بعد توقيف متظاهرين مؤيدين لفلسطين.. بانكسي "يضرب" قضاء لندن
بعد يومين من توقيف نحو 900 شخص في العاصمة البريطانية خلال تظاهرة داعمة لمجموعة "بالستاين أكشن" (التحرك من أجل فلسطين) المحظورة، نشر فنان الشارع "بانكسي" على جدار محكمة في لندن الإثنين رسما جديدا له يمثّل قاضيا منحنيا وحاملا مطرقته فوق متظاهر مطروح أرضا وينزف.
وظهر الغرافيتي صباح الإثنين على إحدى الواجهات الخارجية لمبنى "رويال كورتس أوف جاستيس" القضائي، عاكسا كذلك الجدل الذي تجدّدَ في الآونة الأخيرة في شأن حرية التعبير في بريطانيا، بعد توقيف مؤلّف مسلسلات تلفزيونية.
وسرعان ما وُضِعَ في الموقع بحراسة عناصر أمن لوح حاجب لإخفاء الرسم الذي يُظهر قاضيا يرتدي رداء تقليديا ويضع شعرا مستعارا يرفع مطرقته فوق متظاهر مُستلق على ظهره أرضا، وفي يديه لافتة تخلو من اي شعار ومُلطخةٌ بالدماء.
وتبنّى الفنان الغامض الهوية العمل من خلال نشر صورة له عبر حسابه على "إنستغرام".
توقيف مئات المتظاهرين في لندن
أوقفت شرطة لندن السبت 890 شخصا خلال تظاهرة جديدة دعما لمجموعة "بالستاين أكشن" شهدت توترات بين الشرطة والمحتجين.
وأضيفت مجموعة "بالستاين أكشن" إلى قائمة المنظمات "الإرهابية" في بريطانيا مطلع يوليو، عقب أعمال تخريب نفذها ناشطون ينتمون إليها، شملت خصوصا قاعدة لسلاح الجو الملكي، وتسببت بأضرار.
وفي المجمل، أُوقِف أكثر من 1600 شخص منذ يوليو، ووُجهت إلى 138 منهم تهمة دعم "منظمة إرهابية" أو التحريض على دعمها.
ومن المقرر أن يُحاكموا، ويواجه معظمهم عقوبة السجن ستة أشهر.
ورأت منظمة "ديفند آوَر جوريز" التي تقف وراء هذه التظاهرات الإثنين أن عمل بانكسي الجديد يُظهر "وحشية الدولة ضد المتظاهرين المعارضين لحظر "بالستاين أكشن".
من جهة أخرى، تجدَّدَ الجدل في شأن حرية التعبير في بريطانيا بعد أن أُوقِفَ في الأول من سبتمبر مبتكر المسلسلات التلفزيونية ومنها "فاذر تيد"، الإيرلندي غراهام لاينهان، لنشره على وسائل التواصل الاجتماعي تعليقات مُناهضة للمتحولين جنسيا.
وأعرب زعيم حزب "ريفورم يو كيه" (إصلاح المملكة المتحدة) اليميني المتطرف نايجل فاراج عن غضبه من هذه المسألة خلال إلقائه كلمة أمام الكونغرس الأميركي في واشنطن، مُشبّها بريطانيا بكوريا الشمالية.
ويُعدّ بانكسي أحد أشهر الفنانين المعاصرين في العالم، لا سيما بفضل رسومه التي تحمل رسائل سياسية واستفزازية والتي ينشرها في مختلف أنحاء العالم.