تفتيش واعتقال وجرحى.. الجيش الإسرائيلي يقتحم نابلس
بدأت صباح الثلاثاء عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق حول البلدة القديمة في نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، وفقًا لما أفاد به صحافيون من وكالة فرانس برس في المدينة.
بعد منتصف الليل بقليل، اقتحمت عشرات المركبات العسكرية مدينة نابلس، وهي إحدى المدن الفلسطينية الكبرى. وقال مراسل فرانس برس إن القوات الإسرائيلية فرضت قبل العملية حظر تجوال خلال الليل أعلن عنه عبر مكبرات الصوت.
والثلاثاء، دخل جنود إسرائيليون إلى المتاجر لتفتيشها واعتقلوا عدة أشخاص لاستجوابهم. وتركزت العمليات العسكرية على البلدة القديمة المكتظة بالسكان، وفق المراسل نفسه.
وعلى مقربة من الساحة الكبيرة في وسط المدينة تجمع شبان وفتية لحرق الإطارات ورشق المركبات العسكرية بالحجارة.
وأطلقت القوات الغاز المسيل للدموع من السيارات المصفحة.
وشاهد صحفيان من فرانس برس رجلاً يتعرض لنيران أطلقها الجنود، وقامت القوات الإسرائيلية بنقل جثته.
ولم تتلقَ فرانس برس ردا فوريا من الجيش الإسرائيلي عند استعلامها عن الأحداث الجارية.
من جهته، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه تعامل مع ما لا يقل عن 55 جريحا، معظمهم بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع، إلى جانب عدد من الإصابات المختلفة بشظايا رصاص أو الاعتداء بالضرب وغيرها.
وأضاف الهلال في بيان مقتضب إنه "تم التعامل مع عدة حالات إخلاء من داخل البلدة القديمة نتيجة قيام قوات الاحتلال بتحويل منازلهم ثكنة عسكرية".
وبدا الحي الذي يعج عادة الحركة والنشاط، شبه خالٍ، ومعظم متاجره مغلقة.
وشهدت البلدة القديمة في نابلس عدة عمليات اقتحام ومداهمة إسرائيلية، لا سيما خلال عاميّ 2022-2023 في إطار عمليات تستهدف بشكل رئيسي مجموعة "عرين الأسود" وهي مجموعة من الشبان المقاتلين والمتهمين بالمشاركة في هجمات ضد أهداف إسرائيلية.
في عام 2002، اجتاحت القوات الإسرائيلية نابلس ضمن عملية أسمتها إسرائيل "السور الواقي" خلال الانتفاضة الثانية.
بعد عامين من الأكثر دموية، انفجرت أعمال العنف في الضفة مع اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر 2023.
قُتل على الأقل 938 فلسطينيًا، بينهم مقاتلون وكثير من المدنيين، على يد جنود أو مستوطنين إسرائيليين، حسب بيانات السلطة الفلسطينية.
وفي الفترة نفسها، قُتل وفق بيانات رسمية إسرائيلية ما لا يقل عن 35 إسرائيليا، بينهم مدنيون وجنود، في هجمات فلسطينية أو خلال غارات عسكرية إسرائيلية.
تقع نابلس في شمال الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، وكانت هدفًا رئيسيًا لعملية "السور الحديدي" منذ أن أطلقتها إسرائيل في 21 يناير معلنة أنها تستهدف مقاتلين فلسطينيين.