يقول محمد شمس الدين، الخبير في شركة الدولية للمعلومات المعنية بالإحصاءات لبلينكس إنّ مئات اللبنانيين يواظبون على زيارة سوريا خلال يومي الخميس والجمعة، مشيرا إلى أن الحركة نشطت قليلا خلال فترة الأعياد، وأضاف "قبل سقوط النظام، كان عدد اللبنانيين الذين يتوجهون إلى سوريا يوميا يتراوح بين 3000 و4000 شخص، أما الآن فقد تضاءل إلى المئات".
مقابل كل الأجواء التي شهدها اللبنانيون، تبقى هناك مخاوف أمنية لاسيما على الطريق انطلاقا من الحدود اللبنانية وصولا إلى دمشق. المسافة من الحدود إلى العاصمة السورية تصل إلى نحو 30 كلم، في حين أن المخاطر كبيرة جدا على تلك الطريق.
هنا، يقول شمس الدين إن هذه المخاوف الأمنية دفعت اللبنانيين لعدم الذهاب بسياراتهم إلى دمشق والاستعاضة عن ذلك بتشكيل مجموعات سياحية صغيرة، وذلك خوفا من حوادث إطلاق نار أو سرقة في ظل وجود نوع من الفوضى الأمنية خلال الوقت الراهن.
ويوم 29 ديسمبر الماضي، تعرض الشابان اللبنانيان محمد حسان صعب وعبد الرزاق كرابلي لإطلاق نار على طريق حمص – دمشق، ما أسفر عن مقتلهما وإصابة شخص آخر من آل صعب.
وخلال 23 ديسمبر الماضي، وأثناء عودتهم من دمشق إلى لبنان، تعرّض 4 شبان لبنانيين لإطلاق نار من قبل مجهولين أثناء عودتهم من دمشق إلى لبنان، ما أسفر عن سقوط جريح إصابته خطيرة.
اللبناني محمد.م. كان بين شبان لبنانيين تعرضوا لإطلاق نار خلال حادثة 23 ديسمبر، ويقول لبلينكس إنّهم فوجئوا بسيارة لاحقتهم وحاولت صدمهم بهدف توقيفهم، مشيرا إلى أن أحد المسلحين الذين كانوا على متنها أطلق الرصاص باتجاههم ما أسفر عن إصابة شخص يدعى يزن رشيد.
وحاليا، فإن رشيد خضع لعمليات جراحية في رأسه بعدما أصيب بجروح جراء إطلاق النار، فيما يقول محمد إن الحادثة جعلته يشعر بالخوف الشديد بعد الزيارة الأخيرة إلى دمشق، ويقول "اللحظات كانت مروعة جدا ولا يمكن وصفها".
بدوره، يتحدث اللبناني وسام.س. عن مخاوفه من زيارة سوريا الآن، ولهذا ألغى مخطط ذهابه إلى هناك لاستقبال العام الجديد 2025 واستعاض عن ذلك بالبقاء في لبنان، ويقول "يجب الانتظار قليلا وعدم التسرع في ذلك، فالبلاد في حالة انتقالية ومن الطبيعي أن يكون هناك فوضى أمنية ريثما تنتظم الأمور".
ويتابع "المشكلة هي أنه في حال حصل أي أمر طارئ معنا، لا نعلم مع مين نتحدث ومع أي سلطة نتواصل. لهذا السبب، من الضروري التريث وها هي سوريا قريبة منا وليست بعيدة".
على صعيد الأسعار، فإنها غير مستقرة في الوقت الراهن، ويقول محمد المجذوب إن سعر الدولار في سوريا يشهد بعض التقلبات، ويضيف "هناك مشتريات رخيصة وأخرى باهظة الثمن. أما على صعيد التنقلات، فإن أسعار المواصلات مرتفعة أيضا بسبب غلاء المحروقات، الأمر الذي انعكس على المواطن السوري الفقير إذ بات غير قادر على الخروج من منزله".
من ناحيتها، تقول بتول يزبك إنّ بعض الأسعار ارتفع قليلا، مشيرة إلى أنَّه يمكن التعامل بالدولار والليرة السورية وعملات أخرى بشكل طبيعي بعدما كان هذا الأمر ممنوعا في السابق في عهد بشار، وتضيف "الأمور سهلة جدا وسوريا الجديدة جميلة بكل تفاصيلها ومعانيها وما رأيناه كان مختلفا عن الماضي، فلا خوف ولا رعب".