"مسحراتي سوريا" يتنفس الحرية في ليالي رمضان
لم يعد المسحراتي في سوريا مضطرا إلى الحصول على موافقات رسمية، والمرور عبر الحواجز الأمنية حتى يمارس عمله التطوعي، كما كان الحال في عهد الرئيس السابق بشار الأسد.
وتنفس المسحراتي الحرية في شوارع سوريا، وبات يجوب الشوارع دون قيود تمنعه أو عناصر أمنية تلاحقه وتوقفه كل فترة، لتعود واحدة من التقاليد القديمة المتعلقة برمضان في العاصمة دمشق.
يقول أبو رياض الحرك الذي يعمل كمسحراتي في أحياء ساروجة والبحصة وعين الكرش وسط العاصمة دمشق لايقاظ الصائمين لتناول طعام السحور، إن الوضع تبدل عن السابق.
ويقول الحرك في حديث لوكالة الأنباء الألمانية إنه أحب هذه المهنة منذ كان صغيرا ويعمل بها منذ ٢٥ عاما، وتحدث عن الوضع الأمني الجديد في البلاد المتعلق بعمله، مؤكدا أن سيارات الأمن لم تعد تلاحق "المسحراتية" بل تلقي عليهم التحية".
ويشير أبو رياض إلى أنه بات يعمل بحرية واطمئنان، مضيفا: "لم أعد أخشى الحواجز وسيارات الأمن، ويهم ماضيا في طريقه يردد بصوت جهور: " قوم يا نايم وحّد الدايم.. يا نايم وحّد الله.. قوموا على سحوركن إجا رمضان يزوركن"
يشيد المسحراتي الآخر الذي يطوف حي الميدان الدمشقي، عماد أمين، بالحالة الأمنية المصاحبة لعمله الليلي قبل بزوغ الفجر، مضيفا: "نسير بأمان في الأحياء، لم نعد نخشى سيارات وعناصر الأمن، وهذا يجعل رمضان الحالي مختلف جذريا".
ويسترسل أمين الذي يحمل بيده سلة يضع فيها ما يقدم له الأهالي من طعام وفواكه: " بعض أهالي المنازل يقدمون لنا مما يأكلون من طعام وفواكه وحلويات ونضعها في السلة التي أصبحت واحدة من مضارب الأمثال، وكما يقولون سلة المسحراتي التي تجمع كل أصناف الطعام".
ويوضح أمين أن الكثير من أصحاب المنازل يستيقظون على صوت الطبلة رغم وجود منبهات ، مشيرا إلى أن بعض المسحراتية في الريف يحملون طبولا كبيرة باعتبار أنها مناطق ريفية والطبلة تتلاءم مع أحياء المدينة .
وعن فرحة شهر رمضان في الشارع السوري، يقول أمين: " الكثير من العائلات التي غادرت سوريا خلال السنوات الماضية عادت هذا العام في أول يوم رمضان، وعندما دخلت إلى العديد من الأحياء كانت هناك احتفالية لي باعتبار أن أبناءهم يشاهدون المسحراتي على التلفاز فقط، كانت فرحة للكبار والصغار وأخذوا معي الصور وأكرموني بالنقود".
الأهالي ينتظرون المسحراتي
ورغم التطور التكنولوجي ووجود هواتف ذكية في يد الجميع تقريبا، تراجع دور المسحراتي الذي اختص بالمرور في الشوارع على مر الزمن لإيقاظ المسلمين وحثهم على السحور قبل الفجر، لكن أبو رياض يؤكد أن الأهالي ما زالو ينتظرونه.
ويضيف: "هذه مهنة تراثية وأنا شخصيا أحبها نظراً لأجرها عند الله ورغم كل التطورات التقنية من منبهات وأجهزة جوال لا يزال الأهالي ينتظرون المسحراتي ويتفاعلون معه".