كان عبيدة شلي وشقيقه التوأم هما أصغر أفراد عائلة تضم تسعة أبناء وبنات في إدلب بشمال غرب سوريا، حسب شقيقتهما ياسمين.
ومنذ عامين انضما إلى جهاز الأمن العام التابع لـ "هيئة تحرير الشام" في إدلب، حيث كانت الجماعة تُدير حكومة موازية.
تروي ياسمين أن المطاف انتهى بشقيقها شلي (23 عاما) وهو يرتدي زي جهاز الأمن العام الأسود ويحرس نقطة تفتيش قرب مدينة بانياس، وهو ما تؤكده رسائل صوتية أرسلها لها عبر تطبيق واتساب واطلعت عليها رويترز.
وعند غروب الشمس تقريبا في يوم السادس من مارس، تعرضت نقطة التفتيش ومواقع أخرى تابعة لجهاز الأمن العام في محافظتي اللاذقية وطرطوس لهجوم، ما أسفر عن مقتل العشرات من أفراد الأمن.
ووفقا للسلطات السورية وسكان محليين، قاد المهاجمين ضباط لا يزالون موالين للأسد.
وانضم إلى هولاء الضباط شبان فقدوا سبل عيشهم بعد فقدان آلاف الموظفين العلويين وظائفهم وتفكيك أجهزة الأسد الأمنية، وفقا لمقابلات مع شهود، بمن فيهم زعيم محلي وصف الأمر بأنه "تحرك عفوي من أشخاص يائسين".
وأرسل شلي رسالة صوتية لشقيقته في حوالي الساعة الثامنة والنصف مساء يخبرها بأن نصف الرجال من حوله سقطوا قتلى. وبدا هادئا ومستسلما لمصيره.
قالت "كان بيحاول يشوف طريقة يخرج الجثث". وسألته لماذا لم يهرب فأجاب "ما في مفر".
وعلمت ياسمين أن شقيقها قُتل بعد ذلك بساعتين.
شنّت قوات موالية للأسد أيضا هجمات في بانياس، أكبر مدن طرطوس. وسيطرت على الطريق الرئيسي بالمدينة وعلى المستشفى وهاجمت المقر الأمني للحكومة، حسب ما أفاد به أبو البحر وهو المسؤول الأمني في بانياس كان يقضي تلك الليلة في إدلب.
الحكومة السورية أشارت حينها إلى أن "مئات" الأفراد من قواتها قتلوا، لكنها لم تُعلن عن أسماء أو تقدم إحصاء دقيقا. كما ولم تُجب وزارة الدفاع على أسئلة لرويترز حول عدد القتلى من القوات أو ضلوع قوات تابعة للحكومة في الأحداث.