موسم العودة إلى المدارس؟.. ليس في غزة للعام الثاني تواليا
سارة قنان، فتاة فلسطينية تحلم بأن تدرس الطب وتصبح طبيبة بعد أن ظلت تستذكر دروسها بجد وتصل الليل بالنهار طيلة سنوات كي تتفوق في دراستها الابتدائية والإعدادية.
كانت سارة تستعد لخوض امتحان الثانوية العامة، وهي مرحلة فارقة في حياتها، عندما اشتعلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل نحو عامين.
تسببت الحرب الطويلة في تحطيم حلمها بأن تصبح طبيبة وبات تتوق فقط إلى أن تبقى على قيد الحياة في ظل القصف الإسرائيلي المتواصل.
سارة، التي ستبلغ من العمر 19 عاما في سبتمبر المقبل، واحدة من مئات الآلاف من طلاب غزة الذين أجبروا على ترك مدارسهم للعام الثاني تواليا في ظل الحرب الإسرائيلية على القطاع، والتي قتلت أكثر من 58 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، بحسب وزارة الصحة في غزة.
حملة القصف العنيفة دمرت غزة وأجبرت معظم سكانها على مغادرة منازلهم مع توسيع الجيش الإسرائيلي نطاق عملياته بجميع أنحاء القطاع.
جميع المدارس تقريبا في غزة إما دمرت أو تحولت إلى ملاجئ للعائلات النازحة.
تقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسيف، إن أكثر من 92 بالمائة من مدارس غزة قد دمرت بشكل جزئي أو كلي.
وذكرت المنظمة في بيان صدر مؤخرا أن 87٪ من المدارس بحاجة لإعادة بناء شامل قبل أن تعمل مرة أخرى.
أدى هذا لحرمان نحو 658 ألف طالبا من التعليم المنتظم للعام الثاني على التوالي.
وقالت يونيسيف إن من بينهم 39 ألف طالب لم يتمكنوا من تأدية امتحانات مراحل الصفوف الانتقالية المعروفة باسم "التوجيهي" لمدة عامين، وأن هذه المرة الأولى منذ عقود التي لا يستطيع فيها طلاب دفعة التخرج في غزة من أداء امتحانات التوجيهي.
معركة للبقاء على قيد الحياة
ومثل سارة، الغالبية العظمى من الأطفال في سن الدراسة باتوا نازحين ويواجهون معركة يومية للبقاء على قيد الحياة، بحسب يونيسيف.
يعيش هؤلاء الطلاب وعائلاتهم الآن داخل مدارس أو في خيام بعد أن أجبروا على الفرار من منازلهم.
وفي أوائل يوليو، تحدثت سارة، التي كانت ترتدي غطاء رأس أسود، لوكالة أسوشيتدبرس من داخل خيمة، وهي الملجأ السادس لعائلتها المكونة من ثمانية أفراد منذ أن دمرت غارة إسرائيلية منزلهم بمدينة خان يونس في فبراير من العام الماضي.
كانت هذه هي المرة الأولى التي يغزو فيها الجيش الإسرائيلي ثاني أكبر مدينة بالقطاع خلال الحرب.
سعت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، بالتعاون مع اليونيسف ومنظمات إغاثية أخرى، لتوفير نوع من التعليم للأطفال.
وذكرت اليونيسيف أن عدد أماكن التعليم تزايد إلى 600 مكان خلال وقف إطلاق النار، الذي استمر 6 أسابيع في شهري يناير وفبراير من العام الجاري لتوفير نوع من التعليم المدرسي لنحو 173 ألف طالب.
مع ذلك، قالت اليونيسف في تقرير صدر في يونيو إن أكثر من 240 مكانا للتعليم أغلقت منذ أن استأنفت إسرائيل الحرب في مارس وانتهكت اتفاق وقف إطلاق النار.
بالمقابل، لجأ آخرون، خاصة الطلاب في المرحلة الجامعية، للتعلم عبر الإنترنت.
لكن ثبت أنه من الصعب متابعة هذا النوع من التعليم بالنسبة لمعظم سكان غزة الذين يعانون من انقطاع متواصل للكهرباء.
تحاول النازحة الفلسطينية من خان يونس، هديل أبو لحية، مذاكرة بعض الدروس لأطفالها داخل خيمتهم.
أما النازحة من بين حانون، مرام حمد، فتقول إنها لا تستطيع المذاكرة لأبنائها بسبب انشغالها فقط بمحاولة توفير الطعام لهم.