وثيقة سرّية تكشف اعتراف إسرائيل بفشل "عربات جدعون"
كشفت وثيقة سرية للجيش الإسرائيلي، تم تداولها داخل المؤسسة العسكرية، أن عملية "مركبات جدعون"، الاسم الذي أطلقه الجيش على الهجوم الواسع ضد حركة حماس في مايو الماضي وانتهى الشهر الفائت، لم تحقق أهدافها الأساسية المتمثلة في إسقاط الحركة وتحرير الرهائن.
وبحسب
تقرير نشرته القناة 12، فإن الوثيقة، التي أعدها مركز المعلومات العملياتي للقوات البرية في الجيش الإسرائيلي واطلعت عليها عدة ألوية، أكدت بشكل قاطع فشل العملية في بلوغ أهدافها.
وأعرب ضباط راجعوا الوثيقة عن قلقهم من أن ذلك ينذر بسوء النتائج في الهجوم الوشيك على مدينة غزة، مشككين في ما إذا كان الجيش استخلص الدروس اللازمة قبل إطلاق العملية الجديدة التي تحمل الاسم الرمزي "مركبات جدعون 2".
ورغم إشادة رئيس الأركان الفريق إيال زمير وضباط كبار آخرين علناً بالعملية، إلا أن التقييم الداخلي أشار بوضوح إلى أن "إسرائيل ارتكبت كل خطأ ممكن" في إدارتها. واتهمت الوثيقة الجيش بالتصرف بما يخالف عقيدته العسكرية عبر تزويد حماس بالموارد من خلال المساعدات الإنسانية، وعدم فرض ضغط زمني، وسوء إدارة الموارد، ما أدى إلى إنهاك القوات وتقويض الدعم الدولي.
أوضحت الوثيقة أن حماس تمتعت بكل الظروف اللازمة للبقاء وإعلان النجاح، من موارد وقاعدة عمليات آمنة وأسلوب قتال مناسب. ولفتت إلى أن إسرائيل اعتمدت على "منطق الردع بدلاً من النصر الحاسم"، عبر الاستمرار في القتال سعياً إلى وقف إطلاق نار وصفقة تبادل رهائن، وهو ما استغلته الحركة خلال الأشهر الماضية.
وانتقدت الوثيقة كذلك "انعدام الكفاءة" في تخطيط وتوزيع المساعدات، معتبرة أن ذلك أتاح شن حملة عالمية تتهم إسرائيل بتعمد تجويع سكان غزة.
وأشارت إلى أن الجيش تحرك مراراً في المناطق نفسها بوتيرة بطيئة، مفضلاً تجنّب الخسائر البشرية على حساب إنجاز المهمة، فيما عانى من الاستنزاف، وضغط القوى البشرية، وإرهاق المعدات، وضعف الاستعداد لحرب العصابات.
في المقابل، أشارت القناة إلى أن هناك من ينسب للعملية دوراً في خفض مطالب حماس بمفاوضات الرهائن، حيث ساهم الضغط العسكري، بحسب التقارير، في رفع عدد الأسرى الذين أبدت الحركة استعدادها للإفراج عنهم ضمن صفقة.
وأعلنت حركة حماس الشهر الماضي موافقتها على مقترح لصفقة تبادل ووقف إطلاق نار مرحلي مشابه لإطار سابق أيدته إسرائيل، إلا أن حكومة بنيامين نتنياهو رفضت، مطالبةً بـ"صفقة شاملة" تشمل الإفراج عن جميع الرهائن دفعة واحدة وإنهاء الحرب وفق شروط إسرائيل، بما في ذلك نزع سلاح حماس وتجريد غزة من السلاح وتسليمها لقوات عربية غير تابعة للحركة أو للسلطة الفلسطينية.