وأغلقت المحال أبوابها في الأزقة المتضررة، بينما نصب المسلّحون متاريس حديدية لعرقلة تقدم قوات الأمن الفلسطينية التي تنتشر في مداخل المخيم في عربات عسكرية سوداء.
ويقول مؤيد السعدي (53 عاما) الذي كان يقود دراجة هوائية تسهّل تنقّله في المخيم "عدت فقط للاطمئنان على منزلي" بعدما غادره وأولاده الثلاثة للإقامة في مدينة جنين في ظل انقطاع الكهرباء والمياه.
وأدت الاشتباكات في المخيم الذي يناهز عدد سكانه 17 ألف نسمة، الى مقتل 14 فلسطينيا، ستة منهم من رجال الأمن وسبعة مدنيين ومسلح واحد.
قوات أمن تابعة للسلطة الفلسطينية في جنين. رويترز
كما غادر نحو ثلاثة آلاف من السكان المخيم منذ اندلاع المواجهات خوفا على حياتهم وحياة عائلاتهم، بحسب مصادر في اللجنة الشعبية المحلية.
وتُسمع بين الحين والآخر أصوات لإطلاق نار من داخل المخيم نحو نقاط للأجهزة المتمركزة عند أطراف المخيم.
وبعدما توقفت المخابز عن العمل بسبب المعارك، يصطف سكان أمام محل أم هاني لشراء خبز يصل من خارج المخيم.
وتقول السيدة السبعينية لفرانس برس "أعايش الحروب منذ كان عمري 8 سنوات، لكن ما يحدث اليوم لم أره منذ حرب يونيو 1967" التي احتلت خلالها إسرائيل الضفة الغربية.
وتضيف "ليأتوا (أجهزة الأمن) ويعتقلوا من يريدون، نحن لا علاقة لنا بذلك".
وتوضح سيدة ثلاثينية فضّلت عدم كشف اسمها "الجميع يريد أن يحكي لكنهم غير قادرين خوفا من ردود فعل الطرفين... لكننا نعاني وغير قادرين على الخروج أو الدخول إلى المخيم".