صراعات‎

هل بدأ العدّ العكسي الإسرائيلي لضرب إيران؟

نشر
blinx
مع عزم المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، عقد جولة سادسة من المحادثات مع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في سلطنة عمان، الأحد، لمناقشة ردّ إيران على المقترح الأميركي الأحدث بشأن التوصل لاتفاق نووي، أكّدت مصادر عدة أن مسؤولين أميركيين أُبلغوا أن إسرائيل جاهزة لشنّ هجوم ضدّ إيران.
ورفض المسؤولون الإسرائيليون والمتحدثون باسم البيت الأبيض التعليق.
ونقلت شبكة سي بي أس الإخبارية الأميركية أن واشنطن تتوقع أن تردّ إيران على أيّ هجوم من إسرائيل بضرب مواقع أميركية في العراق، وهو ما دفع وزارة الخارجية الأميركية إلى الطلب من موظفيها غير الأساسيين في سفارتها في بغداد بالمغادرة بسبب "تصاعد التوترات الإقليمية"، كما صرّح مسؤول في البنتاغون أن وزارة الدفاع سمحت لأفراد عائلات العسكريين بمغادرة مواقعهم في جميع أنحاء الشرق الأوسط طواعية.
ومساء الأربعاء قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال حفل في مركز كينيدي للصحفيين إن مطالبة "الأميركيين بمغادرة" المنطقة هو لأنها (المنطقة) "قد تصبح مكانا خطيرا، وسنرى ما سيحدث".
غير أن مصدرا حكوميا عراقيا أكّد أن "إخلاء بعض العاملين غير الأساسيين" في السفارة الأميركية يتعلّق بإجراءات تخصّ الوجود الأميركي بالمنطقة، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء العراقية.

اعرف أكثر

هل تقرع إسرائيل طبول الحرب؟

صرح مسؤولون في الولايات المتحدة وأوروبا أن إسرائيل تبدو وكأنها تستعدّ لشنّ هجوم وشيك على إيران، وهي خطوة قد تُشعل المنطقة وتُعرقل أو تُؤخّر جهود إدارة ترامب للتوصّل إلى اتفاق يحدّ من قدرة طهران على تطوير سلاح نووي، وفق نيويورك تايمز.
وأفادت مصادر عدّة لشبكة CBS News أن مسؤولين أميركيين أُبلغوا بأن إسرائيل جاهزة بالكامل لتنفيذ عملية عسكرية ضدّ إيران، وهو أحد الأسباب بطلب الإدارة الأميركية من بعض موظفيها بمغادرة العراق.
وفي السياق نفسه، قال مسؤول أميركي في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، إن المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، يعتزم لقاء وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في سلطنة عمان، الأحد، لمناقشة ردّ إيران على المقترح الأميركي الأحدث بشأن التوصل لاتفاق نووي.
وأعلنت إيران، الإثنين، أنها ستقدم قريبا مقترحا مقابلا للولايات المتحدة ردّا على طرح أميركي اعتبرته طهران "غير مقبول"، في وقت أكّد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، استمرار المحادثات.

ترامب: المنطقة قد تكون مكانا خطيرا

خلال ظهوره في مركز كينيدي مساء الأربعاء، أجاب الرئيس ترامب ردا على أسئلة الصحفيين حول سحب الرعايا الأميركيين من العراق، بأنّ المنطقة "قد تكون مكانًا خطيرًا، وسنرى ما سيحدث".
وأكّد ترامب مجددًا أن الولايات المتحدة لا تريد أن تطور إيران سلاحًا نوويًا، قائلاً: "لن نسمح بذلك".
في غضون ذلك، صرّح وزير الدفاع الإيراني، عزيز ناصر زاده، للصحفيين، الأربعاء، أنه في حال فشل المحادثات النووية و"فُرضت علينا حروب"، فإن الحرس الثوري "سيستهدف جميع القواعد الأميركية في الدول المضيفة".
وكانت تقارير أميركية وإسرائيلية كشفت، تفاصيل مكالمة مطوّلة دارت بين الرئيس ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هدفها الأساسي، بحسب مصدر أميركي، كان التأكد من أن إسرائيل لن تُفشل مفاوضات النووي مع طهران بضربة عسكرية مباغتة.
في السياق عينه، قال ترامب في مقابلة أذيعت، الأربعاء، إن ثقته قلت في أن إيران ستوافق على وقف تخصيب اليورانيوم في إطار اتفاق نووي مع الولايات المتحدة.
وردّا على سؤال في بودكاست "بود فورس وان"، عمّا إذا كان يعتقد أنه يستطيع إقناع إيران بالموافقة على التخلي عن برنامجها النووي، قال ترامب "لا أعرف، كنت أعتقد ذلك بالفعل، وأصبحت ثقتي تقل أكثر فأكثر في ذلك".

المقترح الأميركي والردّ الإيراني المنتظر؟

الولايات المتحدة وبعد 5 جولات من المفاوضات، طرحت اقتراحًا مرحليًا جديدًا يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم ضمن حدود منخفضة وتحت إشراف إقليمي، على أن تحدث الجولة الـ6 المرتقبة الأحد، خرقا للطرفين بالتوصل إلى تفاهمات واضحة حول موقع التخصيب، وآلية رفع العقوبات، وضمانات التنفيذ.

تفاصيل المقترح الأميركي

ينص المقترح على ما يلي:
  • تقييد قدرة إيران على تطوير أنشطة التخصيب بما لا يتجاوز الأغراض المدنية.
  • فور توقيع الاتفاق، تخفّض إيران مؤقتًا نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 3%، على أن تُحدد مدة هذه المرحلة بالتفاوض.
  • تُوقف إيران تشغيل منشآتها تحت الأرض، مثل نطنز وفوردو لفترة مؤقتة.
  • يُسمح بالتخصيب في المنشآت فوق الأرض، ولكن بمستويات محدودة لاستخدامات الطاقة فقط.

الغموض والمخاطر

لا تزال تفاصيل كثيرة غير محسومة، من بينها أي العقوبات التي سترفعها واشنطن ضمن الاتفاق، إذ تشترط طهران رفع كامل العقوبات، بما يشمل تلك غير المرتبطة بالملف النووي، قبل تنفيذ أي التزامات.
كما تشترط طهران ضمانات بألا ينسحب أي رئيس أميركي مستقبلي من الاتفاق الجديد، كما فعل ترامب عام 2018 مع الاتفاق النووي في عهد أوباما.
في المقابل، أعرب مسؤولون أميركيون عن أن تخصيب اليورانيوم لن يُسمح به على المدى البعيد، فيما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن المقترح "مفصل ومقبول، وعلى النظام الإيراني أن يدرك أن من مصلحته قبوله".
إلّا أنّ هذا المسار يُقابل برفض من قبل إسرائيل، التي تعتبر أي اتفاق يُبقي على قدرات إيران للتخصيب تُشكل تهديدًا وجوديًا، وترى أن الوقت مناسب لتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية.

انتهاك إيران لالتزاماتها النووية؟

وفي سياق متصل، أعلن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الخميس، انتهاك إيران لالتزاماتها في مجال منع انتشار الأسلحة النووية، وذلك للمرة الأولى منذ ما يقرب من 20 عاما.
وهذه الخطوة الكبرى ذروة مواجهات متفاقمة بين الوكالة التابعة للأمم المتحدة وإيران، والتي بدأت منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عام 2018 خلال ولايته الأولى من الاتفاق النووي بين طهران والقوى الكبرى. وتداعى الاتفاق بعد انسحاب الولايات المتحدة.
ونظرا لاستياء إيران من أي قرارات تصدر ضدها ولأن هذا أقوى قرار منذ سنوات، فمن المرجح أن ترد بتصعيد نووي مثلما تقول. وربما يعقد ذلك المحادثات الحالية بين إيران والولايات المتحدة، والتي تهدف إلى فرض قيود جديدة على الأنشطة النووية الإيرانية المتسارعة، وفق ما نقلته رويترز.
وقال دبلوماسيون شاركوا في الاجتماع المغلق، إن مجلس المحافظين أقر القرار الذي قدمته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا بأغلبية 19 دولة، مع امتناع 11 عن التصويت ورفض ثلاث هي: روسيا والصين وبوركينا فاسو.
وفي حين أشار القرار إلى إحالة إيران إلى مجلس الأمن الدولي، قال دبلوماسيون إن الأمر سيتطلب قرارا ثانيا لإحالتها مثلما حدث في المرة السابقة التي أُعلن فيها عدم امتثالها في سبتمبر أيلول 2005، ثم جرت الإحالة في فبراير 2006.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة