صراعات‎

جندي ينتحر "كل يومين" في إسرائيل.. والناجون يروون صدمتهم

نشر
blinx
منذ الحرب الإسرائيلية على حماس في غزة، شهدت معدلات انتحار الجنود الإسرائيليين خلال أداء الخدمة الفعلية في الجيش ارتفاعا ملحوظا، وسط تصاعد احتجاجات من الجنود المصابين بأعراض الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة المرتبط بالقتال منذ بدء الحرب، إزاء "تقصير المؤسسات الصحية الرسمية في إسرائيل بوضع خطط استجابة سريعة لتأهيلهم نفسيا".
وأقدم أكثر من 10 جنود إسرائيليين على الانتحار خلال أقل من أسبوعين.
تساحي، أحد قادة الاحتجاج ويعاني نفسيا قال: "نحن نصرخ. معركتنا هي ضد دائرة التأهيل"، وفق صحيفة "كان" الإسرائيلية.
بدورها اعترفت وزارة الدفاع الإسرائيلية، بارتفاع ملحوظ في حالات الاضطراب النفسي في دوائرها لإعادة التأهيل، بحيث أصبحت تتعامل مع 80 ألف حالة، غالبيتهم يعانون من صدمات نفسية، ونحو 65% منهم من جنود الاحتياط، فيما رصدت 8.3 مليار شيكل فقط لجرحى الجيش الإسرائيلي.

"معركة ضدّ دائرة التاهيل"

في مقابلة، الجمعة، مع إذاعة محلية، علّق قائد الاحتجاج تساحي على العدد المتزايد للجنود الذين أنهوا حياتهم منذ 7 أكتوبر، خاصة في الآونة الأخيرة، قائلاً: "لا يُعقل أن يُقدم أكثر من 10 مصابين بصدمات على الانتحار خلال أقل من أسبوعين. نحن نصرخ: كفى".
وأضاف: "كل يومين يُقدم أحد المصابين على الانتحار"، مبدياً يأسه من تعامل الحكومة الإسرائيلية مع المسألة.
وأوضح أن هناك العديد من المصابين بصدمات نفسية يتجولون في الشوارع، "لكن البيروقراطية المحيطة بالموضوع معقدة جداً"، موضحا أن المعركة الحقيقية لهؤلاء المصابين هي ضدّ دائرة التأهيل: "أحياناً، المصاب لا يملك 24 ساعة للانتظار"، وفق كلامه.
وتابع شارحا: "المصاب بصدمات نفسية هو شخص لا ينام. معظمنا يتناول أدوية أو يستخدم القنب الطبي. نستيقظ يومياً على شعور بالاختناق وكوابيس". وأوضح أنه أصيب قبل 30 عاماً، ولم يُعترف بإصابته بصدمات نفسية إلا قبل 3 أشهر فقط، لأن النظام لم يعرف كيف يتعامل معه.

80 ألف مصاب باضطراب نفسي

وفي كلمة له خلال مؤتمر MUNI EXPO 2025، قال إيتمار غراف، نائب المدير العام ورئيس قسم التخطيط في وزارة الدفاع، إن الوزارة تعاملت قبل هجمات 7 أكتوبر، مع 60 ألف ملف في دائرة التأهيل، واليوم تتعامل مع قرابة 80 ألف حالة، غالبيتهم يعانون من صدمات نفسية، ونحو 65% منهم من جنود الاحتياط.
وقال المسؤول إن ميزانية قسم التأهيل كانت 3.8 مليارات شيكل، أما حاليا فارتفعت إلى 8.3 مليارات شيكل، فقط لجرحى الجيش الإسرائيلي.
وأوضح غراف أن دائرة التأهيل وسعت عملياتها بإنشاء وحدات تدخل مدني تضم مختصين يزورون الجندي في منزله ويقدمون الدعم، كما خصصت أرقام هاتف لتقديم الدعم النفسي الأولي للجنود النظاميين والاحتياط.
وقال إن الجيش الإسرائيلي جنّد خلال الحرب 800 طبيب نفسي من القطاع المدني، بهدف الوصول إلى الحالات كافة، مبديا أسفه قائلا: "لكن مع هذا الحجم الكبير من الجنود، للأسف هناك حالات انتحار تتزايد، وكل حالة تُعد فشلًا لنا".

"دانيال طلب دخول المستشفى.. ولم يستجيبوا"

إيدن كيدار، شقيقة الجندي الإسرائيلي دانيال إدري الذي انتحر قبل نحو أسبوع ونصف الأسبوع، قالت الخميس في مقابلة إذاعية: "لقد طلب أن يُدخل إلى المستشفى، ولم يفعلوا". وأضافت: "الوضع الحالي غير قابل للاستمرار للمصابين بصدمات. هذه ليست أول حالة ولن تكون الأخيرة. الأمر جنوني. على الحكومة أن تستفيق وبسرعة، يجب التحرك فوراً".
وأشارت إلى أن العائلة حاولت طلب المساعدة، لكن "النظام كان يسير على وتيرته البطيئة".

اضطراب ما بعد الصدمة بين جنود الجيش الإسرائيلي

ومنذ يناير 2024، أظهر 1600 جندي من الجيش الإسرائيلي أعراض الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة المرتبط بالقتال منذ بدء الحرب، ومن بين هؤلاء، عاد 76% إلى مهام القتال بعد تلقي العلاج من مسؤولي الصحة العقلية التابعين لوحداتهم المتمركزة بالقرب من مناطق القتال، بحسب ما أفاد موقع والا.
كما انتحر 10 جنود وضباط في الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر، بحسب ما نقلت صحيفة هآرتس في مايو من عام 2024.
وكشفت الصحيفة عن أن بعضهم أطلق على نفسه النار داخل منزل أو سيارة، أو باستخدام قنبلة يدوية.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة