"ازدواجية أميركية"؟.. ترامب يفاوض حماس نهارا ويهددها ليلا
في تهديد عالي النبرة، وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء إلى حركة حماس "آخر تحذير"، من أجل أن تطلق "في الحال" سراح جميع الرهائن الأحياء والأموات. التهديد جاء في أعقاب تقرير يفيد أن واشنطن أجرت اتصالات سرية مباشرة مع حماس بالتشاور مع إسرائيل.
وكتب ترامب في منشور على منصّته "تروث سوشل" للتواصل الاجتماعي "إلى سكّان قطاع غزة: هناك مستقبل جميل ينتظركم، لكن ليس إذا احتفطتم بالرهائن. إذا احتفظتم برهائن أنتم أموات! خذوا القرار الصحيح".
المباحثات السرية التي يقودها المبعوث الأميركي الخاص لشؤون الرهائن آدم بوهلر، يمثّل قطيعة مع سياسة طويلة الأمد قضت بعدم إجراء الولايات المتحدة محادثات مباشرة مع مجموعات تعتبرها إرهابية. كذلك، أكد مسؤول في حماس إجراء اتصالات مباشرة مع الموفد الأميركي.
من جهته وفي مقابلة مع فوكس نيوز قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن على حماس أخذ تهديد ترامب على محمل الجد. لكن وبالرغم من تهديد ترامب، هل يمكن أن تؤدي المحادثات السرية مع حماس إلى خرق سياسي ما في غزة؟
ترامب محذرا سكان غزة: أنتم أموات إذا احتفظتم بالرهائن
وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء، إلى حماس "آخر تحذير" من أجل أن تطلق "في الحال" سراح جميع الرهائن الأحياء والأموات الذين تحتجزهم وتغادر قيادتها قطاع غزة، متوعدا سكّان قطاع غزة بالموت "إذا احتفظتم بالرهائن"، في وعيد يأتي بعيد تأكيد واشنطن أنّها أجرت اتصالات مباشرة مع الحركة الفلسطينية.
وكتب ترامب في منشور على منصّته "تروث سوشل" للتواصل الاجتماعي "إلى سكّان قطاع غزة: هناك مستقبل جميل ينتظركم، لكن ليس إذا احتفطتم بالرهائن. إذا احتفظتم برهائن أنتم أموات! خذوا القرار الصحيح".
وأضاف "إنّي أرسل لإسرائيل كلّ ما تحتاج إليه لإنهاء المهمة، وما من عضو واحد في حماس سيكون في مأمن إذا لم تفعلوا ما أقوله لكم (...) هذا آخر تحذير لكم! بالنسبة للقيادة، الآن هو الوقت المناسب لمغادرة غزة، بينما لا تزال لديكم الفرصة". وجاء تحذير ترامب على المنصة بعد لقاء له في البيت الأبيض مع 6 رهائن إسرائيليين أفرجت عنهم حماس مؤخرا.
ويأتي هذا التهديد العالي النبرة بعيد تأكيد الولايات المتّحدة أنّها أجرت اتصالات سرية مباشرة مع حماس بالتشاور مع إسرائيل، فيما حذرت الدولة العبرية الأربعاء من أن مهمتها للانتصار على الحركة الفلسطينية في غزة لم تنته.
ويمثّل هذا الامر قطيعة مع سياسة طويلة الأمد قضت بعدم إجراء الولايات المتحدة محادثات مباشرة مع مجموعات تعتبرها إرهابية.
وعندما سُئلت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت عن هذه الاتصالات المباشرة، والتي كشف عنها لأول مرة موقع أكسيوس، ردت بأن المبعوث الأميركي الخاص لشؤون الرهائن آدم بوهلر، الذي "يشارك في المفاوضات، لديه السلطة للتحدث إلى أي كان".
وأضافت أنه "تم التشاور مع إسرائيل في هذا الشأن"، رافضة تقديم تفاصيل عن هذه المناقشات، ومؤكدة ان "أرواح الأميركيين على المحك".
