"قائمة تكنوقراط فلسطينية" لإدارة غزة وإعادة دمجها
كشف الكاتب الأميركي ديفيد إغناتيوس أن جوهر خطة السلام التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب يرتكز على إعادة صياغة مستقبل غزة سياسيا واقتصاديا وأمنيا.
ونقل الكاتب في مقاله
بصحيفة واشنطن بوست، الثلاثاء، عن مسؤولين مطلعين على تفاصيل خطة السلام أن "الوثيقة تهدف إلى توفير مسار عملي قابل للتنفيذ، يأخذ في الاعتبار التوازنات المعقدة في المنطقة، ويمنح الفلسطينيين فرصة لإعادة بناء مؤسساتهم".
وبحسب المسؤولين، فإن الخطة تقترح آلية دولية لإدارة مرحلة انتقالية في غزة، تشمل إشرافا أمنيا متدرجا وضمانات لإعادة الإعمار بتمويل عربي ودولي.
وأضاف إغناتيوس "أبلغني مسؤولان عربيان كبيران يوم الجمعة أن قائمة قصيرة من "التكنوقراط" الفلسطينيين جرى التدقيق في أسمائهم لتولي اللجنة الحاكمة. كما تطوعت دول منها إيطاليا وإندونيسيا وأذربيجان، بالمشاركة في "قوة الاستقرار".
وأوضح أن الخطة تضم مجموعة رقابية عربية غير رسمية تضم كلا من مصر والأردن وقطر والسعودية والإمارات، بالإضافة إلى التزام دول منفردة بالإشراف على جوانب محددة من الإصلاح الفلسطيني مثل التعليم والمالية.
أشار مصدر آخر إلى أن "الفكرة الرئيسية هي خلق واقع جديد يدمج غزة في النظام الإقليمي بطريقة تقلل من احتمالات تجدد الصراع".
وتشمل النقاط التي ركز عليها المسؤولون ترتيبات أمنية صارمة في القطاع، إلى جانب التزام واضح من الفصائل الفلسطينية بوقف الأعمال العسكرية، مقابل التزامات إسرائيلية بفتح المعابر والسماح بتدفق المساعدات.
وأوضح أحد المصادر أن "الجانب الأمني يعد محورياً، لكنه لن ينجح من دون خطة اقتصادية تفتح الأفق لسكان غزة".
ما المطلوب من القوى السياسية الفلسطينية؟
أما على المستوى السياسي، فقد كشف مسؤول آخر أن الخطة تراهن على صيغة توافقية بين القوى الفلسطينية، تتضمن إصلاحات داخلية وإعادة هيكلة للسلطة المحلية في القطاع.
وأكد أن "هناك تصوراً لتقليص نفوذ الفصائل المسلحة، وإعطاء دور أكبر للمؤسسات المدنية، بما يخلق بيئة أكثر استقراراً".
وفي ما يتعلق بردود الفعل، قال دبلوماسي تحدث للكاتب إن "المبادرة قد تحظى بدعم عربي وإسلامي واسع، لأنها تتضمن مساهمات ملموسة من دول إقليمية في إعادة إعمار غزة، وهو ما يمنحها زخما عمليا"، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن "مدى قبول حركة حماس بالخطة سيبقى العامل الحاسم في نجاحها".
الإرادة الدولية تفتح الباب لتحول حقيقي في غزة
وتبرز أهمية هذه المبادرة، وفقاً للمصادر، في أنها تجمع بين العناصر الأمنية والسياسية والاقتصادية ضمن إطار واحد، مع إصرار على التزام جميع الأطراف بخارطة طريق واضحة. وأضاف أحد المصادر أن "التحدي الأكبر يكمن في التنفيذ، لكننا نعتقد أن الإرادة الدولية هذه المرة قد تفتح الباب أمام تحول حقيقي في غزة".
وختم إغناتيوس تقريره بالقول "بينما لا تزال تفاصيل كثيرة بحاجة إلى مناقشة، يبقى السؤال المطروح ما إذا كانت حماس والفصائل الأخرى ستنخرط في هذه العملية، وما إذا كانت الخطة ستتمكن فعلا من إنهاء سنوات من الصراع وفتح صفحة جديدة في مستقبل غزة".