عملية البايجر.. رؤساء الاستخبارات الغربية يتساءلون عن أمن اتصالاتهم
في وقت سابق من هذا العام، كان مجموعة من التنفيذيين الإسرائيليين في حالة من الابتهاج بعد مشاهدة نتائج الهجمات التي استهدفت عناصر حزب الله في لبنان باستخدام أجهزة النداء (البايجرز) المفخخة التي أرسلها الموساد، مما أسفر عن مقتل أو إصابة آلاف الأشخاص، بحسب تقرير لصحيفة
فايننشال تايمز.
لكن لقاءهم مع رئيس سابق لجهاز استخبارات أوروبي كان بمثابة صدمة لهم. بدلاً من الثناء على العملية، ألقى رئيس الاستخبارات السابق تقييمًا صارمًا خلال مؤتمر تجاري، حيث قال: "العمليات يجب أن تكون ضرورية ومتناسبة لكي تكون مقبولة قانونيًا في هذا البلد". ووفقًا له، فإن هجمات النداء "لم تكن تفي بهذا المعيار".
تفجيرات 17 سبتمبر، التي استهدفت آلاف أجهزة النداء الإلكترونية الخاصة بحزب الله، صدمت المسؤولين الأمنيين حول العالم بجرأتها وأربكتهم بشأن الشركات الوهمية المعقدة التي أنشأتها إسرائيل لتوفير الأجهزة المفخخة.
ومع ذلك، أثارت الهجمات تساؤلات عميقة بين رؤساء الاستخبارات الغربية حول أسس التجسس الحديث: هل أنظمتهم الاتصالية معرضة بنفس القدر للاختراق؟ وهل سيوافقون يومًا على عملية مماثلة؟ خاصةً وأن الهجوم أسفر عن مقتل 37 شخصًا، بينهم أربعة مدنيين على الأقل، منهم طفلان، بالإضافة إلى إصابة نحو 3000 آخرين.
"مذهلة" لكنها "غير مقبولة"
في مقابلات مع أكثر من 12 مسؤولاً أمنيًا حاليًا وسابقًا من أربع دول غربية حليفة لإسرائيل، اعتبر الجميع العملية إنجازًا مذهلاً للتجسس. لكن ثلاثة فقط قالوا إنهم قد يوافقون على تنفيذ عمل مماثل.
وفي حين أشاد مسؤول دفاعي رفيع "بجرأة" العملية، أشار إلى أنها لم تكن دقيقة بشكل كامل، مما يعني إمكانية أن يقتل طفلًا يحمل جهاز النداء.
نتنياهو أقر لاحقًا بتورط إسرائيل في الهجوم، موضحًا أنه وافق شخصيًا على العملية.
وفي حين وصف مسؤول أمني غربي العملية بأنها "جميلة للغاية"، أشار إلى أنها كانت تتجاهل الخسائر المدنية، وهي نقطة تختلف فيها الحسابات الأمنية الإسرائيلية عن الغربية.
يحذر خبراء مثل السير أليكس يونغ، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (MI6)، من أن هذه العملية تُعد بمثابة "تنبيه" حول هشاشة سلاسل الإمداد الغربية، التي يمكن اعتراضها من قبل جماعات إرهابية.