وعلى الأثر، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتناياهو في بيان مقتضب: "خلال المشاورات مع الولايات المتحدة، أبدت إسرائيل رأيها بشأن إجراء مناقشات مباشرة مع حماس". كذلك، أكد مسؤول في حماس إجراء اتصالات مباشرة مع الموفد الأميركي.
وبحسب موقع أكسيوس، أجرى المبعوث الأميركي الخاص هذه المشاورات في الأسابيع الأخيرة في العاصمة القطرية الدوحة. وركزت على إطلاق سراح خمسة رهائن أميركيين ما زالوا محتجزين لدى حماس في قطاع غزة، أربعة منهم تأكد مقتلهم ويعتقد أن خامسا لا يزال على قيد الحياة، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس.
وأضاف الموقع نقلا عن مصدرين لم يكشف عن هويتيهما أن المحادثات تناولت أيضا مسألة أوسع تتمثل في إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين وإمكان التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وكان رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد إيال زامير أكد الأربعاء، أن "مهمة إسرائيل ضد حركة حماس لم تنته بعد" فيما الهدنة التي أوقفت القتال منذ 19 يناير مهددة.
ومنذ الأحد، علّقت إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية الحيوية لسكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة تقريبا.
وخطف خلال هجوم حماس 251 شخصا، من بينهم 58 لا يزالون في غزة، وتقول إسرائيل إن 34 من بين هؤلاء قتلوا.
وبعد أكثر من 15 شهرا على بدء الحرب، سمحت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بعودة 33 رهينة إلى إسرائيل بينهم 8 قتلى، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 معتقل فلسطيني كانوا في سجونها، فضلا عن دخول مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر والمدمر جراء الحرب العنيفة.
ووفقا للاتفاق، من المفترض أن تسمح المرحلة الثانية بالإفراج عن جميع الرهائن الأحياء المحتجزين في غزة مقابل إفراج إسرائيل عن المزيد من المعتقلين الفلسطينيين.
أما المرحلة الثالثة للاتفاق الذي تم التفاوض بشأنه بواسطة أميركية وقطرية ومصرية، فيفترض أن تكون مخصصة لإعادة إعمار القطاع الذي لحق به دمار هائل. إلا أن المراحل المقبلة من اتفاق الهدنة تصطدم بمواقف الطرفين المتعارضة.
وتريد إسرائيل تمديد المرحلة الأولى حتى منتصف أبريل للسماح بالإفراج عن الرهائن المتبقين من غزة وتطالب بـ"نزع كامل للسلاح" في القطاع والقضاء على حركة حماس.
في المقابل، تطالب حماس بالانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق التي يفترض أن تفضي إلى وقف إطلاق نار دائم مع إصرارها على البقاء في القطاع الذي تسيطر عليه منذ 2007.
أقر القادة العرب في إطار قمة طارئة عقدت في القاهرة الثلاثاء، خطة لإعادة إعمار غزة تستبعد عمليا حماس وتنص على عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع الذي طردتها منه الحركة في العام 2007.
إلا أنّ إسرائيل التي تستبعد أي دور للسلطة الفلسطينية في غزة مستقبلا، سارعت إلى رفض الخطة العربية.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن الخطة تضمن بقاء الفلسطينيين في أرضهم في غزة. وتشكل الخطة ردا على مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لغزة الذي ينص على تهجير أبناء القطاع إلى مصر والأردن لتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
وحذر البيان الختامي للقمة العربية من "أيّ محاولات آثمة لتهجير الشعب الفلسطيني"
وتستند الخطة إلى مشروع مصري قدرت نسخة أولى منه كلفة إعادة أعمار قطاع غزة على خمس سنوات ب53 مليار دولار وهي مماثلة لتقديرات الأمم المتحدة. إلا ان هذا المبلغ لا يرد في الإعلان الختامي.
وتركّز المرحلة الانتقالية في هذه الخطة على رفع الأنقاض وإزالة الألغام وتركيب مساكن موقتة لأكثر من 1,5 مليون شخص في القطاع. وستتبع ذلك مرحلتان من إعادة الإعمار، تشمل الأولى بنى تحتية أساسية ومساكن دائمة، بينما تشمل المرحلة الثانية ميناء تجاريا ومطارا.