"اجتياح تركي وشيك؟".. استعدادات عسكرية ضد أكراد سوريا
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال، الثلاثاء، أن تركيا وحلفاءها من الميليشيات يقومون بحشد قوات كبيرة على الحدود مع سوريا، في خطوة تشير إلى استعداد أنقرة لعملية عسكرية واسعة النطاق تستهدف المناطق التي يسيطر عليها الأكراد السوريون المدعومون من الولايات المتحدة.
وأشار أحد المسؤولين الأميركيين للصحيفة إلى أن عملية عسكرية تركية قد تكون وشيكة.
ما الاستعدادات العسكرية التركية؟
وفقا لمسؤولين أميركيين تحدثوا
للصحيفة، تشمل التعزيزات التركية حشد مقاتلين من الميليشيات التابعة لها وقوات تركية نظامية من الكوماندوز والمدفعية الثقيلة، والتي تتركز بشكل كبير بالقرب من مدينة كوباني، ذات الأغلبية الكردية والواقعة على الحدود الشمالية لسوريا مع تركيا.
في المقابل، انهارت محادثات وقف إطلاق النار التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين قوات سوريا الديمقراطية والمتمردين المدعومين من تركيا في كوباني، دون التوصل إلى اتفاق. وأكد المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية أن المدينة تشهد حاليًا "تعزيزات عسكرية كبيرة" شرقًا وغربًا، مما يزيد من احتمالية التصعيد.
ووجهت المسؤولة في الإدارة المدنية للأكراد السوريين، إلهام أحمد، رسالة إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تحذر فيها من أن الغزو التركي قد يؤدي إلى "عواقب كارثية"، مشيرة إلى أن تركيا تسعى لفرض سيطرة فعلية على المناطق الكردية قبل تولي ترامب منصبه. وأضافت أحمد: "إذا مضت تركيا في عمليتها العسكرية، فستكون النتيجة تشريد مئات الآلاف من المدنيين، بينهم مجتمعات كردية ومسيحية".
وتأتي هذه التطورات في ظل مخاوف من تكرار سيناريو الغزو التركي في عام 2019، والذي أودى بحياة مئات السوريين وأدى إلى نزوح عشرات الآلاف بعد انسحاب جزئي للقوات الأميركية من شمال شرق سوريا بقرار من إدارة ترامب آنذاك. وأوضحت أحمد في رسالتها أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استجاب سابقًا لدعوات ترامب، داعية الرئيس المنتخب إلى ممارسة ضغوط دبلوماسية لوقف أي هجوم محتمل.
وتزامنت هذه التحركات مع زيارة أجراها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى تركيا الأسبوع الماضي لبحث مستقبل سوريا مع الرئيس أردوغان، حيث طالب الجانب الأميركي بضمانات لوقف العمليات العسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية، التي تعمل بالشراكة مع القوات الأميركية في ملاحقة فلول تنظيم داعش.