلات"، مع التأكيد على أن زيادة الضربات الإسرائيلية لن تؤثر على القرارات في الفترة المقبلة بشأن قبول الشروط المرفوضة سلفا.