نتنياهو يُضيّع فرصة وقف المعركة.. "الحرب في المربع الأول"؟
بعد أن قاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بلاده إلى ما وُصفه "بانتصار عسكري على إيران" في يونيو، اعتبر حلفاؤه وخصومه على حد سواء أن هذا الإنجاز هو الأبرز في مسيرته. وبدا أن نتنياهو، وهو في ذروة ثقته بنفسه وسلطته، قد حصل أخيرًا على الزخم السياسي اللازم لتجاوز رفض حلفائه المتطرفين في حكومته والذهاب نحو هدنة في غزة، بحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.
لكن بعد ستة أسابيع فقط، أضاع نتنياهو تلك الفرصة، والمحادثات بين إسرائيل وحماس عادت إلى طريق مسدود. وتصرّ إسرائيل اليوم على التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب دفعة واحدة، بدلاً من اتباع النهج المرحلي الذي كانت المحادثات تدور حوله مؤخرًا.
هذه العودة إلى خيار "الكل أو لا شيء" تعيد المفاوضات إلى النقطة التي توقفت عندها قبل 19 شهراً، حين فشل الوسطاء في التوصل إلى اتفاق نهائي... ولا يبدو أن النتيجة ستكون مختلفة هذه المرة.
وكتب أورين سيتر، وهو عضو سابق في فريق التفاوض الإسرائيلي، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية يوم الإثنين: "طالما أن هذه هي الحكومة، وبافتراض أنها لن تغيّر مسارها جذرياً، فلن يكون هناك اتفاق شامل، ولن يعود الرهائن"، وأضاف: "على المعارضة أن تفهم ذلك، وعلى الجمهور أن يفهم، والإعلام أيضاً".
بعبارة أخرى، فإن الرصيد السياسي الذي راكمه نتنياهو بعد الحرب مع إيران قد تبخّر، داخليا وخارجيا.
وفي ظل تفاقم أزمة الجوع في غزة، وصلت الإدانة الدولية لإسرائيل إلى ذروتها، حيث تُحمّل منظمات الإغاثة والحكومات الأجنبية إسرائيل مسؤولية الحصار الذي فُرض على القطاع بين مارس ومايو واستمر 11 أسبوعًا. ونتيجة لذلك، اعترفت عدة دول حليفة لإسرائيل بدولة فلسطينية، أو أعلنت نيتها القيام بذلك قريباً.
أما في الولايات المتحدة، فقد صوّت غالبية أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الديمقراطي الأسبوع الماضي لصالح وقف بعض صفقات السلاح مع إسرائيل. كما اتهمت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية"، وهو اتهام تنفيه تل أبيب بشدة.