تدمير فوردو.. حلم إسرائيل في إيران الذي "لم تحققه" واشنطن
في الساعات الأخيرة، تكثّفت المساعي الإسرائيلية لإقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانخراط المباشر في الحرب ضد إيران، وذلك بهدف واحد: القضاء على برنامجها النووي من خلال تدمير منشأة "فوردو" المحصّنة، والتي تُعدّ قلب المشروع النووي الإيراني.
ووفقًا لما نقله موقع
أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين، فإن تل أبيب طلبت من واشنطن خلال الـ48 ساعة الماضية المشاركة في العملية العسكرية الجارية، وسط قلق من أن تفشل إسرائيل بتحقيق هدفها ما لم تنضم الولايات المتحدة للمعركة.
قدرات محدودة في مواجهة جبل محصّن
تكمن المشكلة الأساسية بالنسبة لإسرائيل في أن منشأة فوردو مبنية داخل جبل وواقعة على عمق كبير تحت الأرض، ما يجعل استهدافها بالقوة الجوية الإسرائيلية أمرًا شبه مستحيل، بحسب صحيفة
معاريف الإسرائيلية.
وتفتقر تل أبيب إلى القنابل الخارقة للتحصينات والطائرات القاذفة الثقيلة مثل B-52، التي تتمركز حاليًا في قاعدة دييغو غارسيا الأميركية في المحيط الهندي، وتُعدّ القادرة الوحيدة على اختراق هذا النوع من التحصينات.
ورغم الضربة الإسرائيلية الواسعة التي استهدفت الدفاعات الجوية الإيرانية ومواقع استراتيجية مرتبطة ببرنامج الصواريخ ومراكز بحث نووي، لا تزال فوردو خارج المعادلة العسكرية حتى الآن.
وهذا ما يجعل العملية برمتها، بحسب السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة يحيئيل لايتر، ناقصة دون استهداف هذا الموقع تحديدا.
في الكواليس، أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن ترامب أعرب، خلال محادثة حديثة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن استعداده للنظر في مشاركة أميركية محدودة، إلا أن مسؤولين أميركيين نفوا صدور أي التزام واضح بهذا الشأن.
وأكد مسؤول في البيت الأبيض لموقع أكسيوس أن الولايات المتحدة لا تنظر حاليًا في خيار الدخول في الحرب، مضيفًا: "ما يحدث اليوم لا يمكن منعه، لكن لدينا القدرة على التفاوض على حل سلمي ناجح إذا كانت إيران مستعدة لذلك"، معتبراً أن السبيل الأسرع لتحقيق السلام هو "تخلي إيران عن برنامجها للأسلحة النووية".
وتخشى الإدارة الأميركية من الانجرار إلى مستنقع يصعب الخروج منه، خاصة في ظل وجود قوات أميركية في قواعد عسكرية قريبة من إيران، فضلًا عن المصالح الاستراتيجية في النفط والغاز وحرية الملاحة في مضيق هرمز.
نافذة محدودة وفرصة تتقلّص
بحسب تحليل صحيفة معاريف فإن إسرائيل نفّذت هجومها الأخير في ظل نافذة فرص ضيقة. الضربات الإسرائيلية السابقة في أكتوبر وأبريل ضد أهداف إيرانية، ردًا على قصف صاروخي طالها، أسهمت في إضعاف الدفاعات الإيرانية ومهدت لما وصفه الجيش الإسرائيلي بـ"الممر" الذي فتح الطريق نحو العمق الإيراني.
لكن إسرائيل تعلم أن الهجوم على فوردو لا يمكن أن يتم من دون دعم أميركي مباشر. ولهذا، يرى المراقبون أن نجاح الحملة العسكرية الإسرائيلية على إيران بات مرهونًا بقرار من الرئيس ترامب، الذي يُنظر إليه في إسرائيل على أنه "الأكثر يمينية والأكثر دعمًا لها"، لكنه حتى الآن متردد في الضغط على الزناد.