صراعات‎

لماذا يهرب "ضباط الأسد" إلى شمال لبنان؟

نشر
Lebanon-blinx
شهدت منطقة شمال لبنان مؤخرا سلسلة عمليات توقيف لضباط وجنود سوريين سابقين كانوا فروا من بلادهم إثر سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد يوم 8 ديسمبر الماضي.
هؤلاء الضباط والجنود الفارين دخلوا عبر معابر غير شرعية تربط لبنان بسوريا، ويقول مصدر أمني لبناني لـبلينكس إن غالبية هؤلاء العناصر والضباط تعاملوا مع مهربين ودفعوا لهم أموالا لقاء الدخول إلى لبنان من خلال طرقات وعرة تم اعتمادها سابقا للتهريب.

تهريب متواصل

عمليات تهريب الجنود السوريين إلى لبنان ما زالت مستمرة بشكل متواصل، بحسب مصادر بلينكس.
وأبرز حادثة من هذا القبيل كانت يوم الجمعة، ففي منطقة البربارة – شمال لبنان، جرى توقيف 67 سوريا غالبيتهم من الضباط، وكانوا دخلوا إلى لبنان من الحدود الشمالية عبر معابر غير شرعية في محافظة عكار.
وعلى وجه السرعة، سلّمت السلطات اللبنانية الموقوفين إلى إدارة العمليات العسكرية في سوريا، أمس السبت، وذلك في أول عملية تنسيق أمني تحصل بين الطرفين.
وبين يومي السبت والأحد، أوقف شبان من مدينة طرابلس حافلة كان على متنها جنودا سوريين دخلوا خلسة إلى لبنان، وقد تسلمهم الجيش اللبناني.
ووفقا لمعلومات حصلت عليها "بلينكس"، فإن توقيف الأهالي لحافلة الجنود وتحديدا في باب التبانة، جاءت بناء لمعلومات وردت إلى بعضهم تفيد بأن هناك حافلة مشتبه بها تحمل على متنها أشخاصا غير لبنانيين.
وعلى الأثر، جرى إبلاغ الجيش اللبناني الذي حضر إلى مكان توقيفهم قرب جسر أبو علي في طرابلس، ليتم اقتيادهم إلى التوقيف.

الأمن اللبناني "يلاحق المهربين"

يقول مصدر أمني لبناني لـبلينكس إنَّ الأمن اللبناني يعمل حاليا على رصد المهربين وتكثيف الإجراءات التي تستهدف المعابر غير الشرعية، كاشفا أن المعلومات عن دخول الجنود السوريين الفارين أتت بناء لمعطيات استخباراتية مرتبطة بخروقات طالت أوساط المهربين.
تحدث المصدر عن أنّ الأمن اللبناني لديه تفاصيل كثيرة عن عمليات التهريب، وبالتالي فإن إجراءات مكافحتها تجري بالتنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية، مشيرا إلى أنّ هذا الأمر لا يطال فقط منطقة شمال لبنان، بل أيضا البقاع – شرق لبنان.
في المقابل، يقول المحلل السياسي اللبناني الدكتور عارف العبد إن الحدود واسعة جدا بين لبنان وسوريا، مشيرا عبر "بلينكس"، إلى أن غالبية عمليات فرار جنود النظام السوري حصلت باتجاه الشمال السوري وتحديدا منطقة الساحل هناك، ما يسهل عليهم الدخول إلى لبنان عبر الحدود في عكار.
وأوضح العبد أن هناك الكثير من الثغرات الحدودية بين لبنان وسوريا في شمال لبنان، ما يسهل على المهربين تسهيل عمليات التهريب وإدخال الأشخاص إلى لبنان.
العبد قال أيضا إنّه في ظل الظروف الجوية الحالية، فإنه من السهل على الهاربين والمهربين اختيار المنطقة الساحلية في شمال لبنان للهرب بدلا من اتخاذ المناطق الجبلية سبيلا لذلك، لاسيما في منطقة البقاع التي تعتبر الآن مغطاة بالثلوج في مرتفعاتها وتحديدا في المناطق التي تشهد سابقا على عمليات تهريب.

الحدود بحاجة لضبط داخل سوريا

وقبل يومين، أجرى وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب اتصالا بنظيره السوري أسعد الشيباني ناقشا فيه العلاقات بين البلدين.
ويعتبر هذا الاتصال بين بو حبيب والشيباني هو أول اتصال رسمي علني بين لبنان وسوريا، علما أن اجتماعات تنسيقية أمنية حصلت بين الجانبين خلال الأيام القليلة الماضية.
ورغم هذه الاتصالات، إلا أن عمليات التهريب ما زالت مستمرة.. فما السبب؟
أوضح العبد أن ضبط الحدود يرتبط باستقرار الأوضاع الأمنية السورية، مؤكدا أن هذه الخطوة هي عمل مُشترك لبناني – سوري، وأضاف "إن وقف التهريب يحتاج إلى إجراءات عديدة وإلى وقت أيضا، خصوصا أن الحدود بين لبنان وسوريا مفتوحة وتحت إلى ضبط وتعاون بين الدولتين".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة