صراعات‎

بعد إعلان وقف إطلاق النار.. هل تنتهي اشتباكات السويداء؟

نشر
Reuters
 & 
أعلنت الرئاسة السورية، السبت، وقفا فوريا وشاملا لإطلاق النار محذرة من أي خرق لوقف إطلاق النار وتقول إنه سيكون انتهاكا للسيادة
وحثت في بيان جميع الأطراف على الالتزام بوقف إطلاق النار وإنهاء الأعمال القتالية في جميع المناطق على الفور.

انتشار أمني في السويداء

بدأت قوات الأمن في سوريا الانتشار في محافظة السويداء لـ"حماية المدنيين ووقف الفوضى"، وفق ما أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية السبت، بعد سقوط 718 قتيلا خلال أسبوع من أعمال العنف، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي بيان نشره على تليغرام، قال المتحدث باسم الداخلية نور الدين البابا "بدأت قوى الأمن الداخلي بالانتشار في محافظة السويداء في إطار مهمة وطنية، هدفها الأول حماية المدنيين ووقف الفوضى".
وأتى ذلك في وقت تدور اشتباكات متقطعة في مدينة السويداء وريفها الشمالي، بحسب المرصد ومراسلين لوكالة فرانس برس.

وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل

قال السفير الأميركي لدى تركيا أمس الجمعة إن إسرائيل وسوريا اتفقتا على وقف إطلاق النار بعد أيام من إراقة الدماء في المنطقة ذات الأغلبية الدرزية مما أدى لمقتل أكثر من 300 شخص.
كانت إسرائيل قد شنت يوم الأربعاء غارات جوية على دمشق وقصفت القوات الحكومية في الجنوب مطالبة إياها بالانسحاب، وقالت إن إسرائيل تهدف إلى حماية الدروز السوريين.
وقال السفير توم براك في منشور على موقع إكس "ندعو الدروز والبدو والسنة إلى إلقاء السلاح وأن يبنوا مع الأقليات الأخرى هوية سورية جديدة وموحدة".
وذكر براك أن إسرائيل وسوريا اتفقتا على وقف إطلاق النار المدعوم من تركيا والأردن وبلدان مجاورة.

عنف في السويداء

وتشهد محافظة السويداء أعمال عنف منذ نحو أسبوع في أعقاب اشتباكات بين مقاتلي العشائر البدوية وفصائل من الدروز، وهم أقلية دينية لها وجود أيضا في لبنان وإسرائيل.
وقال مسؤول إسرائيلي أمس الجمعة إن إسرائيل وافقت على السماح بدخول محدود للقوات السورية إلى منطقة السويداء في جنوب سوريا خلال اليومين المقبلين.

دمشق تتعهد بنشر قوة لإنهاء الاشتباكات

وذكرت الرئاسة السورية في وقت متأخر أمس الجمعة أن السلطات السورية ستنشر قوة متخصصة لإنهاء الاشتباكات وحل الصراع في جنوب سوريا، بالتوازي مع إجراءات سياسية وأمنية تهدف إلى استعادة الاستقرار ومنع عودة العنف.
وقالت الرئاسة في بيان "تعمل الجهات المختصة على إرسال قوة متخصصة لفض الاشتباكات وحل النزاع ميدانيا، بالتوازي مع إجراءات سياسية وأمنية تهدف إلى تثبيت الاستقرار وضمان عودة الهدوء إلى المحافظة (السويداء) في أسرع وقت".
ونشرت دمشق في الأسبوع الماضي قوات حكومية في السويداء في محاولة لفض القتال، لكن هذه القوات واجهت اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق بحق الدروز وتعرضت لهجمات إسرائيلية قبل الانسحاب بموجب هدنة جرى الاتفاق عليها يوم الأربعاء.
وقالت إسرائيل مرارا إنها لن تسمح للقوات السورية التي يقودها إسلاميون متشددون بالانتشار في جنوب البلاد، لكنها ذكرت أمس الجمعة أنها ستمنحهم مهلة قصيرة لإنهاء الاشتباكات المتجددة هناك.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لصحفيين "في ضوء استمرار حالة عدم الاستقرار في جنوب غرب سوريا، وافقت إسرائيل على السماح بدخول محدود لقوات الأمن الداخلي (السورية) إلى محافظة السويداء لمدة الثماني والأربعين ساعة المقبلة".
لكن مراسلين من رويترز ذكروا أن آلافا من مقاتلي العشائر ما زالوا يتدفقون على السويداء حتى أمس الجمعة، مما أثار مخاوف من استمرار أعمال العنف.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إنها وثّقت مقتل 321 شخصا خلال القتال منذ يوم الأحد، من بينهم عاملون في الخدمات الطبية ونساء وأطفال. وأضافت أن هذه الأرقام تشمل إعدامات ميدانية من جميع الأطراف.
وقال وزير الطوارئ السوري إن أكثر من 500 مصاب تلقوا العلاج، وإن مئات العائلات أُجليت من المدينة.

"لا شيء"

ذكر السكان أن لديهم كميات قليلة من الطعام والماء، وأن الكهرباء مقطوعة عن المدينة منذ عدة أيام.
وقال مضر (28 عاما) من سكان السويداء، الذي لم يكشف سوى عن اسمه الأول فقط خوفا من استهدافه "من أربعة أيام، لا كهربا لا وقود لا أكل لا شرب ولا شي أبدا".
وأضاف "الاشتباكات ما وقفت وكل الوقت صوت رصاص وحرائق والأخبار ما عم نقدر نحصلها بسهولة لأن ما في نت (إنترنت) ولا تغطية ولا تواصل".

اتهامات بانتهاكات

ذكرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في بيان أن المفوض فولكر تورك حث السلطات السورية المؤقتة على ضمان المحاسبة والعدالة في ما يتعلق بانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان خلال القتال، ومنها عمليات إعدام دون محاكمة عادلة وخطف.
وقالت المفوضية إن 13 شخصا على الأقل قُتلوا دون مسوغ قانوني في واقعة واحدة تم تسجيلها في 15 يوليو عندما أطلق أفراد تابعون للسلطات السورية النار على تجمع عائلي.
كما أُعدم ستة رجال دون إجراءات قانونية واجبة بالقرب من منازلهم في اليوم نفسه.
وحثّت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس الجمعة جميع الأطراف على السماح بوصول المساعدات الإنسانية، التي قالت إنها واجهت قيودا بسبب العنف.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة