صراعات‎

"نخاف العودة" إلى الساحل السوري.. روايات هاربين من "أجانب"

نشر
blinx
تعهّد الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع محاسبة كل من "تورط في دماء المدنيين"، بعد اشتباكات بين قوات الأمن ومجموعات رديفة لها، ومسلحين موالين لبشار الأسد في غرب البلاد، قتل خلالها أكثر من ألف شخص، بينهم مئات المدنيين العلويين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتحدث سكان في المنطقة الساحلية لصحيفة واشنطن بوست عن مسلحين يجوبون المنازل، ينفذون عمليات إعدام ميدانية وينهبون الممتلكات. وقال بعض السكان إنهم فروا إلى لبنان، بينما اختبأ آخرون في الجبال والغابات والبساتين.

"عناصر خارجة عن السيطرة"؟

قالت طبيبة تعمل في بلدة القدموس الجبلية بمحافظة طرطوس: "كانت عائلات بأكملها تُباد"، مضيفة أنها فرت صباح الأحد بينما استمرت الاشتباكات. وأضافت: "دخلوا المنازل ونفذوا عمليات قتل جماعي".
تحدثت الطبيبة بشرط عدم الكشف عن هويتها خوفًا من الانتقام، مؤكدة أن غالبية القتلى كانوا مدنيين، وأن المصابين الذين وصلوا إلى المستشفى يعانون من جروح ناجمة عن الرصاص والشظايا.
حاولت الحكومة التنصل من عمليات القتل، محملة المسؤولية لعناصر خارجة عن السيطرة، وشكلت لجنة للتحقيق في الأحداث. لكن شهود العيان أكدوا أن المسلحين الذين ارتكبوا المجازر كانوا لا يمكن تمييزهم عن القوات الحكومية، بينما أشار البعض إلى وجود مقاتلين أجانب بينهم.

خوف من العودة

ورغم تباطؤ وتيرة العنف، لا يزال كثيرون خائفين من العودة إلى قراهم. وقال أحد سكان قرية السنوبار في اللاذقية إن المسلحين وصلوا صباح الجمعة، توجهوا إلى منزل رئيس البلدية، وقتلوه مع أبنائه الثلاثة أمام أعين والدتهم.
وأضاف: "تخيل أن ترى زوجك وأبناءك الثلاثة يُقتلون أمام عينيك".
لم يكن الشاهد في القرية وقت المجزرة، لكنه استند إلى شهادات جيرانه. وأشار إلى أن زوجة أحد أبناء رئيس البلدية وابنتهما البالغة أربع سنوات كانتا هناك أيضًا. وقال: "أحد المسلحين أمرها بخلع ذهبها، وإلا فإنه سيقتل ابنتها".

كيف بدأت المعركة؟

وبدأ التوتر الخميس في قرية ذات غالبية علويّة في ريف محافظة اللاذقية الساحلية على خلفية توقيف قوات الأمن شخصا مطلوبا، وما لبث أن تطوّر الأمر إلى اشتباكات بعد إطلاق مسلّحين علويين النار، وفق المرصد الذي تحدث منذ ذلك الحين عن حصول عمليات "إعدام" طالت المدنيين العلويين.
وأرسلت السلطات تعزيزات إلى محافظتي اللاذقية وطرطوس المجاورة في الساحل الغربي حيث أطلقت قوات الأمن عمليات واسعة النطاق لتعقب موالين للأسد.
وتعد هذه الأحداث الأعنف التي تشهدها البلاد منذ إطاحة الأسد المنتمي إلى الأقلية العلوية، في الثامن من ديسمبر.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة