بريطانيا "تقترب" من الاعتراف بدولة فلسطين
قال مسؤولان حكوميان بريطانيان إن بريطانيا باتت تدرس بشكل أكثر جدية الاعتراف بدولة فلسطينية، في تحول لافت ناتج عن الصدمة العامة من صور الأطفال الذين يعانون المجاعة في غزة، والضغط المتزايد على رئيس الوزراء كير ستارمر من نواب حزبه العمالي، بحسب
نيويورك تايمز.
وعلى الرغم من أن ستارمر لم يحذُ حذو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أعلن الأسبوع الماضي اعتراف فرنسا بدولة فلسطين، فقد صرح حينها بأن الاعتراف يجب أن يكون جزءًا من "خطة أشمل تؤدي في النهاية إلى حل الدولتين وتحقيق الأمن الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين".
المصدران تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما بسبب حساسية المداولات الداخلية، أكدا أن الزخم يتزايد نحو الاعتراف في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية وورود تقارير عن وفيات بسبب الجوع بعد شهور من القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات إلى غزة.
ورغم دعم ستارمر منذ فترة طويلة لحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة، إلا أنه امتنع عن الاعتراف الفوري بها لأنه اعتبره "إجراءً استعراضياً" لا يغيّر الواقع الميداني، بل قد يعقّد جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وفق ما ذكره المسؤولان.
غير أن هذه المبررات لم تقنع أكثر من 250 نائبًا من تسعة أحزاب، من بينهم نواب من حزب العمال، وقّعوا رسالة موجهة إلى ستارمر ووزير الخارجية ديفيد لامي، دعوا فيها إلى اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين خلال مؤتمر أممي هذا الأسبوع مخصص لحل الدولتين.
وأشار النواب في رسالتهم إلى أن "بريطانيا لا تملك القدرة على إقامة دولة فلسطينية حرة ومستقلة، لكن الاعتراف سيكون له أثر بسبب دور بريطانيا التاريخي في تأسيس دولة إسرائيل".
واعتبر مؤيدو الخطوة أن الاعتراف سيبعث برسالة مفادها أن الحكومة تعي حجم المأساة في غزة ولن تقف مكتوفة الأيدي.
والشهر الماضي، فرضت الحكومة البريطانية عقوبات على اثنين من الوزراء المتشددين في حكومة نتنياهو، هما إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، بسبب تحريضهما على العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، في خطوة منسقة مع أستراليا وكندا ونيوزيلندا والنرويج، وهو نوع من التحرك الجماعي الذي يتوقع بعض الدبلوماسيين أن تلجأ إليه بريطانيا مجددًا بشأن الاعتراف بفلسطين.