كاتس يهدد بالتصعيد.. وعون يتهم إسرائيل بنسف جهود واشنطن
في تصعيد غير مسبوق عشية عيد الأضحى، تعرّضت الضاحية الجنوبية لبيروت لـ8 غارات جوية إسرائيلية على الأقل مساء الخميس، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف مواقع تابعة للوحدة الجوية في حزب الله بعد إنذاره السكان بإخلاء أحياء عدة في المنطقة.
وهذه المرة الرابعة التي تستهدف فيها إسرائيل الضاحية الجنوبية منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار بينها وبين حزب الله حيّز التنفيذ أواخر نوفمبر، بعد نزاع امتدّ لأكثر من عام على خلفية الحرب في غزة، قبل أن يتحوّل إلى مواجهة مفتوحة في سبتمبر 2024.
الرئيس اللبناني، جوزيف عون، اعتبر أن إسرائيل نسفت مبادرات واشنطن بغاراتها، الخميس، على ضاحية بيروت الجنوبية، واصفا الهجمات بالدليل الدامغ "على رفض المرتكب لمقتضيات الاستقرار والتسوية والسلام العادل في منطقتنا، معتبرا أن هذه الاستباحة "هي رسالة يوجّهها مرتكب هذه الفظاعات، إلى الولايات المتحدة وسياساتها ومبادراتها أولاً، عبر صندوق بريد بيروت ودماء أبريائها ومدنييها. وهو ما لن يرضخ له لبنان أبداً"، حسب وصفه.
أما وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، فقد هدد صباح الجمعة، بأن قواته ستواصل قصف لبنان إذا لم تنزع السلطات سلاح حزب الله، فماذا تحمل تهديدات كاتس هذه المرة للبنان واستقراره؟
قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الجمعة، إن الجيش الإسرائيلي سيواصل قصف لبنان إذا لم تنزع السلطات سلاح حزب الله، غداة سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية للعاصمة.
وقال كاتس في بيان: "لن يكون هناك هدوء في بيروت ولا نظام ولا استقرار في لبنان من دون أمن إسرائيل. يجب احترام الاتفاقات، وإذا لم تفعلوا ما هو مطلوب، سنواصل التحرك، وبقوة كبيرة".
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن المواقع المستهدفة الخميس تعود إلى "الوحدة الجوية في حزب الله (الوحدة 127)"، مشيرًا إلى أن هذه الوحدة "نفذت خلال الحرب أكثر من ألف عملية إطلاق مسيّرات مفخخة واستطلاعية باتجاه إسرائيل".
وأوضح أدرعي أن الجيش الإسرائيلي "اتخذ خطوات لتجنب إصابة المدنيين"، بينها استخدام ذخائر دقيقة، واستطلاع جوي، وجمع معلومات استخبارية إضافية، لافتًا إلى أن البنى التحتية المستهدفة "وضعت في مناطق سكنية مدنية لبنانية"، وهو ما وصفه بـ"استخدام السكان كدروع بشرية".
واعتبر أدرعي أن هذه الأنشطة "تمثل خرقًا للتفاهمات مع لبنان"، مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي "يبقى في حالة جاهزية هجومية ودفاعية وسيواصل العمل لمنع إعادة بناء قدرات حزب الله"، حسب وصفه.
والخميس زعمت صحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير لها، أن حزب الله أسس جمعية مدنية في جنوب لبنان لاستخدامها كغطاء لعملياته العسكرية.
وقالت الصحيفة: "يحاول حزب الله استعادة موطئ قدم في القرى الجنوبية، مستخدمًا واجهة مدنية متمثلة بجمعية خيرية تدعى "وأعينوا على البر"، تقوم بتوزيع مبانٍ جاهزة مؤقتة للسكان، يُعتقد أن بعضها سيُحوّل لاحقًا إلى نقاط عسكرية وأمنية تابعة للحزب".
عون: هجمات إسرائيل تنسف مبادرات واشنطن
الرئيس اللبناني اعتبر أن هذه الضربات "هي رسالة يوجّهها مرتكب هذه الفظاعات، إلى الولايات المتحدة وسياساتها ومبادراتها أولاً، عبر صندوق بريد بيروت ودماء أبريائها ومدنييها. وهو ما لن يرضخ له لبنان أبداً".
من جهته وفي بيان منفصل، أدان رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان في بيان إن "الغارات التي تعرضت لها الضاحية الجنوبية لبيروت هذه الليلة أثارت حالة من الذعر والخوف المتجددين عشية عيد الأضحى المبارك".
وأظهرت لقطات مباشرة لتلفزيون وكالة فرانس برس مساء الخميس، كتلا من اللهب وأعمدة من الدخان تتصاعد أثناء الغارات.
وأحصت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية نحو 12 غارة، بينها غارتان "عنيفتان جدا".
وسجلت الضاحية الجنوبية لبيروت حركة نزوح جماعي للسكان بعد إطلاق إسرائيل تحذيرات بالإخلاء.
تفكيك أكثر من 500 موقع ومخزن سلاح لحزب الله
ينصّ اتفاق وقف إطلاق النار على انسحاب مقاتلي حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني، على مسافة نحو 30 كيلومترا من الحدود، وتفكيك بناه العسكرية، في مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة يونيفيل انتشارهما قرب الحدود مع إسرائيل. كما نصّ على انسحاب إسرائيل من الأراضي التي توغلت إليها في جنوب لبنان خلال النزاع.
وكان رئيس الحكومة اللبناني أعلن الخميس، تفكيك أكثر من 500 موقع ومخزن سلاح في المنطقة الممتدة جنوب نهر الليطاني منذ اتفاق وقف النار.
وقال سلام "الجيش اللبناني يواصل توسيع انتشاره وحتى الآن، فكّك جنوب الليطاني أكثر من 500 موقع عسكري ومخزن".
ومنذ انتهاء الحرب، تواصل إسرائيل تنفيذ غارات جوية على مناطق لبنانية عدّة، زاعمة أنها تستهدف بنى تحتية وعناصر في حزب الله.
ويطالب لبنان المجتمع الدولي بالضغط عليها لوقف هجماتها والانسحاب من النقاط التي لا تزال متمركزة فيها داخل أراضيه.