عندما سُئل رئيس الوزراء الأسترالي أنطوني ألبانيزي، الأسبوع الماضي، عند تصريح للرئيس الأميركي ترامب من أجل التعقيب عليه، قال: "بصفتي رئيس وزراء أستراليا، لن أقدم تعليقا يوميا على تصريحات الرئيس الأميركي".
ويبدو أنه "وظيفة الرد اليومي" باتت إجبارية على البعض، بسبب كثرة تصريحات الرئيس الأميركي، والتي تجوب كل أنحاء العالم تقريبا، إذ يقدم تعليقاته باستمرار، كما يوقع الأوامر التنفيذية والقرارات كتيار جارف لا يتوقف.
وينظر قادة العالم إلى نهج ترامب المتسلط تجاه بعض مؤسسات الحكومة الأميركية، وسط تساؤلات عن دور الولايات المتحدة في النظام الدولي، وخاصة عن الدور الأميركي في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والأمم المتحدة، والبنك الدولي، وغيرها من مؤسسات النظام الدولي.
يقول هيثر هرلبورت خبير الشؤون الدولية والسياسية في المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية "تشاتام هاوس"، في تحليل له إن "تصرفات ترامب تنبئ بتحول دائم في المشهد السياسي، وليست مجرد حركة مفتاح يعود إلى وضعه الطبيعي بعد 4 سنوات".
وتركت تصريحات ترامب الكثير من الغاضبين حول العالم، فقد رفضت الدول العربية خطته لتهجير سكان قطاع غزة وتحويل موقعه إلى أرض أميركية استثمارية، وباتت بيانات الرفض تُطلق من الشرق الأوسط إلى البيت الأبيض بشكل شبه يومي.
وتسببت تصريحات ترامب المستمرة عن غرينلاند في حالة هياج شعبي وسياسي في الدنمارك، ونفس الأمر في كولومبيا والمكسيك وكندا، بالإضافة إلى الصين التي تحاربها إدارة الرئيس الأميركي بالجمارك، وحتى بريطانيا لجأت إلى تقاليدها الدبلوماسية الهادئة للتعامل مع أفكار وسياسات ترامب.