هجوم الفصائل.. الحرب في الشمال و"الزناد" خارج سوريا

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجيش السوري شن هجوما معاكسا بعد منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء، بدعم جوي من الطائرات الحربية، استعاد خلاله قرية كفراع ومعرشحور، وأبعد الفصائل المسلحة عن مدينة حماة نحو 10 كلم.

لكن وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) قالت إن الجيش السوري تمكن من "توسيع نطاق أمان المدينة بنحو 20 كلم".

من جهتها، نقلت وكالة "سانا" الرسمية للأنباء، الثلاثاء، عن مصدر عسكري قوله إن "تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى مدينة حماة لتعزيز القوات الموجودة على الخطوط الأمامية والتصدي لأي محاولة هجوم قد تشنها التنظيمات الإرهابية المسلحة".

وأضافت أنّ "قواتنا المسلحة موجودة على أطراف المدينة" و"يتمّ العمل على استعادة عدد من المواقع والبلدات التي دخلتها التنظيمات الإرهابية المسلحة".

وتمكنت الفصائل من السيطرة على مدن وبلدات عدة في ريف حماة الشمالي "بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام".

لطالما قدمت إيران وروسيا دعمًا عسكريًا حيويًا للحكومة السورية في محاولة لتعزيز حليف رئيسي في المنطقة.

كما تنتشر قوات تركية وأميركية في سوريا في مناطق خارج سيطرة الحكومة، حيث تدعمان فصائل مختلفة، تركيا في الشمال الغربي، والولايات المتحدة في الشمال الشرقي.

وقال معتز مصطفى، المدير التنفيذي لفريق الطوارئ السورية، وهي منظمة إنسانية أميركية إن الفصائل استغلت بوضوح فرصة ظهرت بسبب ضعف الحكومة السورية وروسيا وإيران وتشتتهم بسبب صراعات أخرى.

وأضاف مصطفى أن الفصائل لاحظت عن كثب الأضرار الناجمة عن الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت حزب الله في لبنان، والغارات الجوية الإسرائيلية على قادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا، ما أشار إلى أن الوقت كان مناسبًا لشن هجومهم.

وأوضح أن الرغبة في مساعدة أوكرانيا كانت أيضًا عاملاً آخر يدفع الهجوم، بهدف توجيه ضربة ضد روسيا.

رأى جنرال سابق في الجيش التركي وخبير عسكري أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من المرجح أن يستفيد سياسيا من تجدد هجوم الفصائل المسلحة في شمال غرب سوريا.

وقال الخبير العسكري والجنرال السابق في سلاح الجو التركي أردوغان كاراكوش لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن أنقرة يمكن أن تحقق في نهاية المطاف هدفين رئيسيين من أهدافها الرئيسية طويلة الأجل في سوريا.

وأضاف كاراكوش أن تركيا تأمل في عودة ما يصل إلى مليوني لاجئ سوري في البلاد إلى وطنهم إذا تمكت الفصائل من السيطرة على مدينة حلب. وأضاف أن هذا من شأنه أن يخفف من وطأة الأمر على الرئيس أردوغان فيما يتعلق بالسياسة الداخلية في تركيا.

وبالإضافة إلى ذلك، يفترض كاراكوش أن يتمكن المسلحون الموالون لتركيا من طرد مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية من غرب الفرات على طول الحدود التركية.

وسيعني ذلك تعزيز أمن الحدود حيث تعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية فرعا من حزب العمال الكردستاني المحظور وبالتالي فهي منظمة إرهابية، وفقا لكاراكوش.

رغم أن روسيا وإيران أعلنتا دعمهما للأسد، إلا أن محللين، تحدثت إليهم نيويورك تايمز، يشككون في حجم المساعدة التي يمكن تقديمها على المدى القريب، بخلاف عدة غارات جوية روسية على مدينتي إدلب وحلب اللتين تسيطر عليهما الفصائل المسلحة.

وتضاءلت الأنشطة العسكرية الإيرانية في سوريا بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية التي زادت من حيث التكرار والقوة في العام الماضي، حيث أدت هذه الغارات إلى تدمير مخازن أسلحة ومجموعات ميليشيا وقتل قادة في الحرس الثوري الإيراني الذين يشرفون على الميليشيات الإيرانية في سوريا ويعملون عن كثب مع الفرق العسكرية السورية.

لم تؤثر هذه الضربات على حرية العمليات الإيرانية في سوريا فحسب، بل زادت من الشكوك بين الحلفاء ومضيفيهم، بحسب بعض المحللين السوريين.