رواية معاناة.. سودانيات يهربن بسبب "بكاء الأطفال من الجوع"

وقال يان إيجيلاند، رئيس مجلس اللاجئين النرويجي لوكالة أسوشيتد برس "المواطنون يتضورون جوعا حاليا.. إنها أزمة من صنع الانسان".

ويشار إلى أنه خلال الفترة ما بين مايو وسبتمبر الماضيين، وقعت 7 حالات وفاة ذات صلة بسوء التغذية بين الأطفال في مستشفى واحد في موقع نزوح في تشاد، تديره منظمة أطباء بلا حدود.

وخلال سبتمبر الماضي، اضطرت المنظمة لوقف رعاية 5 آلاف من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في شمال دارفور لأسابيع عدة، وأرجعت ذلك إلى الحرب الدائرة.

وقد هربت عزيزة من قريتها في غرب دارفور، وسعت للجوء لأكثر من عام في بلدات قريبة مع أصدقائها وأقاربها. وغادر زوجها المنزل للبحث عن عمل قبل الحرب، ولم تسمع أي خبر عنه منذ ذلك الحين.

وعانت عزيزة من أجل الحصول على الطعام وإطعام ابنتها. ولعدم قدرتها على الزراعة، قامت بقطع الخشب وبيعه في تشاد، حيث كانت تتوجه إلى هناك وهي تركب حمارا لمدة 8 ساعات وتعود كل بضعة أيام، بعدما كسبت ما يكفي لشراء الحبوب. ولكن بعد أشهر، نفد الخشب، مما اضطرها لترك البلاد نهائيا.

وتحدث آخرون فروا إلى تشاد عن ارتفاع الأسعار بـ3 أضعاف وتراجع المخزون في السوق. فلا توجد خضروات، هناك حبوب ومكسرات فقط.

وجاءت عواطف آدم إلى تشاد في أكتوبر الماضي. وكان زوجها لا يستطيع كسب ما يكفي من خلال نقل الأشخاص فوق ظهر حمار، كما كانت هناك خطورة كبيرة في أن يمارس الزراعة، حسب ما قالت. وفقدت ابنتيها التؤام، 6 أعوام، وابنها 3 أعوام، أوزانهم، وكانوا دائما ما يشعرون بالجوع.

وأضافت "أطفالي كانوا يقولون أعطينا طعاما". وأوضحت أن بكاءهم هو ما دفعها للرحيل.

ومع تدفق المزيد من الأشخاص على تشاد، أعربت جماعات الإغاثة عن مساندتها لهم.

وقد دخل نحو 700 ألف سوداني تشاد منذ بدء الحرب. ويعيش الكثيرون في مخيمات لاجئين غير نظيفة أو أماكن إيواء على الحدود في مواقع نزوح مؤقتة. وارتفع عدد الأشخاص الذين يصلون معبر أدري بين أغسطس وأكتوبر الماضيين من 6100 إلى 14800 شخص، بحسب بيانات الحكومة والأمم المتحدة، رغم أنه لم يتضح ما إذا كان بعض الأشخاص دخلوا مرات عدة.

وكان برنامج الأغذية العالمي قد أعلن مطلع هذا العام خفض حصص المؤن بواقع النصف في تشاد، مرجعا قراره إلى نقص التمويل.

وقال رامازاني كاراباي، مدير عمليات البرنامج في أدري، إنه رغم وجود مال كاف الآن للعودة لتقديم الحصص الكاملة حتى مطلع العام المقبل، فإن زيادة عدد الوافدين سوف تمثل ضغطا على النظام وسيتفاقم الجوع في حال لم يواكب التمويل الزيادة.

واستقبلت عيادة تديرها منظمة أطباء بلا حدود في مخيم أبوتنج أكثر من 340 حالة سوء تغذية حادة خلال أغسطس وسبتمبر الماضيين. ويقول العاملون إن الأعداد قابلة للزيادة.

وقال الطبيب أولا دراماني أواتارا، مدير الأنشطة الطبية بالمنظمة في المخيم، إن الأشخاص يفرون من السودان في ظروف صعبة.

وأضاف "في حال استمرت الأمور هكذا، أخشى أن الوضع سيخرج عن السيطرة".