اختلفت المصادر على اسمه الحقيقي إلا أن العديد منها اتفقت أن الأرجح هو أن اسمه الحقيقي أحمد حسين الشرع.

انضم الجولاني إلى تنظيم القاعدة بعد انتقاله إلى العراق في عام 2003 للقتال ضد القوات الأميركية، بحسب صحيفة تلغراف.

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات يقول في تقرير نشره في العام 2019، أن الاسم الحقيقي للجولاني هو أسامة العبسي الواحدي.

ولد الجولاني في بلدة الشحيل بمدينة دير الزور عام 1981 من عائلة أصلها من محافظة إدلب، بحسب المركز، وانتقل مع عائلته إلى مدينته الأصلية إدلب وحصل على الشهادة الثانوية فيها ثم التحق بكلية الطب ودرس الطب البشري لمدة سنتين.

ويذكر المركز رواية أخرى تقول إن أصوله تعود إلى الجولان، التي نشأ بها ثم انتقل إلى العاصمة السورية دمشق ودرس فيها لمدة سنة واحدة في كلية الإعلام.

كان الجولاني، في مرحلة الدراسة، يأتي من دمشق إلى حلب لحضور خطب الجمعة التي كان يلقيها محمود قول آغاسي (أبو القعقاع) في جامع العلاء بن الحضرمي بمنطقة الصاخور، وانتقل إلى العراق بعد أن نادى آغاسي بـ"ضرورة مقاومة الغزو الأميركي للعراق"، وكان مسؤولا عن تأمين الطرق داخل سوريا للراغبين بالمشاركة في القتال، بحسب ما بقول المركز.

انضم الجولاني في العراق إلى فرع تنظيم القاعدة الذي أسسه الأردني أبو مصعب الزرقاوي وأعلن تبعيته لأسامة بن لادن، فترقى بسرعة في صفوف التنظيم حتى أصبح من الدائرة المقربة من الزرقاوي، بحسب المركز.

بعد قتل الزرقاوي في العام 2006، خرج الجولاني من العراق إلى لبنان، ثم عاد إلى العراق مجدداً واعتقل في سجن بوكا ثم أُطلق سراحه عام 2008 حيث ترقى في تنظيم القاعدة إلى أن أصبح قائد عملياتها فى الموصل.

الجولاني أمضى سنوات عدة في السجون العسكرية الأميركية، قبل أن يعود إلى سوريا في العام 2011 لتأسيس "جبهة النصرة" التابعة للقاعدة عندما اندلعت الحرب هناك، وفق صحيفة تلغراف.

وفي السنوات التالية، انفصل أولا عن حلفائه السابقين في تنظيم داعش ثم لاحقا زعم انشقاقه عن القاعدة، قبل أن يوحد فصائل مسلحة أخرى لتشكيل هيئة تحرير الشام في عام 2017.

تعتبر الحكومة الأميركية أن هناك رابطا بين الهيئة والنصرة، بل وتصف هيئة تحرير الشام بأنها "وسيلة دفع (موقف القاعدة) في الحرب السورية ولتحقيق أهدافها الخاصة" في تصنيفها كمنظمة إرهابية.

وتشير تقارير أخيرة من الأمم المتحدة إلى أن، على الأقل، بعض التواصل لا يزال قائما "وأن هيئة تحرير الشام ومكوناتها لا تزال تحافظ على الاتصال بقيادة القاعدة"، وفقا لأجهزة استخبارات دولية عدة.

وقد أدرجت وزارة الخارجية الأميركية في مايو 2013 اسم الجولاني ضمن قائمة المنع الخاصة بالإرهابيين العالمين، بحسب شبكة سي إن إن، كما وضعت لجنة العقوبات الخاصة بداعش والقاعدة لمجلس الأمن الدولي اسم الجولاني في قائمة الإرهابيين الخاضعين للعقوبات منذ 24 يوليو 2013.

وفي مارس من العام 2021، نشر حساب مكافآت من أجل العدالة التابعة لوزارة الخارجية الأميركية، على موقع إكس صورة للجولاني وذكّر بمكافأة أعلنت عنها الوزارة، تصل لـ10 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عن مكانه.

وقال الحساب "فيك تغير ثوبك لكن انت بتضلك إرهابي".

وفي تقرير صدر في مارس 2024، قالت لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بسوريا إن لديها "أسبابا معقولة للاعتقاد بأن أفراد هيئة تحرير الشام ظلوا يرتكبون أعمالا قد ترقى إلى جرائم الحرب المتمثلة في التعذيب والمعاملة القاسية والحرمان غير القانوني من الحرية، بما في ذلك بطريقة ترقى إلى الاختفاء القسري".

ويقول تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأميركية في العام 2023 "ارتكبت الجماعات المسلحة الإرهابية مثل هيئة تحرير الشام مجموعة واسعة من الانتهاكات، بما في ذلك القتل، والخطف، والإساءة البدنية، وتجنيد أو استخدام الأطفال الجنود".