لقاء "الفرصة الأخيرة".. هل اقتربت نهاية الحرب في غزة؟
في وقتٍ يواصل فيه الجيش الإسرائيلي توغله في قلب غزة، تتصاعد التوقعات ببلوغ اتفاق ينهي الحرب المستمرة منذ ما يقارب العامين، وذلك مع اللقاء المرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، الاثنين، بحسب
صحيفة التايمز البريطانية.
من جهة أخرى، كشف مصدر أميركي رفيع المستوى أن الولايات المتحدة وإسرائيل قريبتان جدا من التوصل إلى اتفاق بشأن خطة الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، بعد محادثات بين المبعوث الخاص ستيف ويتكوف وغاريد كوشنر صهر ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال باراك رافيد مراسل موقع "
أكسيوس" في منشور على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" أن المسؤول أشار إلى أنه لا يزال يتعين الحصول على موافقة حركة حماس على الخطة.
نتنياهو، الذي عبّر عن أمله في التوصل إلى اتفاق، قال في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز": "لم يُحسَم بعد، لكننا نعمل مع فريق الرئيس ترامب في هذه اللحظات، وأتمنى أن نتمكن من إنجازه".
الاتفاق المقترح قد يفضي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من القطاع.
ترامب، الذي يفاخر بإنهاء سبع حروب منذ عودته إلى السلطة، كتب على منصته "تروث سوشيال": "لدينا فرصة حقيقية لتحقيق عظمة في الشرق الأوسط، الجميع على استعداد لأمر استثنائي يحدث للمرة الأولى في التاريخ. سننجزه".
وتزامنت تصريحاته مع تقارير حول خارطة طريق من 21 بنداً لإنهاء الحرب وإعادة إعمار غزة.
الخطة، التي ناقشها ترامب مع قادة عرب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، تتضمن:
- إطلاق سراح 48 رهينة متبقين، بينهم 20 أحياء وأكثر من عشرين جثة، خلال 48 ساعة من وقف إطلاق النار.
- تبادل الرهائن مع مئات الأسرى الفلسطينيين، من بينهم 250 محكوماً بالمؤبد و1,700 معتقل من غزة منذ هجوم 7 أكتوبر 2023.
- إدخال المساعدات الإنسانية بشكل كامل إلى القطاع.
- انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية.
- تولي السلطة الفلسطينية إدارة غزة بعد إجراء إصلاحات داخلية
- عملية لنزع سلاح حماس وتفكيك الأنفاق والأسلحة الثقيلة.
- التزام إسرائيلي بعدم ضم أراضٍ في الضفة أو غزة.
نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، قال إن الاتفاق بات في "الخطوة الأخيرة"، مؤكداً أن ترامب يريد أن تُدار غزة من قبل أهلها.
رغم التفاؤل الأميركي، لم تُبدِ كل من إسرائيل وحركة حماس قبولاً رسمياً بالخطة بعد.
مسؤول في حماس قال إن الحركة "مستعدة لدراسة أي مقترح بإيجابية ومسؤولية"، لكنها تشترط وقف الحرب وانسحاباً كاملاً من غزة.
من جانبه، يواجه نتنياهو ضغوطاً من داخل حكومته اليمينية المتشددة، حيث أعلن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أن رئيس الوزراء "لا يملك تفويضاً" لإنهاء الحرب.
كما توجه عدد من قادة المستوطنين للقاء نتنياهو في محاولة لدفعه نحو ضم أجزاء من الضفة الغربية، وهو خيار استبعده ترامب تماماً.
الخطة الأميركية تشير أيضاً إلى إعادة توحيد الضفة الغربية وغزة تحت قيادة واحدة، مع تدمير ترسانة حماس ومنح عفو أو ممر آمن لقياداتها الراغبة في مغادرة القطاع.
لكن المسار نحو "حل الدولتين"، الذي يُنظر إليه دولياً كصيغة الأنسب لإنهاء الصراع، يواجه معارضة شرسة من نتنياهو الذي كرر رفضه للاعتراف بدولة فلسطينية، واصفاً ذلك بأنه "تهديد وجودي" لإسرائيل.
في الوقت الذي يحاول فيه البيت الأبيض الدفع بالاتفاق باعتباره "الفرصة الأخيرة للسلام"، يبقى السؤال مطروحاً: هل يستطيع نتنياهو مواجهة ضغوط الداخل، وتجاوز إرثه السياسي الرافض للتسوية، أم أن الحرب ستطول أكثر؟