"الجحيم أهون".. إسرائيل تفتح "ممر موت" للخروج من مدينة غزة
أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء إقامة "مسار انتقال موقت" لخروج سكان مدينة غزة منها، غداة توسيعه هجومه البري وتكثيف القصف على كبرى مدن القطاع المدمّر بعد قرابة عامين من الحرب مع حماس.
ونشر المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي على منصة إكس بيانا جاء فيه "من أجل تسهيل الانتقال جنوبا يتم فتح مسار انتقال موقت عبر شارع صلاح الدين"، مشيرا الى أنه سيتاح الانتقال عبره "لمدة 48 ساعة" من ظهر الأربعاء وحتى ظهر الجمعة.
ويمتد شارع صلاح الدين بموازاة ساحل القطاع من شماله الى جنوبه.
ماذا نعرف عن شارع صلاح الدين؟
في مارس الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي إغلاق شارع صلاح الدين الواصل بين شمال القطاع وجنوبه، ومنع السكان من التنقل عبره، وسمح لهم فقط بالسير على الأقدام عبر شارع الرشيد.
وجاء ذلك عقب إعلان الجيش بدء هجوم بري محدود وسط قطاع غزة وجنوبه.
ولكن حتى قبل إغلاقه ذكرت تقارير عديدة، بينها
تحقيق لـ"BBC" أن شارع صلاح الدين تحول إلى ممر محفوف بالموت والخطر.
ومع وجود عسكري مكثف على جانبي الطريق، تحدث شهود في نوفمبر 2023 عن جثث متحللة وبقايا بشرية مرمية على الطريق.
وأجبرت آلاف العائلات حينها على السير على الأقدام لمسافات تصل إلى 20 كلم بعد إجبارها على ترك سياراتها، وسط زحام شديد ومعاناة كبيرة.
وكثّف الجيش في الأسابيع الماضية من إنذارات لسكان مدينة غزة الواقعة في شمال القطاع، وأكد الثلاثاء أنه بدأ توسيع عملياته البرية في مدينة غزة مع تعرضها لقصف كثيف ومتواصل.
وكانت لجنة تحقيق دولية مستقلة مكلفة من الأمم المتحدة، اتهمت إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة خلال الحرب.
وكانت الأمم المتحدة قدّرت أواخر أغسطس عدد المقيمين في مدينة غزة ومحيطها بنحو مليون نسمة.
وسجّلت حركة نزوح كثيفة من المدينة خلال الأيام الأخيرة، سيرا أو باستخدام سيارات وعربات وجرارات زراعية.
وقدّر الجيش الإسرائيلي الأربعاء بأن عدد الذين اضطروا لمغادرة مدينة غزة "تجاوز 350 ألف شخص"، علما بأن كثيرين من الفلسطينيين يتشبثون بالبقاء فيها ويشددون على عدم وجود مكان آمن يلجأون إليه، بحسب فرانس برس.
وقالت أم أحمد يونس (44 عاما) التي لا تزال تقطن بيتها المدمر جزئيا في مدينة غزة، إنها لن تغادرها.
وأوضحت لفرانس برس "القصف هنا كما هناك... الموت أرخص وأكثر رحمة"، موضحة أنها لا تمتلك المال الكافي لتدبر تكاليف السفر والنقل.
من جهتها، قالت فاطمة لبد (36 عاما) التي نزحت مع ١٠ أشخاص من أفراد عائلتها نحو جنوب القطاع، إنهم اضطروا للنوم ليلا في العراء بجوار البحر في دير البلح (وسط).
أضافت "لا يوجد مكان نضع فيه الخيمة.. مشينا أغلب المسافة من غزة على أقدامنا، الشوارع مكتظة والقصف متواصل".
وتابعت لبّد "لم نعد نحتمل ما يحصل لنا، كأننا نعيش يوم القيامة أو الجحيم. حتى الجحيم أهون".
وتواصلت عمليات القصف الإسرائيلي على المدينة في وقت مبكر الأربعاء.