بين لبنان وسوريا، كان حزب الله ينشط على صعيد تهريب المخدرات، حسب دراسة نشرها مركز
إيتانا للدراسات عام 2023، التي توضح أن حزب الله كان المسؤول عن نقل شُحنات المخدرات من وادي البقاع في شرق لبنان إلى سوريا، في حين كانت المخابرات العسكرية السورية تتولى مرافقة مركبات التهريب إلى الجنوب السوري.
وفي
تحقيق لهيئة الإذاعة البريطانية، BBC، في يونيو 2023، يكشف جنديّ سوري أنَّ العديد من زملائه باتوا تجار مخدرات بهدف الحصول على مداخيل إضافية بسبب تدني رواتبهم، كاشفا أنَّ "الجنود المتورطين بتجارة المخدرات، كانوا يشترونها من حزب الله، فيما يتم التنسيق مع الفرقة الرابعة التابعة للجيش السوري لتسهيل التحركات".
أما الآن.. فأين بات دور حزب الله من تهريب المخدرات إلى سوريا.. وهل سقط الذين كانوا يعملون لصالحه على صعيد المخدرات؟
يقول رامي عبد الرحمن إنّ كبار التُجار الذين كانوا يعملون لصالح حزب الله وما زالوا داخل سوريا يرفعون شعار المعارضة لتسيير أعمالهم، من بينهم تاجر حصل على أموال من بيع المخدرات لصالح حزب الله، بالإضافة إلى ناشط على صعيد تهريب أموال لحزب الله من تجارة الكبتاغون، ووجودهما يتركز في منطقة الساحل السوري مثل اللاذقية وجبلة".
وقبل سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد بيوم واحد، وتحديدا يوم السبت 7 ديسمبر الجاري، نشرت صفحة "بلدية ظل الطفيل" منشورا كشفت فيه عن تحركات مشبوهة لعصابات المخدرات المسلحة بين لبنان وسوريا، كاشفة عن تحرك آليات بين الحدود، عند قريتي الطفيل اللبنانية وعسال الورد السورية.
المنشور الذي حمل شعار "حزب 7" دعا الجيش اللبناني للتدخل فورا لأن قرية الطفيل باتت مهددة من قبل عصابات المخدرات.
إلى ذلك، تكشف مصادر بلينكس أنه بين يومي السبت والأحد 7 و8 ديسمبر، دخل مسلحون من "الفرقة الرابعة" التابعة للجيش السوري إلى الحدود اللبنانية وعمدوا إلى نقل معدات لتصنيع المخدرات.
وفق المعلومات، فإن هناك عصابات معنية بتجارة وتصنيع المخدرات، هربت من لبنان خلال الأشهر الماضية إثر الحملة الأمنية التي نفذها الجيش اللبناني، إلا أنه وبعد سقوط نظام الأسد، هربت هذه المجموعات مجددا إلى لبنان، فيما الشخصية الأبرز على هذا الصعيد هو "غ.د." وأشقائه.
من جهته، يقول رئيس جمعية "جاد" لمكافحة المخدرات جوزيف حواط لبلينكس إنّه منذ عام تقريبا وحتى الآن، تنفذ الدولة اللبنانية بواسطة الجيش حملات دهم وعمليات أمنية لمكافحة ومواجهة تجار المخدرات. حواط كشف أن صناعة المخدرات في لبنان تراجعت 80% منذ عام وحتى اليوم، لكنه قال إن "هناك مناطق مشتركة بين لبنان وسوريا لا يستطيع الجيش اللبناني الدخول إليها، وتتواجد فيها معاقل لمصنعي المخدرات".
إلى ذلك، كشف حواط أن مصنعي المخدرات عند الحدود بين لبنان وسوريا، اعتمدوا أساليب جديدة تجعلهم ينقذون معداتهم وذلك من خلال اعتماد المصانع المتنقلة ضمن حافلات بدلا من المعامل الثابتة.