الصدر يدعو لإبعاد العراق عن الحرب والفصائل تتوعد إسرائيل

" العراق وشعبه ليس بحاجة الى حروب جديدة" هذا هو ملخص ما دعا إليه زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر ردا على ما دعت إليه فصائل موالية لطهران للرد على الضربات الإسرائيلية التي شنتها على إيران.

تصريح الصدر الذي جاء عبر حسابه على إكس أتى في وقت طالبت فصائل عراقية موالية لطهران الجمعة بمغادرة القوات الأميركية المنتشرة في البلد ضمن التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش، فيما حذّرت كتائب حزب الله خصوصا من "مزيد من الحروب في المنطقة" بعد الهجمات.

في السياق ذاته، أكدت حركة عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي، الجمعة، أن ما فعلته إسرائيل "لن يمرّ دون عقابٍ صارمٍ وحازم".

وتجمّع مساء الجمعة قرب مدخل المنطقة الخضراء حيث تقع مؤسسات حكومية وبعثات دبلوماسية بينها السفارة الأميركية في بغداد، نحو مئتين من مناصري هذه الفصائل حملوا أعلام إيران وحزب الله اللبناني وسط انتشار أمني كثيف، وفق ما أفاد مصوّر وكالة فرانس برس.. فأين تقف الفصائل العراقية من الأحداث؟

قال الصدر "بدأت الحرب ودارت رحاها.. واشتدّ أوارها.. ولا يعلم إلا الله نتائجها.. كما توقعنا ... فقد تمادت إسرائيل بدعم أمريكي مباشر لنشر إرهابها وسوف لن تكون الجارة إيران المستهدف الوحيد في المنطقة إذا ما استمرت لغة التصعيد".

وأضاف في بيان نشره عبر حسابه على إكس إن "المهم جلّ المهم أن يكون العراق بعيدا عن تلك الحرب، فإن العراق وشعبه ليس بحاجة الى حروب جديدة". داعيا إلى "كتم الأصوات الفردية الوقحة.. والإصغاء إلى صوت الحكمة وصوت العلماء الأعلام".

في الوقت نفسه، أدان استخدام الأجواء العراقية من قبل إسرائيل داعيا حكومة بغداد إلى العمل على معاقبة إسرائيل بالطرق المعمول بها دوليا.

ونصح الشعب العراقي بعدم الاستماع للتصريحات اللامسؤولة التي تسعى لنشر الخوف بينهم، وتابع " فذلك ينفع الفاسدين في كسب أصواتكم في انتخاباتهم الهزيلة".

أكدت حركة عصائب أهل الحق بزعامة الشيخ قيس الخزعلي اليوم الجمعة أن هجوم إسرائيل لن يمر دون عقاب صارمٍ وحازم.

وأدانت الحركة في بيان الضربات الإسرائيلية على إيران "في خرقٍ واضحٍ لكل الأعراف والمواثيق الدولية، ومن أجواء بلدنا المستباحة".

ودعا البيان، الذي أعلن تضامنه مع إيران، الحكومة العراقية إلى ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بمنع اختراق إسرائيل لأجواء العراق، عبر تسليح الجيش العراقي بمنظومات الدفاع الجوي الكفيلة بالكشف والتصدي.

كم دعا إلى "عدم الرضوخ للضغوط الأميركية التي تمنع العراقيين من الدفاع عن سيادة بلدهم".

اتهم فصيل كتائب حزب الله النافذ في بيان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعطاء الموافقة لإسرائيل لشن هجومها على إيران، مضيفا "مهدت القوات الأميركية في العراق الطريق لهذا العدوان بفتح الأجواء العراقية".

وطالبت الكتائب الحكومة العراقية بـ"إخراج هذه القوات العدائية بشكل عاجل من البلاد تجنبا لمزيد من الحروب في المنطقة ودرءا لسفك دماء شعوبها".

بدوره، شدّد الأمين العام لحركة النجباء أكرم الكعبي على ضرورة "إخراج الاحتلال الأميركي بشكل كامل من جميع أراضي وسماء العراق"، مؤكدا أن الهجوم الإسرائيلي و"الانتهاك السافر لسيادة العراق وأجوائه بالتنسيق مع المحتل الأميركي لن يمرّوا من غير حساب".

وتحاول حكومة بغداد التي جاءت بها أحزاب شيعية موالية لطهران، الحفاظ على علاقات جيدة مع جارتها الإيرانية من جهة، ومع حليفتها الاستراتيجية الأميركية من جهة أخرى.

وتنشر الولايات المتحدة زهاء 2500 جندي في العراق ونحو 900 في سوريا المجاورة، في إطار تحالف دولي أنشأته عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي.

وكشفت بغداد وواشنطن في سبتمبر عن جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق، وذلك بعد سبعة أعوام من إعلان القوات العراقية دحر تنظيم داعش محليا، على أن يعقد العراق عوضا عن ذلك شراكات ثنائية مع كل دولة عضو في التحالف.