كهرباء مقطوعة ومياه شحيحة والدبابات في محيط مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، لكن ذلك أصبح "أمرا اعتياديا" حسبما يقول مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية.
الأمر الغريب وغير الاعتيادي هو اقتراب روبوتات مفخخة، أطلقها الجيش الإسرائيلي، من بوابات المستشفى. فانفجرت 3 منها، ما أدى إلى تحطيم أبواب ونوافذ غرف المرضى. يصف أبو صفية المشهد قائلا: "الأصوات كانت مرعبة".
في أكتوبر الماضي، قال إسماعيل الثوابتة المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة ببيان، إن الجيش الإسرائيلي يستخدم "روبوتات متفجرة وبراميل مفخخة في إطار التطهير العرقي".
أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عبر بيان في الشهر نفسه، أن الجيش الإسرائيلي استخدام "روبوتات مفخخة محملة بأطنان من المتفجرات" خلال عمليات التدمير والقتل التي ينفذها شمال غزة.
لكن ما هي أنواع الروبوتات التي تستخدمها إسرائيل في حربها على قطاع غزة؟ وما هي المهام التي تستخدمها فيها؟ وما مدى أخلاقية استخدام الروبوتات في الحروب؟
اعرف أكثر
يعتبر الجيش الإسرائيلي الروبوتات أداة أساسية في عملياته العسكرية، خاصة في المهام التي تتطلب الدقة العالية وتجنب المخاطر البشرية. ويذكر الموقع الرسمي للجيش الإسرائيلي 5 أنواع من الروبوتات التي يستخدمها الجيش، وهي:
EyeDrive "عين الجنود الذكية": هو روبوت مراقبة متطور صممته شركة ODF Optronics الإسرائيلية، ويستخدم في المناطق الحضرية في مهام البحث والإنقاذ. يتحمل هذا الروبوت الصدمات، حيث يرميه الجنود داخل المباني ويسقطونه من ارتفاع 3 أمتار دون أن يتأثر. يحوي كاميرات نهارية وليلية، ويصور بزاوية 360 درجة، مما يسمح بجمع معلومات استخباراتية دقيقة. ويحتوي على برنامج اكتشاف حركة بحيث يرسل تنبيهات فورية عند رصد أي حركة أو صوت. ومع ذلك، فإن EyeDrive يعاني في البيئات ذات التضاريس شديدة الوعورة أو الموحلة، فعجلاته الصغيرة قد تعيق حركته.
Talon "الجندي البرمائي": هو روبوت متعدد الاستخدامات صممته شركة QinetiQ North America الأميركية، ويُعتبر واحدا من أسرع الروبوتات العسكرية، حسب ما يقول الجيش الإسرائيلي. يتحرك Talon في الرمال والمياه والثلوج، بالإضافة إلى صعود السلالم. يوصف بالروبوت البرمائي لأنه يستطيع العمل تحت الماء بعمق يصل إلى 100 متر. يُستخدم Talon في في إبطال مفعول القنابل وجمع المعلومات في التضاريس الخطرة. ومع ذلك، فإن حجمه الكبير قد يحد من أدائه في الأماكن الضيقة، ويتطلب صيانة دورية مكلفة للحفاظ على أدائه العالي.
Talon "الجندي البرمائي"
ANDROS Wolverine "الروبوت السمين": هو الروبوت الزكبر وزنا بين الروبوتات المستخدمة في الجيش الإسرائيلي. طورته شركة REMOTEC التابعة لـ Northrop Grumman الأمريكية، ويزن أكثر من 350 كيلوغراما. يحوي كاميرا تستطيع أن تكبر الصورة إلى 26 ضعفا، مما يوفر للجندي الذي يتحكم به رؤية دقيقة عن بعد.
ANDROS Wolverine "الروبوت السمين"
AGAMIT "روبوت الخرائط": لا يعتبر AGAMIT روبوتا فعليا، بل هو نظام طورته شركة Elbit Systems الإسرائيلية. يستطيع AGAMIT رسم خرائط ثلاثية الأبعاد للأنفاق باستخدام تقنيات الليزر والكاميرات.
MiniCat "الجرافة المعدلة": حولت شركات طيران إسرائيلية جرافة MiniCat التي تنتجها شركة Caterpillar الزراعية الأميركية، إلى روبوت معدل يتم التحكم فيه عن بعد باستخدام شاشة تعمل باللمس، مما يسمح للجندي الإسرائيلي في وحدة الهندسة بإنجاز مهام معقدة من مسافة آمنة.
MiniCat "الجرافة المعدلة"
استخدمت MiniCat بشكل أساسي على الحدود، خاصة عند السياج الأمني في غزة، لتحييد العبوات الناسفة المزروعة قبل 7 أكتوبر 2023.
الرعب الذي عاشه المرضى والكوادر الطبية في مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، هو ذاته الذي عاشه من يتواجدون في مستشفى "العودة" في منطقة تل الزعتر في مخيم جباليا حيث فجرت إسرائيل "روبوتا بجوار المستشفى ما أدى لوقوع عدد من الإصابات في الطواقم الطبية والمرضى وأضرار في جميع مرافق وأقسام المستشفى" حسب ما قال بيان من إدارة المستشفى نقلته فرانس برس.
كانت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس قد نشرت فيديوهات عديدة قالت إنها لسيطرتها على روبوتات تابعة للجيش الإسرائيلي خلال الحرب الحالية.
روبوت سيطر عليه عناصر حماس في غزة. المصدر: الإعلام العسكري لحماس
هذه الاستخدامات وما يشابهها للروبوتات في الحروب تعلق عليها مجلة فوربس قائلة إن الروبوتات لا تتحرك بالمشاعر. لذا فهي تنفذ عملياتها دون خوف أو غضب أو مشاعر أخرى. ما يجعلها "خطرة في مناطق الحروب المأهولة بالسكان المدنيين وناجحة عسكريا في الوقت ذاته" هو قدرتها على التضحية فهي لا تحتاج إلى الحفاظ على ذاتها وتستطيع أن تفجر نفسها إذا لزم الأمر.
تقول فوربس إنه لا يوجد قانون دولي واضح حتى الآن بشأن من يجب إلقاء اللوم عليه إذا تصرف روبوت بشكل غير أخلاقي في أرض المعركة. هل يستطيع الجندي المسؤول عن التحكم بالروبوت أن يقول إنها مشكلة تقنية ويتنصل من المسؤولية؟