صراعات‎

صواريخ في قلب البحر الأحمر.. رحلة سرية تكشف أخطر أسلحة الحوثيين

نشر
blinx
كشفت منظمة بريطانية مستقلة لأبحاث التسليح استمرار اعتماد قوات الحوثي على الدعم الإيراني لتعزيز دفاعاتها الجوية وتنفيذ الهجمات، بما في ذلك استهداف السفن في البحر الأحمر.
وذكرت منظمة أبحاث تسليح النزاعات، CAR، أن توثيقها لعملية مصادرة بحرية كبيرة مؤخراً، كشف عن عدد غير مسبوق من الصواريخ المتطورة، بما في ذلك مجموعة من الأنظمة المضادة للسفن، وتحليل هذه الأسلحة يظهر أن جزءًا كبيرًا منها يأتي من شبكات الإمداد المرتبطة بإيران.

من شحنة الأسلحة الإيرانية التي صادرها الجيش اليمني

وفي 25 يونيو 2025، صادرت قوات الجيش اليمني، سفينة تجارية كانت في طريقها من جيبوتي إلى ميناء صليف الخاضع لسيطرة الحوثيين في شمال غرب اليمن.
ووصفت القيادة المركزية الأميركية هذه العملية، التي وقعت بعد يومين من اتفاق إيران وإسرائيل على وقف إطلاق النار لإنهاء صراع دام 12 يوماً بين البلدين، بأنها "أكبر مصادرة للأسلحة التقليدية الإيرانية المتقدمة" في تاريخ الجيش اليمني.
وفي يوليو 2025، أرسلت منظمة CAR فريق تحقيق ميداني إلى اليمن لتوثيق عينة من الشحنة المصادرة، وأظهرت العينة نطاقاً وحجماً غير مسبوقين من الأسلحة مقارنة بحملات المصادرات السابقة.

صواريخ مضادة للسفن وصواريخ أرض-جو

وشملت الشحنة:
  • صواريخ مضادة للسفن
  • صواريخ أرض-جو (SAM)، إلى جانب مكوناتها، مثل المحركات النفاثة وأجهزة التوجيه
  • بالإضافة إلى وحدات للطائرات بدون طيار، UAV. وكانت أنظمة الصواريخ من أحدث الطرازات الإيرانية، ولم يُعرف سابقًا وجودها في مخزونات الحوثيين.

من شحنة الأسلحة الإيرانية التي صادرها الجيش اليمني

وأظهر التقرير أنه تم تمويه الشحنة، حيث وُضعت الأسلحة والمكونات داخل آلات صناعية، كما تم إخفاء بعض العناصر داخل بطاريات المركبات وخزانات ضاغط الهواء التي تم قطعها وإعادة لحامها.
إمداد أنظمة الصواريخ الرئيسية
احتوت الشحنة على كمية كبيرة من أنظمة الصواريخ ومكوناتها الأساسية. وقد استخدم الحوثيون الصواريخ والطائرات المسيّرة لاستهداف السفن التجارية والقطع البحرية الدولية في البحر الأحمر منذ أكتوبر 2023.
وتوضح هذه العملية حاجة الجماعة المستمرة لإمدادات جديدة من الصواريخ المضادة للسفن والدفاعات الجوية للحفاظ على مصداقية تهديدها في البحر الأحمر والمنطقة، خاصة بعد الغارات الجوية الأخيرة التي أضعفت قدراتها.

ما أنواع الصواريخ المضادة للسفن؟

برزت الصواريخ المضادة للسفن، بما في ذلك الطرازان الإيرانيان "قدير" و"سجّيل"، بشكل لافت ضمن الشحنة، إلى جانب محركات نفاثة ووحدات توجيه وملاحة مستخدمة في أنظمة صواريخ الحوثيين.

من شحنة الأسلحة الإيرانية التي صادرها الجيش اليمني

وقد وثّقت CAR أن صاروخ "قدير" كان مجهزاً بجهاز توجيه يعمل بالرادار.

ما أنواع صواريخ الدفاع الجوي؟

أما صواريخ الدفاع الجوي التي ضبطها الجيش اليمني فشملت أنظمة محمولة صينية الصنع من طراز QW-1، وصواريخ إيرانية من نوع "قائم-118" وسلسلة "طائر"، إضافة إلى مكونات لصاروخ إيراني من طراز 358. ولم تكشف إيران رسمياً عن نظام "قائم-118" إلا في فبراير 2025.

شبكات الإمداد المرتبطة بإيران

نفت إيران علناً ضلوعها في عملية التهريب التي أحبطتها قوات الحوثيين، لكن CAR حددت ثلاثة عوامل تشير إلى ارتباط الشحنة بشبكات إمداد إيرانية:
  • وُجدت علامات تصنيع في إيران على العديد من المضبوطات، بعضها مرتبط بمؤسسات عامة إيرانية. ومن الأمثلة: بطاقة مصرفية تُستخدم لتخزين بيانات الحمض النووي في التحقيقات الجنائية تحمل شعار الشركة المصنعة وشعار قسم التحقيقات الجنائية في الشرطة الإيرانية؛ محرك نفاث صنعه مصنع إيراني يحمل تاريخ إنتاج نوفمبر 2024؛ ملصق مصنع إيراني مثبت على جناح صاروخ؛ وعلامة "صُنع في إيران" على نظام محاكاة قتالية.
  • بعض المواد كانت مطابقة لمعدات إيرانية سبق ضبطها مرسلة للحوثيين. من بينها صاعق تقاربي بصري مشابه لما وثقته لجنة خبراء الأمم المتحدة بشأن اليمن عام 2020.

من شحنة الأسلحة الإيرانية التي صادرها الجيش اليمني

  • وحدة بيانات جوية ضبطتها قوات الجيش اليمني تكاد تكون مطابقة لوحدة عُثر عليها في طائرة مسيّرة "شاهد-136" في أوكرانيا ووثقتها CAR في نوفمبر 2022، حيث حملتا نفس نوع الملصق ورقم الجزء.
وقال تقرير المنظمة "توفر عملية المصادرَة الأخيرة دليلاً واضحاً على جهود إيران لإمداد الحوثيين، بما في ذلك بعض الأنظمة التي طُورت مؤخراً مثل "قائم-118".
وبعد بدء عملية التتبع الرسمي للمواد المضبوطة، تسعى CAR إلى التعاون مع الشركات المصنعة للمكونات التي جرى تحديدها ميدانياً. وتتوقع المنظمة أن يوفّر التحقيق مزيداً من المعلومات حول مصادر إمداد الحوثيين بالسلاح وسلاسل التوريد المرتبطة بها، إضافة إلى القدرات التي يحصل عليها الحوثيون من هذه الأسلحة.
وتُظهر هذه العملية القيود التي قد يواجهها الحوثيون من حيث القدرات الصناعية، خصوصاً في ما يتعلق بصناعة أنظمة الأسلحة المتقدمة. ويبدو أن الدعم الخارجي لا يزال عاملاً أساسياً يمكّن الجماعة من مواصلة عمليات تهدد أمن المنطقة، كما يتضح من اعتراض الإمدادات المرتبطة بإيران، بحسب تقرير منظمة أبحاث التسليح.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة